تحتفي دول العالم في السابع من أبريل من كل عام باليوم العالمي للصحة الذي يصادف يوم الاثنين 7 جمادى الأولى 1435ه الموافق 7 أبريل 2014م، وذلك تحت شعار "لدغة بسيطة تساوي خطراً كبيراً"... ويختار في كل عام موضوع يسلط من خلاله الضوء على أحد المجالات ذات الأولوية والمثيرة للقلق على ساحة الصحة العمومية في العالم. حيث يركز موضوع هذا العام على الأمراض المنقولة بالنواقل... صرّح بذلك المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة وأضاف بأن يوم الصحة العالمي بمثابة حملة عالمية تدعو كل فرد من القيادات العالمية إلى عامة الناس في كل البلدان إلى التركيز على مشكلة صحية واحدة لها آثار عالمية، ويتيح يوم الصحة العالمي بتركيزه على القضايا الصحية الجديدة والمستجدة فرصة للشروع في عمل جماعي من أجل حماية صحة الناس وعافيتهم، وأشار إلى أن النواقل هي كائنات حية تنقل العوامل الممرضة والطفيليات من شخص (أو حيوان) مصاب إلى آخر. والأمراض المنقولة بالنواقل هي علل تسببها هذه العوامل الممرضة والطفيليات لدى التجمعات البشرية. وهي غالباً ما توجد في المناطق الاستوائية والأماكن التي فيها إشكالية في الحصول على مياه شرب وأنظمة صرف صحي مأمونة. وقال البروفيسور خوجة بأن المرض المنقول بالنواقل الأكثرَ فتكاً - وهو الملاريا - قد تسبب فيما يقدَّر ب 660000 حالة وفاة في عام 2010. وكان معظم هؤلاء من الأطفال الأفارقة. لكن المرض المنقول بالنواقل الأسرع نمواً في العالم هو حمى الضنك، حيث ازداد وقوع المرض 30 ضعفاً على مدى السنوات ال 50 الماضية. وقد كان لعولمة التجارة والسفر والتحديات البيئية - مثل تغير المناخ والتحضر - تأثيرٌ على سريان الأمراض المنقولة بالنواقل، وتسببت في ظهورها في بلدان لم تكن معروفة فيها سابقاً. وأضاف البروفيسور خوجة بأن الالتزامات المتجددة في السنوات الأخيرة من جانب وزارات الصحة بدول المجلس، والمبادرات الصحية الإقليمية والعالمية - وبدعم من المؤسسات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع العلمي - قد ساعدت على خفض معدلات الوقوع والوفيات الناجمة عن بعض الأمراض المنقولة بالنواقل. إن يوم الصحة العالمي لعام 2014 سيسلط الضوء على بعض النواقل المعروفة الأكثر شيوعاً - مثل البعوض وذبابة الرمل والبق ... إلخ - والتي تعتبر مسؤولة عن نقل مجموعة واسعة من الطفيليات والعوامل الممرضة التي تهاجم البشر أو الحيوانات؛ فالبعوض - على سبيل المثال - لاينقل الملاريا وحمى الضنك فقط، بل ينقل أيضاً داء الفيلاريات اللمفي والشيكونغونيا والتهاب الدماغ الياباني والحمى الصفراء. وبيّن البروفيسور توفيق خوجة بأن الحملة تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول التهديد الذي تشكله النواقل والأمراض المنقولة بالنواقل، وإلى تحفيز الأسر والمجتمعات على اتخاذ إجراءات لحماية أنفسها. وسيكون العنصر الأساسي في الحملة تزويد المجتمعات بالمعلومات. وبما أن الأمراض المنقولة بالنواقل بدأت بالانتشار خارج حدودها التقليدية، فلا بد من توسيع العمل إلى ما وراء البلدان التي تزدهر فيها هذه الأمراض حالياً.