فرع هيئة الهلال الأحمر بعسير في زيارة ل"بر أبها"    خطيب المسجد النبوي: الغيبة ذكُر أخاك بما يَشِينه وتَعِيبه بما فيه    الإتحاد يُعلن تفاصيل إصابة عبدالإله العمري    بطلة عام 2023 تودّع نهائيات رابطة محترفات التنس.. وقمة مرتقبة تجمع سابالينكا بكوكو جوف    نيمار: 3 أخبار كاذبة شاهدتها عني    جدة تستعد لاستقبال مهرجان "منطقة العجائب" الترفيهي    أمانة الطائف تجهز أكثر من 200 حديقة عامة لاستقبال الزوار في الإجازة    المودة عضواً مراقباً في موتمر COP16 بالرياض    خطيب المسجد الحرام: من صفات أولي الألباب الحميدة صلة الأرحام والإحسان إليهم    في أول قرار لترمب.. المرأة الحديدية تقود موظفي البيت الأبيض    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    الثقة به مخاطرة.. «الذكاء الاصطناعي» حين يكون غبياً !    دراسة صينية: علاقة بين الارتجاع المريئي وضغط الدم    5 طرق للتخلص من النعاس    حسم «الصراعات» وعقد «الصفقات»    984 ألف برميل تقليص السعودية إنتاجها النفطي يومياً    «مهاجمون حُراس»    محافظ محايل يبحث تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين    شرعيّة الأرض الفلسطينيّة    لصوص الثواني !    مهجورة سهواً.. أم حنين للماضي؟    «التعليم»: تسليم إشعارات إكمال الطلاب الراسبين بالمواد الدراسية قبل إجازة الخريف    لحظات ماتعة    محمد آل صبيح ل«عكاظ»: جمعية الثقافة ذاكرة كبرى للإبداع السعودي    فراشة القص.. وأغاني المواويل الشجية لنبتة مريم    جديّة طرح أم كسب نقاط؟    الموسيقى.. عقيدة الشعر    في شعرية المقدمات الروائية    الهايكو رحلة شعرية في ضيافة كرسي الأدب السعودي    ما سطر في صفحات الكتمان    الهلال يهدي النصر نقطة    رودري يحصد ال«بالون دور» وصدمة بعد خسارة فينيسيوس    متى تدخل الرقابة الذكية إلى مساجدنا؟    حديقة ثلجية    «الدبلوماسية الدولية» تقف عاجزة أمام التصعيد في لبنان    وزير الصحة يتفقد ويدشّن عدداً من المشاريع الصحية بالقصيم    فصل الشتاء.. هل يؤثّر على الساعة البيولوجية وجودة النوم؟    منجم الفيتامينات    أنماط شراء وعادات تسوق تواكب الرقمنة    رحلة طموح    الناس يتحدثون عن الماضي أكثر من المستقبل    أُمّي لا تُشبه إلا نفسها    من توثيق الذكريات إلى القصص اليومية    الحرّات البركانية في المدينة.. معالم جيولوجية ولوحات طبيعية    قوائم مخصصة في WhatsApp لتنظيم المحادثات    كولر: فترة التوقف فرصة لشفاء المصابين    الأزرق في حضن نيمار    الغرب والقرن الأفريقي    جودة خدمات ورفاهية    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    مبادرة لتشجير مراكز إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة حفر الباطن    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    المريد ماذا يريد؟    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    التعاطي مع الواقع    ليل عروس الشمال    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البليهي : الحداثيون يحصرون اهتمامهم بالإنجاز الإبداعي، أما الليبراليون فيحركهم همٌّ اجتماعيٌّ وثقافي
نشر في أنباؤكم يوم 29 - 01 - 2010

نقلا عن صحيفة الرياض السعودية : مابين الهدوء في عرض أفكاره ومابين التشاؤم مما يحدث في حالتنا الراهنة يمضي المفكر إبراهيم البليهي في طريق مجادلة الظواهر الفكرية والاجتماعية ، يحاول أن يلعب دور الضوء في هذه العتمة ، يحاول أن يستقرئ حالة المجتمع دون أن يكون صاخبا دون أن يدخل في لعبة الضجيج الاستنزافية مع الأطراف الأخرى. هو ليس بالمفكر الحالم الذي يستند على الأحلام المؤجلة ، إنه المفكر الآمل في أن الازدهار الفكري والثقافي سيتحقق .. وأن صناع الأمل في المجتمعات عليهم أن يمنحوا المجتمع هذه القناعة ، قناعة أن الازدهار ليس بعيدا . وفي هذا الحوار لثقافة اليوم نرتحل معه في مجادلة أكثر من ظاهرة اجتماعية ونصغي لصوته الهادئ الذي يزيح من العتمة المتماسكة شيئاً ما :
