كشفت وزارة الأمن القومي الأمريكية الثلاثاء عن مخطط لتنظيم القاعدة يقضي بمهاجمة فنادق ومطاعم في البلاد عن طريق دس السم في الطعام الذي تقدمه. وأفادت شبكة "سي بي أس" الأمريكية أن مسئولين في وزارة الأمن القومي وآخرين من وزارة الزراعة وإدارة الأدوية والغذاء بلغوا مجموعة من المسئولين الأمنيين في قطاع الفنادق والمطاعم بشأن مخطط القاعدة. ولفتت إلى أن المخطط كشف في وقت سابق من هذه السنة وكان يقضي بدس نوعين من السموم هما (ريسين) و(سيانيد) في أماكن عرض أنواع الأطعمة أمام الزوار. وأوضحت المحطة أن المجموعة التي تقف وراء المخطط مرتبطة بالمجموعة الإرهابية نفسها التي حاولت تفجير طائرات الشحن الآتية إلى أمريكا في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وهي "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية". ونقلت شبكة "سي بي اس" عن المتحدث السابق باسم وزارة الأمن القومي شون سميث: "نحن لن نعلق على تقارير بشأن تخطيط إرهابي محدد لكن أجهزة مكافحة الإرهاب والأمن القومي قامت بجهود مكثفة للحماية من كل أنواع الاعتداءات الإرهابية بما في ذلك الاعتداءات غير التقليدية التي تستخدم فيها مواد كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية". وأضاف سميث إن القاعدة بالفعل عبر عن نيته تنفيذ اعتداءات غير تقليدية طوال أكثر من عقد وبروباجندا القاعدة في شبه الجزيرة العربية في السنة الماضية أشارت إلى الأمر عينه. وتابع: نحن نتلقى تقارير عن أنواع مختلفة من الاعتداءات التي يرغب الإرهابيون في تنفيذها وغالبا ما تتخطى قدرتهم التي تم تقديرها. وذكرت "سي بي أس" أن الحكومة الأمريكية وقطاع الضيافة في أمريكا ما زالا في حالة تأهب وحذر. ويأتي ذلك الكشف عن ذلك المخطط بعد أن توعد "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" في وقت سابق بإرهاق الولاياتالمتحدة اقتصاديا خاصة في قطاع الطيران وذلك من خلال شن مزيد من "الهجمات صغيرة" عليها. وكشف التنظيم أن الطرود التي استهدفت أهداف أمريكية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتم اعتراضها من قبل مسئولي الأمن في دبي وبريطانيا كانت جزءا من عملية "استنزاف"، مضيفا أنها خطة لم تكلف التنظيم أكثر من أربعة آلاف ومائتي دولار فقط. وكتب عضو في التنظيم في العدد الثالث لمجلة "إنسباير" الاليكترونية التي يصدرها تنظيم القاعدة باللغة الإنجليزية "ان العملية التي تم اكتشافها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ستكلف أمريكا ودول غربية أخرى مليارات الدولارات لفرض إجراءات أمنية جديدة.. هذا ما نسميه الفاعلية". وأشارت المجلة الى أن الطرود المفخخة التي تم ضبطها على متن طائرات شحن أمريكية "لم تكن تهدف إلى ضرب الولاياتالمتحدة وإنما كانت تهدف لإحداث اكبر قدر من الخسائر الاقتصادية للاقتصاد الأمريكي". واعتبرت قاعدة اليمن أن الطرود المفخخة "صفقة رابحة لأنها تبث الخوف في صفوف العدو ويجعله مستنفرا مقابل أشهر معدودة من العمل وبضعة آلاف من الدولارات". وأكد التنظيم أن هدفه "ليس القتل الجماعي بل إحداث خسائر في قطاع الطيران، وهو قطاع حيوي للغاية للتجارة والنقل بين الولاياتالمتحدة وأوروبا". وجاء في المجلة "لسنا بحاجة إلى شن هجمات كبيرة لإسقاط أمريكا، ففي مثل هذه البيئة من الفوبيا الأمنية التي تجتاح أمريكا، فإن الهدف هو ترك العدو ينزف حتى تزهق روحه". وتحدثت المجلة عن "إستراتيجية الدمار الاقتصادي وليس الضحايا البشرية" عن طريق حمل "الغرب على نشر المزيد من الإجراءات الأمنية الأشد صرامة لوقف متفجراتنا ومن ثم إضافة المزيد من العبء الاقتصادي الثقيل على اقتصاد منهك بالفعل". وشدد التنظيم على انه سيواصل ضرب المصالح الأمريكية حول العالم، متعهدا بهزيمة الولاياتالمتحدة في مختلف مناطق القتال مع الإسلام حول العالم في أفغانستان وباكستان وشبه الجزيرة العربية. وتباهى التنظيم بتبادل خبرته في تصنيع القنابل "مع جميع المجاهدين حول العالم". وكانت عملية الطرود اكتشفت في 29 أكتوبر/تشرين الأول حيث تم الكشف عن طردين مفخخين أرسلا من اليمن وكانا في طريقهما إلى الولاياتالمتحدة قبل أن يتم اعتراضهما في بريطانيا ودبي. وفرضت حالة من التأهب في مختلف المطارات الأمريكية والدولية وعلقت الرحلات من اليمن إلى عدة دول. يذكر أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب نشأ إثر اندماج بين تنظيميْ القاعدة في كل من السعودية واليمن في بدايات عام 2009، بعد تشديد السلطات السعودية ملاحقة عناصر التنظيم داخل الأراضي السعودية، مما دفع بهم إلى اللجوء إلى الأراضي اليمنية, مستفيدين من الوضع الأمني المتدهور بهذا البلد الذي تمزقه حرب الحوثيين في الشمال ومطالبة الحراك بالانفصال في الجنوب.