أعرب أدباء ومفكرون سعوديون مخضرمون عن استيائهم من السجال الأخير الذي جرى بين الشاعر عبدالرحمن العشماوي والأديب والمفكر والعلامة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري على خلفية كتابة الأول مقالاً اتهم فيه أبا تراب الظاهري بالتدخين، ووصفه فيه بأنه كان يدخن سيجارة يحيط بلحيته دخانها كالغبار، في حين كان أبو عبدالرحمن بن عقيل - بحسب زعمه - يمسك بسيجارة أخرى بين أصابعه، وذكر في ثنايا المقال تعلقه السابق بالغناء والتدخين. وهو ما وصفه الظاهري بأنه «كذب»، ورد على العشماوي بقوله: «الغناء غير مستنكر عند الإخوانيين»، وبأن العشماوي كان ينتمي إلى «إخوانية سياسية تؤلب على ولي الأمر». وذكر مثقف سعودي وعضو مجلس شورى سابق - فضل عدم ذكر اسمه- أن العشماوي «معروف بجرأته منذ وقت طويل»، وأنه «لا يتجنب التعرض في بعض الأوقات إلى أكابر الثقافة والفكر». وأضاف: «نحن نعيش عصر المناوشات، وليس العشماوي وابن عقيل وحدهما من يخوضها، فالانفتاح كبير جداً على المستوى المحلي والعربي أيضاً لأن هناك نقداً كثيراً للذات، فما أدري على من تنصب الملامة الكبرى». ورأى أكاديميون تحدثوا لصحيفة «الحياة» السعودية أن «أبا عبد الرحمن بن عقيل رجل معروف وإنسان له تاريخه واتجاهه». وقال أحدهم: «أنا مع فريق ابن عقيل عبدالرحمن العشماوي. إذا غضب أو طرب، وتمنيت لو أطال في مقاله، لأنه إذا غضب وكتب أجاد». وأنحى آخر باللائمة على من يحاول التشهير بمن وصفه ب «شخصية ثقافية كبرى»، ولا داعي للقدح فيه، وإن كان كتب بين مقال ومقال انه كان يسمع الغناء فلا داعي للتشهير به، وسماع الغناء ليس مسبة، وهو إنما يدل على أن ابن عقيل بشر وحساس، وأما مسألة التدخين فهي مسألة صحة، وكل تلك المسائل أقلع عنها، فما الداعي لإعادتها للضوء مرة أخرى؟». وقال رئيس تحرير مجلة أدبية سابق، (فضل عدم ذكر اسمه): «أتمنى ألا يزج المثقفون بأنفسهم في هذا السجال، وأن يبحثوا عن صيغة تصالح بينهم حين تشب النقاشات الحادة، وأن يكونوا سعاة للإصلاح ولمّ الشمل، بدلاً من إذكاء نار العداوة كما يحصل في الآونة الأخيرة».