* في البداية دعني أسألك : إلى أين يمضي المجتمع لدينا في اعتقادك ؟ وبرؤية مختصرة ما هي ملامح لحظتنا الراهنة هل نحن نتقدم أم نتأخر؟
- كلُّ الظواهر تدل على أن العالم الإسلامي عموماً صار الآن أشدُّ تقهقراً وباتت مظاهر هذا التقهقر تتسارع وتتكاثف بشكل مروَّع فبمقدار اندفاع العالم المتحضَّر نحو الأمام نحن العرب نندفع نحو الخلف فلقد انْسَدَّتْ الآفاق في وجه الإنسان العربي حتى أمسى العالم العربي نشازاً وسط الحركة العالمية المتسارعة، إن الازدهار الحضاري هو نتاجُ الحريات المنضبطة واحترام فردية الإنسان ففي الأجواء الإنسانية الحرة المفتوحة تَتَفَتَّح قابلياتُ الإنسان وتزدهر قدراته فيزدهر المجتمع وبهذا الشرط فإننا حاليًّا في المملكة نعيش انفتاحاً سياسيًّا لم نكن نحلم به ففرصة التعبير عن الرأي أصبحت متاحة بمستوى رائع لكن تراكمات الماضي جعلت المجتمع غير متهيئ بأن يستجيب لهذا الانفتاح المنعش فممانعة الفكر السائد مازالت قوية ومنابعه مازالت غزيرة ويتواصل حشد العواطف وإثارة المخاوف أما على المستوى العربي فالتقهقر شديد الوضوح ويكفي أن تلتفتْ لما يجري في فلسطين بين ( فتح ) و ( حماس ) أو ما يحدث في اليمن أو ما يجري في الصومال أو ما يحدث في العراق أو أن تتأمل أحوال الناس وأوضاع المجتمعات لتجد التقهقر الشنيع الذي لم يحدث عند أية أمة أخرى حتى أيام البربرية فالعدوانيون في العصور القديمة لا يملكون الأسلحة المتطورة التي وفَّرتْها الحضارة المعاصرة للمغرَّر بهم في هذا العصر ليُنَفَّذوا هذه المذابح الفظيعة فَمُراهقٌ مخدوعٌ يُفَجَّر نفسه في جَمْعٍ هائل من مواطنيه فتتناثر الأشلاء وتتطاير الجثث وليس أشد شناعة وتقهقراً من هذا !!! أو يوقف سيارة مفخَّخة بجوار مسجد أو سوق أو فندق أو في وسط حي يعجُّ بالناس فيقتل الناس بشكل جماعي من غير ذنب جنوه !!! وهذه فظائع ليس لها سوابق في التاريخ لأن علوم العصر وتقنياته وفَّرتْ للأفراد إمكانات هائلة وسهلة للتدمير ولكن هذا الاستخدام التدميري للإمكانات برهانٌ شاخصٌ على حالة التقهقر فالعجز عن التفاهم هو أشنع صور التراجع فكأن مُنْجَزات المزدهرين عزَّزت تخلُّف المتخلفين ومكَّنَتْهم من إزهاق التطلعات الإنسانية وقتْل الأبرياء الغافلين !!!
* هناك من يرى أن الصراع بين التيارات الفكرية بعيدة عن الهم المجتمعي وبهذا البعد والفوقية لايُحدث صراعُ تلك التيارات تأثيراً في المجتمع هل ترى الأمر كذلك؟
= ليس في العالم العربي صراعٌ فكري وإنما يوجد مفكرون يكتبون ويتحدثون ولا يقرأ لهم أو يستمع إليهم سوى عدد محدود من الناس فالصراع الفكري يقتضي التكافؤ في الإمكانات والفرص وهذا التكافؤ معدومٌ تماماً وإنما يوجد تيار واحدٌ مهيمنٌ هيمنة مطلقة ويحتل كل وسائل التأثير باستثناء الصحف ويوجد على هامش هذه الهيمنة المطلقة أصواتٌ فرديةٌ مبعثرة لا تجمعها أية رابطة ولا يلمُّها أيُّ تنظيم ولا ينسق بينها أيُّ تعاون أو تكامل وإنما هي أصواتٌ فردية مشتتة عزلاء وخافتةٌ وغير مسموعة ولا تملك من الوسائل ما تُسمِعُ به صوتها سوى الكتابة في الصحف فهي الوسيلة الوحيدة المتاحة لهم تقريبا في مجتمع لا يقرأ كما أنه جرى تجييش طوفان العواطف الهوجاء ضد هذه الأصوات الفردية المستنيرة بتوتر واستقطاب ليس لهما مثيل في أي عصر وبسبب ذلك ولأسباب أخرى متراكمة فليس لهذه الأصوات الهامشية أيُّ تأثير حقيقي فاعل لأن الصراعات الفكرية المتكافئة لا تحدث إلا في البيئات الحرة التي تتكافأ فيها فُرص التعبير ووسائله أما الثقافات المنغلقة ذات البُعْد الواحد فهي لا تسمح بالتعددية الفكرية وبالتالي لا يوجد تيارات فكرية متكافئة ومتنافسة ومتلاقحة وإنما يوجد حصنٌ ثقافي واحد يتحرك الجميع في داخله فالأصوات الناقدة تنقد همْساً لبعضها لكن الآخرين لا يسمعونها وإذا سمعوها رفضوها وشنَّعوا عليها وشوَّهوها عمداً لصد العامة عنها...
