اختتم المؤتمر الخليجي الثاني للطب التكميلي فعالياته اليوم بمناقشة موضوعات الطب التكميلي والتقليدي المبني على البراهين العلمية والعوائق التي قد تحول دون تحقيق ممارسته، إضافة إلى دور الحجامة والطب النووي في ذلك المجال، بمشاركة عددا من الأطباء والمختصين من داخل المملكة وخارجها . وقدمت استشارية طب المجتمع عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للرعاية الصحية المبنية على البراهين ومديرة إدارة الأمراض الوراثية والمزمنة في إدارة الصحة العامة في جدة الدكتورة رجاء الردادي ورقة عمل أوضحت فيها أن قلة الأبحاث في مجال الطب التكميلي المبني على البراهين تعد من أبرز العوائق حيال ممارسته . وقالت إنها أجرت دراسة شملت عينتها 242 طبيباً من جدةوالرياض شملت جميع التخصصات وجميع القطاعات الصحية، بعنوان ( استعداد الأطباء لممارسة الطب التكميلي والبديل المبني على البراهين والعقبات ذات الصلة )، توصلت من خلالها إلى أن 42% منهم سبق أن وصفوا لمرضاهم على الأقل مرة واحدة نوع من أنواع الطب التقليدي والتكميلي . وأكدت الحاجة الماسة إلى الممارسات المبنية على البراهين وهي التي ترتكز على نتائج أبحاث عالية الجودة فيما يخص الفعالية والآثار الجانبية للأنواع المستخدمة، مشيرة إلى أن عوائق ممارسة الطب التكميلي لدى الأطباء من وجهة نظرهم، عدم وجود بحوث كافية تثبت فعالية وسلامة هذه الأنواع، وعدم حصولهم على تدريب كاف، والخوف من الآثار الجانبية للمواد المستخدمة، وعدم وجود توصيات واضحة تؤكد أو تنفي فعاليتها . ودعت الدكتورة رجاء إلى معالجة العوائق التي تحول دون ممارسة الطب التقليدي والتكميلي المبني على البراهين، وذلك بتدريب الأطباء وإجراء البحوث الإكلينيكية لمعرفة فعالية وسلامة ما يستخدم في المملكة، وإدراج الطب التقليدي والتكميلي ضمن مناهج كليات الطب في برامج الزمالة الطبية. من جانبه أكد مدير كرسي بن لادن لأبحاث الإعجاز العلمي في الطب النبوي الدكتور باسم يوسف شيخ أن الحجامة أثبتت فعاليتها بجدارة في علاج أنواع آلام الصداع الأولي غير الناتج عن أمراض داخل الجمجمة خاصة الشقيقة، وعلاج آلام أسفل الظهر الأولي غير الناتج عن أمراض ورمية أو انزلاقات غضروفية تستوجب التداخل الجراحي، وكذلك علاج آلام المفاصل الناتج عموما عن التواء في المفصل، مبيناً أن الحجامة صالحة للرجال والنساء على حد سواء . ونوه في ورقته التي قدمها بعنوان ( الحجامة في الطب النبوي )، إلى إمكانية تنظيم وإقامة عيادات الحجامة بشرط أن يكون التشخيص والعلاج تحت إشراف أطباء مدربون، محذراً من فتح المجال لأي ممارس بالقيام بالحجامة أو للذين يدعون القدرة على تشخيص المرض بدون خلفية طبية وبالتالي يعرضون المريض لمضاعفات جانبية إما من التطبيق الخاطئ أو تأخر العلاج. من جهة أخرى شدّد مدير مركز أخلاقيات الطب المركز الدولي في جدة الدكتور محمد البار على أهمية مراعاة السلوكيات التي يمارسها الناي التي تؤدي إلى حدوث الأمراض، مشيراً إلى أن السيرة النبوية مليئة بالأحاديث والسلوكيات التي تؤكد على الممارسة الصحيحة للحياة وتجنب الأمراض . وأضاف الدكتور البار في ورقته التي قدمها بعنوان ( الطب النبوي: النهج الشمولي ) أن الطب النبوي أو ما يعرف بالبديل والتكميلي ليس مقتصرا على الطب العلاجي، مثل العلاج بالعسل أو الحبة السوداء والحجامة والكي، مبيناً أن الأمراض السرطانية وغيرها التي يصاب بها الإنسان ناتجة بقدرة الله عز وجل عن سلوك بشري خاطئ، وهذا السلوك قد حذر منه الطب النبوي. كما نوقشت في ختام جلسات المؤتمر، ورقة عمل بعنوان " دور وحدات تقييم التكنولوجيا الصحية : نموذج العلاج بالأوزون " قدمتها الدكتورة نورما داروس من وزارة الصحة الماليزية، وورقة علمية بعنوان " موارد ثانوية أخرى: قواعد البيانات الكورية " و" الحجامة مراجعة الأدلة " قدمها الدكتور ميونغ سولي من كوريا الجنوبية، وأخرى بعنوان " التجارب السريرية في الحجامة الرطبة " للدكتورة رومي لوش من ألمانيا .