بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا بفضلك علما.... أصحابُ المعالي والسعادة.... السيدات والسادة الحضور..... السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهْ......... بدايةً، أتوجَّهُ بالشكرِ إلى مقامِ سيدي خادمِ الحرمينِ الشريفينِ، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهُ الله -، على الثقةِ التي أولاني إيّاها بتكليفي لتولّي مهامّ وزير الصحة. كما أودُّ أنْ أُرحِّبَ بكمْ جميعًا في هذا المؤتمر الصحفي الذي يُعقَدُ انطلاقًا من التزامنا بالتواصل المستمر مع وسائل الإعلام وأفراد المجتمع السعودي فيما يتعلق بالجهود المبذولة لمكافحة انتشار فيروس كورونا، وأودُّ أيضًا أنْ أُرحبَ بأعضاءِ المجلسِ الطبي الاستشاري، الذي قمنا بتعيينه مؤخرًا للمساعدة على مواجهة هذا التحدي المتعلق بالصحة العامة في المملكة. إنّ مهامَّ هذا المجلسِ، الذي نعتبرُه ركيزةً أساسيةً لدعم جهودِ وزارة الصحة، تتلخَّصُ في إعداد وتقديم التقارير والاستشارات للوزارة، حول الوضع الصحي الراهن فيما يخص فيروس كورونا، فضلًا عن متابعةِ وضعِ الحالاتِ المصابة. وقد جرى اختيارُ أعضاءِ المجلسِ، بناءً على خبراتِهم السابقة في التعامل مع تحدياتٍ مماثلةٍ تتعلقُ بالصحةِ العامة. وستسهم استشاراتُهم بلا شك، في تعزيزِ قدرةِ الوزارةِ على فهم وتحليل طبيعة الفيروس، وإعداد التقارير الطبية اللازمة عنه. وفي ظل جهودنا المستمرة لتقصّي الحقائق وجمع المعلومات، فإننا نتطلع إلى الأفكار والتوصيات، المقدمة من السادة أعضاء المجلسِ، بشأن الحد من انتشار الفيروس على مستوى المملكة والعالم. الإخوةُ والأخوات.... انطلاقًا من إيمان وزارة الصحة بمدى جديّة المسؤولية، جرى مؤخرًا اتخاذ سلسلة من الإجراءات الفعّالة، والخطوات الجادة، في سبيل التصدي لفيروس كورونا، والحد من انتشاره في المملكة. ولقد تضمَّنت هذه الإجراءات ما يلي: أولًا: إجراء سلسلة من الزيارات الميدانية، لعددٍ من المستشفيات في مختلف أنحاء المملكة، بهدف الوقوفِ على مدى جاهزيتها، واستعدادها لاستقبال أيِّ حالاتٍ مصابةٍ بالفيروس، لا قدّرَ الله. ثانيًا: تعيين المجلس الطبِّي الاستشاريّ، تحت إشرافِ الدكتور طارق أحمد مدني. ثالثًا: تخصيص ثلاثةَ مراكز طبيةٍ لمواجهة فيروس كورونا، هي مجمع الملك عبدالله الطبيّ في جدة، الذي سيكونُ المركزَ الرئيسيَّ لمكافحةِ الفيروس، ومستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز في الرياض، ومجمع الدمام الطبي في المنطقة الشرقية. الحضورُ الكريم.... إن وزارةَ الصحةِ تدرس جميع الخياراتِ الممكنةِ لمواجهة هذا التحدي، الذي يتعلق بالصحةِ العامةِ في المملكة. وفي ظل الجهودِ المستمرة، والإجراءاتِ الصارمةِ التي تتبعُها الوزارة، ضمنَ خُطَّتِها العاجلةِ، للحفاظ على سلامة المجتمعِ السعوديِّ في ظلِّ الوضعِ الراهنْ، فإنّنا نتوقعُ الإعلانَ عنِ المزيدِ من القراراتِ في الأيام المقبلة. وأودُّ هنا أنْ أؤكدَ على التزامِنا غيرِ المحدودِ باتباعِ مبدأِ الشفافية، سواءً مع وسائل الإعلامِ أو أفراد المجتمعِ السعودي، وتوفيرِ جميعِ ما يحتاجونه من معلوماتٍ عن الوضعِ الراهن، إذْ إنّنا مؤمنونَ بأنَّهم لن يستطيعوا المساهمة معنا في مكافحةِ الفيروس إلا إذا حصلوا على المعلوماتِ الدقيقةِ بمجرد توافُرِها. كما أودُّ أنْ أشكُرَ المجلسَ الطبيَّ الاستشاريّ، على التوصياتِ والاقتراحاتِ القيّمة، التي قُدِّمَتْ إلينا مؤخرًا. وستعملُ وزارةُ الصحةِ على مناقشةِ هذه الاستشارات، والعملِ على ضوئِها خلالَ الفترةِ المقبلة، للخروجِ بأفضل النتائج، التي تضمنُ –بإذنِ الله- سلامةَ مجتمعِنا الغالي. مرةً أخرى، أتوجه بجزيل الشكر لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- على الدعم غير المحدود لجهود الوزارة في مكافحة فيروس كورونا، والشكر موصول لجميع العاملين بمستشفياتِ المملكة من أطباء وممرضين، على جهودهم الدؤوبة في هذا الصدد. أشكرُكم جميعًا على حضورِكم، الذي أَعتبرُهُ داعمًا أساسيًّا لجهودِنا، في مواجهةِ هذا التحدّي، المتعلقِ بالصحةِ العامة. وفَّقنا اللهُ وإيّاكم، لما فيه صحَّةُ وسلامةُ المجتمعِ السعوديّ، وندعوهُ –سبْحانَهُ وتعالى- أنْ يمنَحَنَا القدرةَ على مواصلةِ الليلِ بالنهارِ، لنعملَ سويًّا على مواجهةِ هذا التحدّي. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.