* في كتاباتك أنت رهينُ المقارنة هذه المقارنة تعمد إلى قراءة التباين بين الثقافات والحضارات والمجتمعات لكن هل عليها أن تظل هي زاد المتأمل في الفكر الإنساني؟
= لا يقول مثل هذا الكلام إلا الذي لم يتابع ما أكتب فلو ألقيتَ نظرةً سريعة فاحصة على عناوين ومضامين مقالاتي وكتبي لوجدتها تمتد أُفقيا ورأسيًّا وتتناول موضوعات شديدة التنوع وعظيمة الأهمية ولكنها تهتم بالكليات وتستهدف التأسيس وإعادة التكوين الثقافي ولا تستغرق في التفاصيل التي تحجب الحقائق وتتجاهلُ الخلل وتهمل الأساسيات فهي نثارٌ من المسائل المبعثرة لايجمعها إطار ولا تحدَّدها رؤية جامعة...
* في الثمانينات كان الصراع والجدل قائماً بين الحداثيين والتقليديين وفي السنوات الأخيرة برز صراع الإسلاميين والليبراليين كيف تقرأ هذه الصراعات في سياقها الزمني وما هو الفارق في تصورك بين صراع الثمانينات وما نشهده الآن؟ بأي رؤية تنظر إلى جدواها في مسألة الحراك الاجتماعي؟
= الحداثيون في السابق كانوا يحصرون اهتمامهم بالإنجاز الإبداعي في الأدب : شعراً ونثراً ومسرحاً وتشكيلاً ونحو ذلك أما الليبراليون فيحركهم همٌّ اجتماعيٌّ وثقافي وحضاري وتنموي ويعتبرون أن الإبداع بشتى مظاهره ليس سوى وسيلة لخدمة هذا الهدف الأساسي إن الوطن الآن يجتاز مرحلة بالغة الأهمية والخطورة فإما أن تتحقق الاستنارة وينتقل المجتمع من الانغلاق إلى الانفتاح ومن الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد الإنتاجي ومن التعلُّم الاضطراري إلى التعلُّم التلقائي وإلا فإن المستقبل سيكون كارثيًّا حين ينضب البترول أو تتقلَّص موارده أو تتحقق بدائل تنافسه فنحن بثقافتنا الحالية وباهتماماتنا السائدة وبتواكلنا وبرفضنا الأرعن لأي فكر طارئ نعيش خارج منظومة العصر وضد متطلبات المستقبل المجهول الذي سيكون زاخراً بالمفاجآت الفظيعة لمجتمع غير مُنتج وغير مستعد بأن يستفيد من معطيات العلم وتجارب المزدهرين...
