توقعت جريدة الراي الكويتة نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة عودة رئيس تحرير صحيفة «الوطن» جمال خاشقجي الى منصبه، بناء على توجيهات عليا كما حصل للشيخ أحمد قاسم الغامدي، مدير فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، اخيرا. وكان خاشقجي، أقيل من منصبه امس، بسبب مقال نشر في الصحيفة يهاجم ضمنا التيار السلفي في السعودية، ويصفه بالجمود وبالأفكار الانعزالية من خلال تصوير رحلة لشخص سلفي سعودي الى الجزائر وزيارته لمقام ولي من أولياء الله هو سيدي عبدالرحمن. وقالت الجريدة أن خاشقجي لم يرغب خلال اتصال هاتفي أجرته معه امس، بتأكيد أو نفي هذه التوقعات، كما لم يرغب في نشر تصريح على لسانه يؤكد نبأ الاقالة، لكنه ألمح الى ذلك، حينما قال «الوطن صحيفة ناجحة جدا، هل هناك شخص يستقيل من صحيفة ناجحة؟ أنا من أبناء الوطن وهي بيتي، هل هناك شخص يترك بيته»؟ وهذه المرة الثانية التي يتم فيها إقالة خاشقجي من منصبه، وكانت الأولى عام 2004، حينما أقيل بعد شهرين فقط من توليه رئاسة تحرير الصحيفة بسبب مقال له هو شخصيا، هاجم فيه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة رسميا لوزارة الداخلية قبل أن يعود إلى منصبه في ابريل عام 2007. ويرى مراقبون أن الوضع مختلف هذه المرة عن السابق، حيث هناك حاليا حراك عام ونهج إصلاحي مدعوم من الملك عبدالله شخصيا للتخفيف من قبضة التيار المتشدد بهدف تغيير الصورة النمطية للمملكة في الخارج. والغريب برأي المراقبين، أن خاشقجي أقيل من منصبه هذه المرة بسبب مقال كتبه غيره، رغم أن خاشقجي نفسه كان كتب مقالا قبل أشهر انتقد فيه صراحة عضو هيئة كبار العلماء الشيخ سعد الشثري، والذي أقيل من منصبه بسبب انتقاده للاختلاط في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا. وقال خاشقجي، «إن نهج الوطن الإصلاحي سيستمر به أو من غيره فهذا هو خط الجريدة المستمد من النهج الإصلاحي العام الذي يقوده خادم الحرمين شخصيا». وكان خاشقجي غائبا عن الجريدة خلال نشر المقال الخميس الماضي، حيث كان في إجازة خاصة في دولة الامارات. وجاء نبأ استقالة رئيس تحرير «الوطن» في خبر مقتضب مساء السبت على موقع الصحيفة على الإنترنت. وجاء في الخبر أن خاشقجي «قدم استقالته للتفرغ لأعماله الخاصة»، وأن رئيس مجلس إدارة مؤسسة عسير للصحافة والنشر الأمير بندر بن خالد الفيصل وافق على الاستقالة. وأعرب الأمير بندر، نجل أمير منطقة مكةالمكرمة، عن شكره لخاشقجي على ما قدمه للصحيفة على مدى نحو ثلاث سنوات، مؤكدا أن خاشقجي «سيظل ابنا من أبناء الوطن الأوفياء والذين تركوا بصمات واضحة في مسيرتها المهنية».