ظهرت مؤخراً بعض أنواع الحيل لمواجهة نظام "ساهر" المروري الذي طبق الشهر الماضي في بعض مناطق السعودية كما نشأت سوق سوداء لتقنيات يزعم بائعوها قدرتها على تجنب رصد الكاميرات للمخالفات. و"ساهر" نظام لضبط وإدارة حركة المرور آلياً باستخدام نظم إلكترونية تقنية عن طريق شبكة من الكاميرات الرقمية المتصلة بمركز المعلومات الوطني التابع لوزارة الداخلية في السعودية التي تسجل أعلى نسب وفيات في حوادث الطرق على المستويين العربي والعالمي. وذكرت صحيفة "الوطن" اليوم الخميس، أن بعض مخالفو النظام المروري "ساهر" لجؤا إلى تقنية في بعض أجهزة الجوال المتطورة التي يمكنها تحميل برنامج خاص لكشف الكاميرات الرقمية قبل الوصول إليها بمسافة كافية وبالتالي تقليل السرعة، ويبحث آخرون عمّا روّج له بعض أصحاب محلات زينة السيارات بوجود "بخّاخ" أطلقوا عليه "بخاخ ساهر" يدعون أنه يمنع التقاط الكاميرات لأرقام لوحات السيارات. غير أن مدير مرور الرياض عبدالرحمن المقبل نفى في وقت سابق وجود بخاخ يمكنه إخفاء لوحات السيارات، مشيراً إلى أن من يشتري مثل هذه البخاخات ليس لديه أدنى ثقافة, وأكد أنهم في مشروع "ساهر" يجرون اختبارات مستمرة للنظام مع الأخذ في الاعتبار أي معلومات أو تطورات بهذا الخصوص. ووفقاً للصحيفة السعودية، فقد لجأ بعض الشباب إلى الطرق التقليدية كتغبير لوحة السيارة للتعتيم على كشف الكاميرات لها, فيما وصل الأمر بالبعض إلى السير دون لوحات، وغطى آخرون لوحات سياراتهم بأكياس بلاستيكية للغرض ذاته، في حين دخلت "الفزعة" في الأمر، إذ يتناقل البعض رسالة إلكترونية انتشرت على نطاق واسع الأسبوع الماضي تبيّن مواقع كاميرات ساهر المنتشرة في بعض الطرق والتقاطعات بالعاصمة وتوضح أشكالها بالصور لتنبه السائقين برصدها لمخالفاتهم. واعترف أحد الشباب الذين يمتلكون نوعاً من السيارات التي يمكن رفع لوحتها أنه يلجأ أحياناً إلى رفع اللوحة حينما يقرر ارتكاب مخالفات السرعة على الطرق السريعة, الأمر الذي لاحظته صحيفة "الوطن" في أكثر من مرة في شوارع الرياض بوجود لوحات سيارات من نوع "كابرس" ذات الموديلات القديمة التي يمكن فتح لوحتها عند تعبئة البنزين ويتركها أصحابها مرفوعة وبالتالي لا تظهر أرقامها وحين يرصدهم رجال المرور يتعللون بأنهم قاموا للتو بتعبئة السيارة بالبنزين وقد يكون عامل المحطة نسي اللوحة مرفوعة. وذكرت الصحيفة أنها وقفت على هذا السلوك الشبابي، وزارت بعض محلات الزينة بالرياض، وأكد عاملون فيها أن أكثر أسئلة الشباب هذه الأيام عن كيفية التحايل على "ساهر" مما أدى إلى ترويج نوع من البخاخات أطلقوا عليه "بخاخ ساهر" يقول مروجوه، إنه عند رشّه على لوحة السيارة يكوّن طبقة عازلة شفّافة تعكس الإضاءة وبالتالي ينعكس عليها "فلاش" كاميرات ساهر ولا تستطيع التقاط رقم اللوحة. وأشار عدد من العمالة الذين التقتهم الصحيفة إلى أن البخاخ ممنوع نظاماً، ويجلبونه بطرقهم الخاصة ويباع في سوق سوداء ولزبائن موثوق فيهم بسعر يتجاوز 120 ريالاً (32 دولار) للعبوة الواحدة. وذكرت صحيفة "الوطن" أن محررها تظاهر برغبته في امتلاك هذا النوع من البخاخات، وزار "شارع الغرابي" الذي يعتبر أكبر شارع لبيع مستلزمات وزينة السيارات بالرياض، ورصد توجس بعض العاملين في المحلات عند السؤال عن البخاخ المزعوم, كما لوحظ أن بعض العمالة من الجنسية الهندية والبنغالية حين يبدأ أحدهم بالإجابة عن استفساراتهم عن البخاخ ينهره الآخرون بلغتهم فيتراجع عن الحديث، ويكتفي بالقول إنه لا يعرف عنه شيئاً وذلك فيما يبدو خوفاً من ملاحقة الجهات المختصة لهم, فيما اعترف عدد من العمالة في بعض المحلات بترويج البخاخ في بعض المحلات التي تبيعه لزبائنها الخاصين وقد يروّج له الباعة المتجولين ولكن بصورة سريّة. ووفقاً لتقارير رسمية، تشكل أخطاء السائقين سبباً ل80 في المائة من الحوادث، وتشمل المخالفات وسوء استعمال المركبة وسوء التخطيط أثناء السياقة، إضافة إلى عدم التقيد بآداب القيادة السليمة. وقال المواطن السعودي الشاب "علي المسيلي"، إنه لاحظ تذمر الكثير من الشباب من نظام "ساهر" الذي يراقب مخالفاتهم المرورية على مدار الساعة, مما دفع ببعضهم للتحايل على النظام بالكثير من الطرق التي لا تخلو أحياناً من الاستهتار والمخالفة الصريحة للأنظمة، ومن ذلك تعمّد بعضهم السير دون لوحات وآخرون يقومون بتغطيتها بالأقمشة، ووصل بأحدهم إلى تغطية لوحة سيارته بورقة كتب عليها "قال ساهر قال" في إشارة إلى تحديه للنظام المروري الجديد، وعدم قدرته على اكتشاف رقم لوحة سيارته. لا وفيات في الرياض بعد "ساهر" وذكرت صحيفة "الوطن" أن مصدر مروري أكد في مدينة الرياض (وهي أول مدينة سعودية شهدت الشهر الماضي تشغيل المرحلة الأولى من نظام ساهر) أمس الأربعاء نجاح نظام "ساهر" في إيقاف حوادث الوفيات بسبب السرعة إذ لم يسجل أي حادث وفاة بعد تطبيق النظام المروري الجديد. قائلاً، إن الإدارة العامة لمرور الرياض اجتمعت أمس الأربعاء لبحث مواقع أخرى لتنصيب كاميرات جديدة لنظام ساهر، نافياً وجود أي توجه لإيقاف البرنامج المروري الوطني. وسجلت منطقتا الرياض ومكة المكرمة في السعودية أعلى نسبة حوادث مرورية خلال العام المنصرم 1430 هجري (2008/2009ميلادي)، والذي شهد 6142 حالة وفاة في البلاد.