أوضح الكاتب والداعية حسان الرديعان أن لا شيء «أخطر على المجتمعات المسلمة من التلبيس الثقافي، وجر الناس إلى ما يسلب من دينهم وأخلاقهم باسم الثقافة». وقال في محاضرة قدمها في نادي حائل الأدبي أخيراً، بعنوان «مفهوم الإنسانية.. قراءة شرعية في الثقافة المعاصرة» أدارها رئيس النادي عبدالسلام الحميد، إن كان الخطاب الدعوي «يُتهم بأنه يستجر الناس عبر ما يثير عواطفهم، فإن الخطاب الحداثي الموجود قد لعب دوراً أكبر باسم الإنسانية وحقوق الإنسان، وأكد أنه لا إشكال شرعياً في الإنسانية كمفردة اصطلاحية، وإنما الإشكال في التفسير الخاطئ لمفهوم الإنسانية والغايات التي ينطلق إليها الحداثيون عبر مصطلح الإنسانية». ونقلا عن صحيفة " الحياة " اللندنية فقد اعتبر كان الرديعان في بداية محاضرته نادي حائل خصماً له، لكنه استحضر مقولة الإمام القصاب وفحواها: «من لم ينصف خصومه في الاحتجاج عليهم، لم يقبل بيانه، وأظلم برهانه»، مضيفاً «كما أن على المثقف أن يصون الناس عن الدنس الفكري، فعليه أن يصون مروءته عن الكذب والتدليس والاستفزاز، وأن يكون صادقاً في كل ما يطرحه، وأن يكون صادقاً مع خصومه». وفي المداخلات تساءل خلف الحشر عن سر الحملة التي يقوم بها بعض المتشددين على مآثر حاتم الطائي وقبره، مستغرباً محاولات طمس اسم حاتم من الشوارع ومن المدرسة التي تحمل اسمه، لكن الرديعان نفى أن يكون قد شارك في أي حملة ضد حاتم الطائي. وقال: كل ما حصل هو أني كتبت مقالاً عن قبر حاتم، الواقع في قرية توارن». وكاد مسار المحاضرة يتحول إلى النقاش عن موضوع حاتم الطائي وموقع قبره، إلا أن رئيس النادي عبدالسلام الحميد أكد أن ذلك الموضوع مستقل، مفضلاً تناوله على حده بعد المحاضرة. ووجه براك البلوي أسئلة للرديعان منها: جعلت من كل مثقف خصماً لك، وأعلنت أن النادي خصم لك، لماذا كل هذا التوتر؟ وجاء رد المحاضر بأسئلة: ولماذا نجعل من معارضة توتراً؟ وهل يريد النادي المديح؟ وقد منحني رئيس النادي الحميد حرية أن أقول كل ما أريد. وقال: أحييه على شجاعته، وقد ألمحت في بداية المحاضرة إلى أني سأقول وجهة نظري الشخصية، وهذه هي المرة الثالثة فقط التي تطأ فيها قدماي أرض النادي، مع أنني أتتبع كل اللقاءات»، مضيفاً: أنا لست كالمتشددين الذين يوصفون بأن سياستهم سياسة قطيع». فيما ألمح الدكتور عبدالله البطي إلى ما يمكن أن يكون تحاملاً على «أدبي حائل».