كثيراً ما كانت مارغريت ثاتشر تردد مفهومها الخاص للقيادة والمستمد من تعليمات أبيها، فتقتبس كلماته وتقول: «إياكِ أن تتبعي الحشد الجماهيري لمجرد أنك لا تحبي أن تكوني خارجة عن المألوف، فهذا خطأ فادح. إياكِ أن تقومي بعمل لمجرد أن أحداً غيرك يقوم به. فكري (...)
يصف المرحوم زكي نجيب محمود كتابة السيرة الذاتية بأنها تغريدة البجعة، لما هو معروف عن البجعة من انطلاقها بغناء شجي حزين عندما تشعر بدنو أجلها. وكأنه يقول إن استعادة ذكريات ومواقف العمر بمثابة التغريد لما فات، أو كإعلان بالنهاية الوشيكة. وهذا رأيه، (...)
عادةً ما يعزف المرء اللحن الذي يوافق هواه وأفكاره الخاصة، ولا يقلق حيال عزف الآخرين حوله، فهو يعزف لحنه، وبصرف النظر إن كان متوافقاً مع عزف غيره أم غير متوافق، وهكذا كل بعزفه وموسيقاه بلا قائد عام ولا مرشد للأوركسترا ولمجموعة العازفين، وبلا أدنى جهد (...)
وماذا بعد مسلسل عمر؟! مسلسل آخر يحكي عن سيدنا عليّ - كرم الله وجهه-.
نعم، فنحن في أمس الحاجة إلى مسلسل يروي الرواية من أولها، كيف بدأ الخلاف؟ ومتى؟ وماذا جرى؟ وبين من؟ ولصالح من؟، فأكاد أجزم أن كباراً بالغين لا يعرفون التفاصيل، دع عنك تشعّباتها، (...)
روت أخت مصطفى كمال أتاتورك واسمها «مقبولة هانم» بعد موت أخيها ما يعين على فهمه إن غاب الكشف عن دوافع سياساته، ومما روت الأخت أنه كان مثل بقية أقرانه يدرس اللغة العربية، وكان معلِّمه رجلاً معمّماً فظاً غليظ القلب، فحصل أن طلب منه ترديد تصريف الفعل (...)
لكل بلد طريقته في الطلاق، لو جمعت في مجلد لكانت أشبه بكتب الطبخ، ولكل بلد وصفته ودمغته، فالطلاق بدمغة أميركية هو في الغالب من صنع الزوجة، ولعله الصنف الوحيد الذي تجيد إعداده، ولن نصنّف بقية الطبخات أو الطلاقات. وسننتقل مباشرة إلى طبخة الطلاق بالوصفة (...)
هل ما عدنا نختار حصارنا؟ وهل مشكلاتنا الواحدة عقب الأخرى هي من يختارنا؟ أمّا نحن فقد انقسم العالم من حولنا إلى ظالمين ومظلومين، فهل العنصر المأسوي في حياتنا هو ذهني بطبيعته، بمعنى حين نشعر بالظلم هل نكون فعلاً مظلومين واقعياً؟ أم هي رؤيتنا وانحيازنا (...)
يرى نيتشه أن "قيمة الأشياء تتوقف على المعنى الذي تكتسبه، ولذا فإن تاريخ الظاهرة يصبح هو تاريخ التأويلات التي تتعاقب عليها، أو هو تاريخ المعاني، فما من حدث أو كلمة أو فكرة إلاّ وله ولها معان مختلفة، فهذا الشيء هو كذا في حيننا، وكذا في أحيان أخرى، أو (...)
القصة الأولى «الحاكم لا يعرف»، والقصة الثانية «الأتباع لا يملكون شيئاً»، ولنبدأ بالقصة الأولى بمشهد من فيلم «نيكولاس والكسندرا»، حيث يتوجه العمال التعساء محتجين حاملين عريضة شكواهم إلى مقر قيصر روسيا، في مسيرة سلمية أقنعهم بها القس، فيسير الموكب في (...)