اعتبر السفير أسامة نقلي (الناطق الإعلامي باسم الخارجية السعودية) التهديد الإيراني بحظر شركات الطيران التي تستخدم مصطلح "الخليج العربي" على متن رحلاتها من استخدام مجالها الجوي "شأنًا إيرانيًا داخليًا". فيما وصف الدكتور عبد الرزاق أبو داود (أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة) التهديد الإيراني بأنه "امتداد لمسألة جدلية طويلة وقديمة" حول مسمى الخليج بين أن يكون عربيًا أو فارسيًا. وأشار الدكتور أبو داود في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أنّ التهديد الأخير وإصرار إيران على تسمية الخليج بالفارسي "غير لائق"، خصوصًا أن اسم بلاد فارس استُبدل به وأصبحت تُعرف رسميًا باسمها الحالي "إيران" في عهد الشاه رضا بهلوي حيث "أصدر مرسومًا في 27 ديسمبر 1936، يقضي بمنع استخدام كلمة فارس نهائيًا في المعاملات الرسمية، واستبدل كلمة إيران بها"، وهنا تساءل أستاذ الجغرافيا السياسية: "فلمَ إصرار النظام الإيراني على تسمية الخليج الفارسي؟". وأوضح أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة أنّ الحقائق على الأرض تقول: إن الساحل العربي الممتد على الخليج أطول من نظيره الإيراني، كما أن جزءًا من الأراضي الإيرانية الواقعة على الخليج (الأهواز ولنجة) هي شواطئ عربية تسكنها قبائل عربية. وشدّد على أن "التسميات لا تغير من الواقع الموجود على الأرض شيئًا"، مشيرًا إلى أنّ المصالح العربية في الخليج أكبر من المصالح الإيرانية، خصوصًا أن سبع دول عربية تقع على امتداد ساحل الخليج مقابل دولة فارسية واحدة هي إيران، "مما يجعل الإصرار الإيراني على تسمية (الخليج الفارسي) مرتبطًا بالتوجه السياسي للنظام الإيراني أكثر من ارتباطه بأي عامل آخر". ولفت الدكتور أبو داود إلى أن كثيرًا من دول العالم، ومن بينها الدول العربية والإسلامية، تسمي الخليج ب"العربي"، فيما تميل دول أخرى إلى تسميته ب"الفارسي". وذكّر أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الملك عبد العزيز باقتراح قديم للتوفيق بين التسميتين عبر إطلاق مسمى "الخليج الإسلامي" لقي معارضة إيرانية منذ عهد الشاه وإلى الآن، مستنكرًا الرفض الإيراني لهذه التسمية التوفيقية أو رفضها لتسميته بالخليج العربي وإصرارها على تسميته بالفارسي، "فيما يدعي نظامها الحاكم حاليًا أنه نظام إسلامي". وكانت إيران، فاجأت أول من أمس قطاع الطيران في منطقة الخليج عندما هددت بمنع شركات الطيران من استخدام مجالها الجوي، إذا أشارت إلى الخليج الذي يفصلها عن الدول العربية بعبارة "الخليج العربي" بدلاً من "الخليج الفارسي". وقال وزير الطرق والمواصلات الإيراني حامد بهبهاني في تعليقات نشرتها صحيفة "إيران" اليومية أول من أمس: إنه "تَمّ التنبيه على شركات الطيران في الدول الواقعة جنوب الخليج الفارسي، التي تطير إلى إيران، باستخدام مصطلح (الخليج الفارسي) على لوحات العرض الإلكترونية الخاصة بها". مضيفًا أنه "إذا لم تفعل فستمنع من دخول المجال الجوي الإيراني لشهر في المرة الأولى، وإذا تكرر ذلك فستجبر طائراتها على الهبوط في إيران وستلغى تصاريح القيام برحلات إلى إيران".