اعتبر القاضي السعودي السابق والكاتب الفقهي الشيخ محمد الدحيم أن الفقهاء المعاصرين حملة فقه أكثر من كونهم فقهاء، مرجعا ذلك إلى الاحتياط الزائد في الفتاوى الشرعية. وأكد الدحيم في حلقة برنامج "إضاءات" الذي تبثه العربية الجمعة 12-10-2010 أنه يؤمن بمبدأ التسامح مع أهل الإسلام عموما، مبينا أن مذكرة التسامح التي وقعها مع العالم الشيعي حسن الصفار دعت إلى العمل على ما يجمع الأمة من القواسم دون ما يفرقها. وقال الدحيم إن فكر بن تيمية أسهم في بعض الأفكار المتشددة لدى التكفيريين، لكنهم اعتمدوا على آرائه بشكل خاطئ، موضحا أنن من المفترض أن ينظر هؤلاء لمجمل إنتاج بن تيمية الفقهي خصوصا وأنه تراجع في آخر حياته عن كثير من آرائه المتشددة التي كتبها وهو في سن مبكرة. ابن تيمية لم يكن متشددا وأكد الشيخ محمد الدحيم أن بن تيمية لم يكن لديه مشكلة مع أهل القبلة بالإجمال، مبينا أن هذا ما نقله عن تلميذه الذهبي في آخر حياته. وأوضح الدحيم أن بن تيمية قام بعدد من المشاريع العلمية ولم يكملها، موضحا أن أهم مشروعاته كان كتابه درء تناقض العقل والنقل، وهو أكثرها نضجا. وأشار إلى أن كثيرا من الفقهاء المعاصرين ليس لديهم اطلاع على ما يحدث في العالم من حولهم، وليست عندهم روح العصر، مفترضا أن من ليست لديه روح العصر فلا يبقى له سوى شروره. وتحدث الدحيم عن مبدأ فتح الذرائع في مقابل سد الذرائع الذي يعمل به غالب الفقهاء وحملة الفقه، وقال إنهم يتوهمون حدوث أشياء لم تحدث، وينظرون إلى المصالح الخاصة دون المصالح العامة. ووصف الفقهاء الذين يتبعون قاعدة سد الذرائع بشكل أساسي بأنهم متخلفون علميا وعاجزون فقهيا وكسالى ذهنيا، وهو ما جعلهم يغلقون على الناس أبواب المباح، بينما الأصل في الأمور الإباحة. وشدد الدحيم على أن الوقوف على حراسة الأفكار قتل لها، مناديا بحرية القراءة والاطلاع العام، ومبينا أن منع الناس من القراءة والتفكير المتحيز سابقا يؤثر في انطباع القارئ عن ما يقرأ، ويقلل مستوى المعرفة والتفكير لديه.ٍ