للزمن أهمية خاصة في الكون، فهو الذي به تنتظم حياة الإنسان، والكائنات، ولأهميته البالغة فقد ورد ذكره كثيراً في القرآن، والسنة، وذلك في الحديث عن الأوقات: الفجر، والصباح، والضحى، والعصر، والعشاء، والليل، والنهار. إضافة إلى ذكر تاريخ الأمم السابقة، (...)
كنتُ ذات يوم في إحدى محاضراتي بالجامعة أدرّسُ طلابي قصيدة ابن زيدون السينية الرقيقة التي مطلعها: «ما على ظنيَّ باسُ ... يجرَحُ الدّهرُ وياسو»، وهي قصيدة فريدة، أبدعها.
والآس في المعاجم اللغوية -كما عند الخليل - هو: «شجرٌ ورقه العطر، الواحدة بالهاء»، (...)
أعجبتني عبارات لأستاذي الدكتور عبدالله بن سُلَيم الرُّشَيد في حديثه ل(بودكاست جَوَلان) الذي كان عن (إمام اللغة الأصمعي)، وكان الحوار في بداية اللقاء حول معنى الانزياح في إكساب المعنى قيمة جمالية، أو صورة فنية، حيث كان مما قاله إن: «الأدب هو أشبه (...)
جاء في معجم (العين): "والجَمَال: مصدر الجَمِيل، والفعل منه جمل يجمل. وقال الله تعالى: "ولكم فيها جَمَال حين تريحون وحين تسرحون"، أي بهاءٌ وحسن. ويقال: جاملت فلاناً مجاملة، إذا لم تصف له المودة، وماسحته بالجميل. ويقال: أجملت في الطلب"، وقد ورد في (...)
تُستخدَم (الملحوظة) للإشارة إلى التنبيه على الشيء، أو التعليق عليه، وقد تكون رسماً كتابيّاً، أو نطقاً صوتيًّا، أو رمزاً إشاريّاً، فقد تأتي على هامش الصور، أو الخطوط، أو الكلام بشكل عام، ويجنح اللغويون لاستعمال لفظة (ملحوظة)؛ لأنها أدق وصفاً، فهي (...)
كشف (سيد البيد) الشاعر محمد الثبيتي -رحمه الله- (1432ه)، عن حالة ولادة القصيدة، كيف تبدأ؟ وكيف تولد؟ وكيف يمكن للشعر أن يُفتتح؟ فراح يصف بشعره لحظات انبثاق الشعر، وبداية انسكاب القصيدة، وانهمار العواطف، وتدفّق الصور، والأخيلة، فقال في قصيدته الشهيرة (...)
ألَّفَ أحدهم كتاباً، وضع عنوانه (إلى طه حسين في عيد ميلاده السبعين: دراسات مهداة من أصدقائه وتلاميذه)، وفكرة الكتاب تنطلق من جمع بعض الدراسات والمقالات اللغوية، والتاريخية، والفلسفية التي لا تمسّ طه حسين بشكل مباشر، ولكنها تنهض، أو تتأسس على شيء من (...)
يحرصُ كثير من الناس على الرِّياضة؛ لأنها تساعدهم على عيش حياة صحية، وبناء جسم سليم، ومعلوم أن الرياضة رياضات: رياضة كرة القدم، ورياضة الكرة الطائرة، ورياضة كرة السلة، ورياضة ألعاب القوى، ورياضة كمال الأجسام، ورياضة السباحة، ورياضة المشي، ورياضة (...)
ليلى بنت عبد الله بن الرحال بن شداد بن كعب الأخيليّة، شاعرة عربية من بني عقيل من عامر بن صعصعة من هوازن، توفيت سنة (80ه)، وإذا ذُكِرتْ النساء الشواعر انصرف الذهن إليها مع (الخرنق بنت بدر 50ق.ه)، و(الخنساء 24ه)، و(ولادة بنت المستكفي 484ه)، وغيرهن. (...)
حدثني زميل متخصص في الآثار ذات يومٍ عن بعض أشغاله في الحفريات الأثرية، وكان مما روى لي أنه اكتشف نقشاً قديماً يعود إلى العصر العباسي (بحسب تحليله)، وقد حوى هذا النص: «فلانٌ يتشوّق إلى فلانة»، فلم يجذبني شيء في هذا النص سوى أنه نقشٌ قديم، لكنني لما (...)
حضرتُ قبل أيامٍ مع أحدهم مؤتمراً في غير تخصصي، وهو المؤتمر الدولي السابع للطاقة النظيفة والتكنولوجيا (نحو الحياد الكربوني)، في كوالالمبور، وكنتُ فيه غريب الوجه، واليد، واللسان، والتخصص، كان غريباً علي، وكنتُ غريباً عليه، أخذتُ أتأمل أوراق العمل، (...)
تنتمي القصة إلى فضاء الأدب، وهي أقدم أجناسه وأشكاله؛ ذلك أنها مرتبطة بالحكاية التي هي مظهر من مظاهر القول التي عرفها الإنسان منذ غابر الأزمان، حيث يقصّ الناس أحوالهم، وأخبارهم، ويروونها، ويتناقلونها، ومن هنا كانت مادة (قصة) في المعاجم اللغوية قريبة (...)
