قال رئيس منظمة فور شباب العالمية، رئيس جامعة مكة المفتوحة علي بن حمزة العُمري، "إن المجتمع السعودي يتنفس الغزالي ويعيش مع ابن تيمية"، في إشارة إلى الداعية المصري الراحل محمد الغزالي، وأن ما يعانيه المجتمع السعودي هو مشكلة هوية، وأن علماء الدين يتحملون جزءاً من المسؤولية في هذه المشكلة. وأكد العُمري في حديثه لبرنامج "إضاءات" مع تركي الدخيل الذي تبثه قناة "العربية" عند الثانية من ظهر يوم الجمعة 21-1-2011 بتوقيت السعودية، ويعاد الأحد الخامسة مساء؛ أن انتقاده لزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لكلية الحكمة في مدينة جدة كان القصد منه الاعتراض على امتناعها عن الإجابة عن سياسة بلدها تجاه الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، والاعتداء على أسطول الحرية. وقال "إن النقاشات التي جرت بين كلينتون وبين الطالبات ساعد في تبديد الصورة النمطية عن بنات جدة". وحول مشاركته في بيان جماعي وقعه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 يحذر من "فتنة الحوثيين"، قال العمري إنه يحذر من التشيع والتصوف المذمومين، ولهذا قام هو نفسه بكتابة بيان جماعي ضد الحوثيين في اليمن في نهاية 2009، وشارك في التوقيع عليه. وحول ما يشاع من انتسابه لتنظيم الإخوان المسلمين في السعودية، قال العمري إن تنظيم الأنشطة الإسلامية من محاضرات وجولات وتأسيس قنوات وجامعات هي ممارسات مسموح بها في السعودية ومعظم الدول الإسلامية، ويشارك فيها السلفيون والحركيون والتبليغ والدعوة، مؤكداً أنه مستعد للعمل مع كل هذه الأطياف، وأنه يرى نفسه سلفياً رضع تعاليم السلف من والده وأعمامه. وذكر العُمري أنه حينما تكون قوانين البلد ضد تأسيس المنظمات فالواجب الالتزام بقوانين البلد، موضحاً أنه لا بد من التفريق بين الفكر والالتزام بالأنظمة، وأن الخوف من التسميات قد تجاوزه الزمن وأصبحت المجتمعات تحكم على الأشخاص من خلال عملهم على الأرض، ولهذا أنشئت منظمة "فور شباب" وقناتها التي ينصب اهتمامها على معالجة مشاكل الشباب ومعرفة توجهاتهم وأهدافهم وهمومهم. وقال العمري إن المنظمة قامت بإجراء دراسة ميدانية شملت عشرين ألف شاب سعودي، وكان الاستبيان في سبع ورقات ويشمل خيارات وأسئلة توضح توجهات الشباب وميولهم، حيث وضحت نتيجة الاستبيان أن 50%من الشباب السعودي هم فئة الوسط، وهم متدينون بالفطرة ولكن لديهم تجاوزات متوقعة كالتفريط في بعض الصلوات وعدم الانضباط والتساهل في حقوق الوالدين. وأضاف أن منظمة فور شباب وقناتها ينصب اهتمامهما على هذه الشريحة الكبيرة. وأشار العمري إلى أن من لديهم بذور التطرف في الثانوية والجامعة لا يتجاوزون 1% وهم ممن تربوا على العنف أو جاهزون للتطرف. وكشف العمري في حديثه مع الدخيل أن 5% من الشباب المنحرفين هي الشريحة الأخطر وهي التي تطمح إلى التأثير على الآخرين، ومنهم مجموعات من طلاب جامعة الملك عبدالعزيز في جدة يفطرون علناً في شهر رمضان. وقال إنها فئة موزعة في أماكن كثيرة ومنها الشاليهات، ترفض التدين وتسعى إلى إفساد غيرها، مشيراً إلى أن أقصى درجات الانحراف لا تصل إلى ما كشف في دول خليجية عن تجمعات لعبادة الشيطان.