كشفت دراسة علمية صدرت مؤخراً أن تناول طعام غني بالدهون الصحية وكميات محدودة من مشتقات الألبان واللحوم يمكن أن يمنح الإنسان حالة صحية أفضل، كما يمكنه أن يحافظ على وضوح التفكير وسلامة الدماغ. وكشف البحث الجديد أن الطعام في منطقة البحر الأبيض المتوسط، الذي سبق أن كشفت دراسات أنه يقلل من الإصابة بالأمراض القلبية، قد يساعد على تقليل خطر تكون مناطق صغيرة تحتوي على خلايا دماغية ميتة تؤدي إلى ظهور مشاكل في التفكير، نعرف باسم "الخرق الدماغي"، والتي تتطور إلى شكل من أشكال "العته الوعائي" Vascular Dementia، وهو ثاني أكثر أمراض العته والخرف شيوعاً بعد مرض ألزهايمر. وقال أستاذ الطب والأعصاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية، جورج كول: "لدينا أمراض الشيخوخة هذه التي تسبب الإعاقة وتكلف معالجتها أطنان الأموال وحياة الإنسان المثقل بالأمراض." وتضمنت مأكولات منطقة البحر الأبيض المتوسط الكثير من الفواكه والخضروات والسمك وزيت الزيتون والبقوليات والحبوب، فيما تتضمن بعض الأطباق كميات من مشتقات الألبان واللحوم والدواجن و والأحماض الدهنية المشبعة، بالإضافة إلى أن كميات أقل من الأطباق تتضمن كميات معتدلة من الحكوليات. وقال رئيس فريق البحث، الدكتور نيكولاس سكارميس، أستاذ الأعصاب بجامعة كولومبيا، إن الدراسة ربطت بين الطعام والجلطات الدماغية، ومن المتوقع أن تنشر خلال اللقاء السنوي للجمعية الأمريكية لطب الأعصاب في شهر إبريل/نيسان المقبل. ويحدث "الخرق الدماغي"، وهو شكل من أشكال الجلطات، عندما يقل تدفق الدم عبر الشرايين والأوعية لتصل إلى حد الانسداد التام. وتناولت هذه الدراسة، التي شملت 712 شخصاً تزيد أعمارهم على 65 عاماً، طعام هؤلاء الأشخاص، وبعد ست سنوات، أجريت لهم عمليات تصوير بالرنين المغناطيسي، وبشكل عام تبين أن نمط طعامهم ظل على ما هو عليه طوال 7 أو 8 سنوات. وكشفت الدراسة عن وجود علاقة، ليست سببية، بين بعض العوامل الأخرى التي تربط طبيعة مأكولات منطقة الشرق الأوسط بتشكل موانع للإصابة بأضرار في الدماغ، على سبيل المثال، وجد باحثون أن الالتزام الأكبر بنمط الأمل قد يحمي من الإصابة بارتفاع ضغط الدم وكذلك بعض المشاكل والأضرار في الدماغ. وكانت دراسة سابقة قام بها سكارميس قد كشفت أن طعام منطقة البحر المتوسط ربما يقلل من خطر الإصابة بمرض الخرف أو الألزهايمر، وتقل نسبة إصابة من يتناولون هذا الطعام بنسبة 40 في المائة عن أولئك الذين لا يتناول طعام تلك المنطقة. يشار إلى أن عدد الأمريكيين المصابين بألزهايمر يتراوح بين 2.4 و4.5 مليون نسمة.