أشارت نتائج دراسة حديثة إلى أن التعرض لأشعة الشمس بصورة منتظمة بغرض اكتساب لون البشرة النحاسي (دبغة الشمس) ربما لا يزيد فحسب من احتمالات الإصابة بسرطان الجلد، بل إنه ربما يدخل في خانة الإدمان. وتوصلت الدراسة، التي نشرت أمس الخميس، إلى أن التعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية بصورة مزمنة يتسبب في إفراز هرمونات الاندورفين المسؤولة عن مظاهر النضارة والحيوية في الجسم، وهي الهرمونات التي تعمل بيولوجيا ووظيفيا مثلها مثل المواد المخدرة مثل الهيروين والمورفين. وأجريت الدراسة على فئران التجارب معمليا، إلا أن الباحثين يرون أن بالإمكان تطبيقها على البشر لأن رد الفعل البيولوجي للجلد على الأشعة فوق البنفسجية عند الفئران يضاهي مثيله لدى الإنسان. وتوصلت الدراسة إلى أن التعرض بصورة منتظمة للأشعة فوق البنفسجية أدى إلى تغير جسماني وسلوك إدماني لدى فئران التجارب. وقال الباحثون إنه بعد علاج حيوانات التجارب بعقار يثبط نشاط هرمون الاندورفين ظهرت عليها أعراض الانسحاب مثل ارتعاش الجسم والارتجاف واصطكاك الأسنان. وذكر الباحثون في الدراسة التي أوردتها دورية (سيل) إن الطبيعة الإدمانية للتعرض للأشعة فوق البنفسجية "ربما تسهم في زيادة مطردة في احتمالات الإصابة بسرطان الجلد لدى البشر". وربما تفسر الطبيعة الإدمانية للتعرض للأشعة فوق البنفسجية ما يبديه البعض من التهافت على التعرض لدبغة الشمس داخل البيوت وخارجها. وقالت الجمعية الأميركية لمكافحة السرطان إن معدلات الإصابة بسرطان الجلد تزايدت خلال السنوات الثلاثين الأخيرة على الأقل مع ظهور نحو 76 ألف حالة إصابة جديدة و9700 حالة وفاة متوقعة لعام 2014. ويمكن ان يتسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية في أضرار كبيرة؛ منها الشيخوخة المبكرة للبشرة في صورة تجاعيد وترهل الجلد والإصابة بالبقع البنية. وقال جون اوفرستريت المدير التنفيذي لجمعية دبغة الشمس داخل المنزل، إن هذه الدراسة "تجاهلت منافع التعرض للأشعة فوق البنفسجية ومن أوضحها انتاج فيتامين (د) من خلال جلدك".