كشف تقرير لإحدى لجان مجلس الشيوخ الأمريكي السبت أن عقار "أفانديا" Avandia المخصص لمعالجة السكري مرتبط بإصابة عشرات الآلاف بأزمات قلبية، وأن.. شركة "غلاكسو-سيمث-كلاين" تعرف بالأمر منذ سنوات وحرصت على إبقاء الأمر طي الكتمان عن عامة الناس. وانتقد التقرير الذي أعد للجنة مجلس الشيوخ للشؤون المالية، والذي جاء في 334 صفحة، إدارة الغذاء والدواء الحكومية، قائلاً إن الهيئة الاتحادية التي تنظم المسائل المتعلقة بالأدوية والدخان والأغذية، إما أنها تجاهلت أو أبطلت المخاوف المتعلقة بالسلامة التي توصل إليها موظفوها. وقال السيناتو ماكس بوكوس، العضو الديمقراطي في اللجنة: "من حق الأمريكيين أن يعرفوا بوجود مخاطر صحية تتعلق بعقار 'أفانديا' وتتحمل شركة غلاكسو سميث كلاين مسؤولية إبلاغهم بذلك.. إن المرضى يثقون بشركات تصنيع الأدوية غير أن الشركة أساءت هذه الثقة التي منحوها لها، وأمنوها على حياتهم." ورفضت الشركة المصنعة للدواء هذه النتائج مصرة على أن العقار آمن. وقالت: "نحن لا نتفق مع نتائج التقرير.. لقد راجعت إدارة الغذاء والدواء البيانات وتوصلت إلى أنه يجب طرح العقار في الأسواق." ووفقاً لتقرير لجنة مجلس الشيوخ، فقد قدر علماء إدارة الدواء والغذاء الأمريكية في يوليو/تموز 2007، أن عقار "أفانديا" تسبب بإصابة نحو 83 ألف شخص بأزامات قلبية، منذ طرح العقار في الأسواق. وقالت الشركة المصنعة إنها تدرس احتمال إصابة متعاطي العقار بأمراض قلبية عندما كشف الأمر للمرة الأولى عام 1999، وفي وقت لاحق حاولت الشركة أن تتلاعب بالنتائج لتقليل الأضرار المترتبة على ذلك. وردت الشركة على تقرير مجلس الشيوخ بالقول إن النتائج التي يعتمد عليها التقرير قديمة وعفا عليها الزمن. وكان بحث علمي في العام 2007 قد رجح أن عقار "أفانديا" لعلاج داء السكري قد يزيد من فرص إصابة مستخدميه بهشاشة "رقاقة" العظام، في كشف قد يفسر أسباب تعاظم مخاطر الإصابة بالكسور بين المصابين بالمرض. وأفاد مسؤولون بإدارة الغذاء والدواء الأمريكية آنذاك بأنه تقرر وضع تحذير طبي على العقار الخاصين بعلاج السكري، هما "افانديا"، بشأن مخاطر إخفاق عمل القلب بالنسبة لبعض المرضى. وفي وقت سابق، كانت لجنة طبية عينتها إدارة الغذاء والدواء قد رفضت سحب عقار "أفانديا" من الأسواق، وأوصت بمواصلة بيعه بشكل عادي في الصيدليات، معتبرة أن الدلائل المتوفرة حتى الساعة حول إمكانية تسببه بأمراض القلب لا تبرر أي قرار مماثل. وجاء قرار اللجنة برد طلب سحب الدواء بأغلبية ساحقة، إذ وافق عليه 22 عضواً من بين 23، وهي نتيجة أذهلت المراقبين، خاصة وأن آخر تصويت أجراه الأعضاء حول العقار أظهر أن 20 من أصل 23 يعتقدون بإمكانية تسببه بأضرار جانبية في القلب.