التوقيعاتُ فنٌّ نثري كتابي، عماده الإيجاز، والدلالة، والرمز، والإيحاء. وهي في أصلها اللغوي مأخوذة من إلحاق الشيء بالشيء، قال ابن منظور في (لسان العرب): «التوقيع في الكتاب إلحاق شيء فيه بعد الفراغ منه»، وقد استوى التوقيع شكلاً أدبيّاً جميلاً في العصر (...)
خلّد الأدبُ تجارب القدماء الإبداعية التي تتحدث عن الوطن، وثقافته، وحضارته، كما فعل السومريون في ملحَمتهم الشعرية (جِلجامِش) وكما فعل اليونان، والرومان، والهنود، والفرس في ملاحمهم الشعرية المعروفة التي تستعرض تاريخهم الوطني، وتصف ثقافاتهم، وحضارتهم، (...)
الذي يتأمل مسيرة النقد الأدبي يلحظ مروره بأطوار عديدة، تشكلّت من خلالها - لدى الثقافة العربية - حصيلة هائلة من الممارسات النقدية التي جعلت من النقد الأدبي نقداً أكثر ثباتاً ورسوخاً، بل أكثر تطوراً وتجدداً؛ إذ لم يقف النقد الأدبي في دائرة منغلقة، أو (...)
من يتأمل في معاجم اللغة، يجد أن مادة (غَمَسَ) تشير إلى معانٍ عديدة، منها: الاختلاط بالشيء، والاندماج فيه؛ ولهذا جاء في معجم (العين) للخليل بن أحمد الفراهيدي (170ه): «غمس: الغمس: إرسال الشيء في الماء، أو غيره. والغماسة من طير الماء غطاط يغتمس كثيرا. (...)
عندما نلج عالم النقد الثقافي - بوصفه منهجاً نقدياً حديثاً، أو اتجاهاً نقديّاً جديداً - فإنه لا بد أن نتعرف في بادئ الأمر على مفهوم (الأنساق المضمرة)، إذ هي جمعٌ لنسقٍ. والنسق في أهم معاجم اللغة وأقدمها، كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (170ه) (...)
إلى الأخ العزيز الأستاذ: عبدالله الحسني
زاوية: (صُبَابَةُ القَولِ) في القسم الثقافي مَطالع الشيء هي أوائله وبداياته، ومن ذلك مطلع النص أي بدايته، وكل نصٍّ أدبي يختلف عن غيره من حيث مواصفاته الفنية، فمطلع القصيدة ليس كمطلع القصة، وبداية الرواية ليست (...)
لأن اللغة وسيلة تواصل يعبّر بها كل قوم عن أغراضهم ومقاصدهم؛ كان الاعتناء بها أمراً مهماً في تحقيق التفاهم بين المرسِل والمستقبِل، أو بين الملقي والمتلقي؛ فاللغة هي الرابط بين اثنين، أو بين مجموعة؛ لتحقيق التعامل الأمثل، ونقل الأفكار بصورة أوضح، (...)
ارتبط مفهوم القوة الإنجازية لدى التداوليين بالأفعال الكلامية، وهي باختصار: تلك الأفعال التي تشكّل في حقيقتها عملاً وأداءً، إضافة إلى ما تحمله من معنى، وهي -بحسب أوائل المشتغلين على هذه النظرية اللغوية (جون لانجشو أوستن 1960م)- تعني أن «النطق بالجملة (...)
يشير مفهوم الثقافة في معاجم اللغة إلى ما يتقنه الإنسان، أو ما يبدع في إنجازه وتحقيقه؛ لذلك جاء في (تهذيب اللغة) للأزهري: «ويقال: ثقف الشيء، وهو سرعة التعلّم». وجاء في (المعجم الوسيط): «ثقف: صار حاذقاً فطناً، فهو ثقف، والعلم والصناعة حذقهما، والشيء (...)
يعتمد هذا المنهج على التفاعل الذي يحدث بين المرسل والمتلقي ضمن سياقات متنوعة، وقد حدّد الناقد الأدبي الروسي (رومان ياكبسون 1982م) أهم المبادئ التي يمكن أن ترتكز عليها (نظرية التواصل)، ويمكن أن تشكل ملامح هذا المنهج النقدي، وهي: التبادل (Echange)، (...)
تنتمي السيرة الذاتية المرئية إلى الفن البصري، وإلى جنس السيرة الذاتية التفاعلية، تلك التي تفيد من التقانات الإلكترونية، والمنصات الرقمية، وقنوات التواصل الاجتماعي، أي تلك التي نتفاعل معها مثلاً عن طريق (الواتساب)، أو (اليوتيوب)، أو (سناب شات)، أو (...)
تشتق لفظة (ميتودولوجيا Methodology) من أصل يوناني مكوّن من ثلاث كلمات: (Meta) التي تعني التوجه نحو البحث، أو الطلب المتتبع. و(Hodos)، وتعني: التوجه، أو التوالي، أو السير في طريق مستقيم. و(Logia) وتعني: العلم، أو الدرس، أو النمط التأليفي، أو طريقة من (...)