لأشعة الشمس فوائد عديدة تتمثل في أنها تساعد على الإبصار والمساعدة على القيام بالعمل اليومي، ولها دور رئيس في تكوين مركب فيتامين دي الضروري لنمو العظام من خلال الجلد، والمساعدة في علاج عدد من الأمراض الجلدية، كما أنها تساعد في زيادة كمية الأكسجين الضروري للحياة في الهواء وفي التخلص من ثاني أكسيد الكربون الضار بالحياة، كما أن أشعة الشمس توفر الدفء وتساعد في قتل الجراثيم، ولها دور مهم في التغذية فهي ضرورية لنمو النباتات. بالإضافة إلى أن أشعة الشمس تخفض مستوى الكولسترول، إذ إنّها تحوّل الكوليسترول المرتفع في الدم إلى هرمونات الستيرويد والهرمونات التي نحتاجها للإنجاب، كما تبني وتعزّز أشعة الشمس الجهاز المناعي، إذ تزداد الكريات البيضاء مع التعرض للشمس، وهي تلعب دوراً رئيساً في محاربة الجسم للالتهابات. وفي هذا الإطار، أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في مستشفى الأطفال الملكي بملبورن، أن المراهقين الذين يقضون المزيد من الوقت تحت أشعة الشمس، 4 ساعات يومياً، تقل لديهم مخاطر الإصابة بالأكزيما وحمى القش. وربطت الدراسة الأسترالية بين التعرض العالي للشمس أثناء العطلات الصيفية، والانخفاض الكبير لمستويات الإصابة بالأكزيما وحمى القش أو الكلأ، دون أن تتمكن من تفسير السبب. والجدير بالذكر، أن هنالك اعتقاداً بأن الأمر يرتبط بآلية أخرى غير الحصول على الكمية الكافية من فيتامين "د"، الذي يتم اكتسابه عن طريق الشمس، وتوقعت الدراسة أن التعرض لأشعة الشمس يعزز الدفاعات ضد البكتيريا عن طريق تحفيز الببتيدات المضادة للميكروبات، فتستفيد من ذلك أمراض كالأكزيما، حيث يلعب الاستعمار الجرثومي للجلد دوراً مهماً. ولكن رغم فوائدها الجمة إلا أنه يجب الحذر من التعرض الزائد لأشعة الشمس، حيث تعد الحماية من أشعة الشمس ذات أهمية بالغة سواء على المدى القصير أو البعيد وفي كل الأعمار، فالتعرض الشديد لأشعة الشمس يمكن أن يحدث ألماً شديداً، كما يعرض الجسم والجلد للحروق الشمسية الشديدة التي قد تسبب أخطاراً كبيرة للجلد في وقت لاحق من حياة الشخص مثل سرطان الجلد، لذا ينصح بعدم التعرض للشمس بين الساعة 10:00 صباحاً-4:00 بعد الظهر. ويحدث الضرر من أشعة الشمس غالباً في الفترة ما بين الساعة 10:00 صباحا والساعة 3:00 عصراً عندما تكون أشعة الشمس في أوج قوتها، حتى في الأيام التي يكون فيها غيوم أو ظل ما، لذا يجب استعمال الواقيات من أشعة الشمس لمنع الحروق الشمسية أو تعرض الجلد لأضرار من جراء أشعة الشمس. وقد أثبتت دراسة حديثة، أن أكثر الناس تعرضاً لسرطان الجلد هم أصحاب البشرة البيضاء، أما أصحاب البشرة السمراء والسوداء فهم أقل قابلية للإصابة بهذا السرطان، وذلك لأن صبغة جلودهم توفر لهم حماية ضد أشعة الشمس فوق البنفسجية. فمن مسببات سرطان الجلد فهي التعرض للأشعة فوق البنفسجية الآتية من الشمس، ويحدث ذلك غالباً لزوار الحمامات الشمسية باستمرار، وللذين تتطلب طبيعة عملهم البقاء فترات طويلة في ضوء الشمس ولو لفترات قليلة، كذلك التعرض للأشعة السينية عند التصوير بالأشعة السينية. جدير بالذكر أن فريقاً من أطباء العيون أوصى الشباب بضرورة ارتداء عدسات لاصقة واقية من الأشعة ما فوق البنفسجية الضارة للشمس، لحماية عيونهم من الأضرار الخطيرة التي قد يتعرضون لها. وشدد الأطباء على أن حروق العين تعدّ من أهم وأخطر الآثار الجانبية شيوعاً لكثرة التعرض للأشعة ما فوق البنفسجية الضارة، ودقت "الجمعية الأمريكية لأمراض العيون" ناقوس الخطر من أن التعرض لأشعة الشمس الضارة يعمل على اعتام عدسة العين، وهو ما يؤدي إلى ظهور غيام داخل العين مصحوباً بخفض حاد في الرؤية يتم تصحيحها بواسطة الجراحة فقط. وتشمل المشكلات الصحية التي قد تتعرض لها العين نتيجة طول فترة التعرض للأشعة الشمس، حصول نمو غير طبيعي لعدد من الأنسجة الصّلبة على قرنية العين، بالإضافة إلى تفاقم تحلّل العين مع التقدم في العمر والذي ينتج منه فقدان للبصر.