* يتحفظ كثيرون على قبول فكرة أن لدينا من يمكن أن نطلق عليه مسمى مفكر قد يعود هذا التحفظ إلى غياب المشروع الفكري الخاص بالشخص بمعنى أنه ليس لدينا مفكرين بحجم أركون والجابري وإدوارد سعيد ما رأيك أنت؟
= إن هذه التسميات ليست مهمة بل المهم أن نعتني بما يجري تقديمه من الرؤى الجادة وأن نستفيد منها وأن لا يتم التقييم ارتجالاً وإنما بعد دراسة شاملة وعميقة ودقيقة وموضوعية إن من يعيش حلم التقدم لمجتمعه في كافة المجالات لا أظن أنه يكون مهتمًّا بهذه التساؤلات المتلكئة فلا أعتقد أن الكاتب أو المثقف أو المفكر أو الباحث يهتم بالوصف الذي يوصف به وإنما يهمه أن تصل أفكاره ورؤاه إلى الناس بالصورة التي أرادها وأن يهتم بها الآخرون قبولاً أو رفْضاً وأن يناقشوها مناقشة موضوعية فالمهم هو النقاش الأمين الجاد الموضوعي حول القضايا الأساسية فالنقاش بالمستوى الملتزم الرفيع هو الذي يحرك العقول وبه تنجلي الحقائق وتتبلور الرؤى وتتحدَّد المواقف المستنيرة ويتضح الطريق فلماذا الانشغال في الجدال حول التسميات فليس المهم مَنْ قال بل المهم ماذا قيل ؟!! ومن ناحية أخرى فإن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره فلا بد من تحديد المفاهيم والتعمُّق في الدلالات فالمهم ليس أن نقبل أو نرفض وجود مفكر بيننا وإنما المهم أن نناقش بعمق وصدق وموضوعية وأن لا نصدر الأحكام والتقييمات بحكم مسبق وإنما نتحرى الحقيقة بموضوعية وأمانة فالحقيقة هي القيمة العليا التي بها يرتقي المجتمع وتزدهر الحياة...
* في الآونة الأخيرة ظهرت لدينا أسماء شابة لها علاقة بالهم الفلسفي تلك الأسماء لا تزال في طور التشكل الفلسفي والمأزق أنها لا تمتلك بذرة التفرد والاستقلالية فهي تعيد إنتاج المقروء وتقدمه في مقالاتها بشكل ملتبس كيف ترصد هذه الظاهرة الجديدة؟
= بالعكس هؤلاء الشباب هم أمل المستقبل إذا اتسعت دائرتهم واستجاب لهم مجتمعهم فقد استناروا بشكل مبكر واهتموا في الفكر الفلسفي بمستوى عميق وانشغلوا بهذا الهم ويحاولون توطين الثقافة الفلسفية التي هي البوابة الوحيدة للخروج من أسر التخلف وينبغي أن لا نقلل من قيمة هذا التوجُّه المستنير لأن الاستنارة مفتاح أقفال التخلف وهي شرط الازدهار لكن الأهمية الأكثر إنما تأتي من الاستجابة لأفكار التنوير والحفاوة بها فلا جدوى من فكر رصين لا يُستجاب له وهذه هي الخسارة الكبرى التي تَتَجدَّد أسبابها في تاريخنا وحياتنا...
* تعيش الظاهرة الروائية مجدها الآن وقد أصبحت تختزل كل الخطابات الإبداعية كيف تقرأ هذه الظاهرة وهل تنظر إليها كخطاب اجتماعي أم إبداعي؟
= الظاهرة الروائية في المجتمع السعودي تمثَّل طفرة إبداعية ولكن لا يعيش هذه الطفرة سوى شريحة صغيرة من المجتمع أما الأكثرية فهم بعيدون عنها وعن مفاعيلها وعن إدراك الحوافز التي أدَّتْ إليها فالدلالة الاجتماعية للظاهرة أقل بكثير من الدلالة الإبداعية فالإبداع يظهر في كل المجتمعات لكن لا تأثير للإبداع ما لم يستجب له المجتمع استجابة عامة كافية وينبغي أن يكون الاهتمام الرئيسي ليس في إيجاد المبدعين لأن الإبداع يتفجَّر بذاته تلقائيا ولا يُخطَّط له فالمطلوب الأهم هو تهيئة المجتمع لقبول الإبداع والاحتفاء بالمبدعين فهذا المطلب هو الأهم وهو العُقْدة التي كانت ومازالت مستعصية في العالم العربي فلقد ظهر مبدعون في الماضي البعيد والماضي القريب وفي الوقت الحاضر ولكن لا تأثير لهم لأن المجتمعات العربية لا تستجيب لمفكريها ولا تستفيد من مبدعيها وإنما تملأ حياتهم بالمرارات والنكد والإقصاء والإهمال وهذا هو السبب الرئيسي لاستمرار التخلف...
* هناك غياب للكائن الجمالي في مجتمعنا فأنت عندما تتأمل المشجع الرياضي تجده غارقاً في تعصبه وغير مدرك لجماليات الفن الكروي وعندما ترصد محبي الفن تجدهم في غاية التعصب لفنانهم المفضل دون إدراك لجماليات الغناء هل تعتقد أن تغييب الحس الجمالي عند الجماهير هو صنيعة إعلامية أم إننا كائنات متطرفة مخلوقة للتعصب لمن تحب دون رغبة في محبة الحالة الجمالية للفنون والإبداع بمختلف أطيافه؟
- الكائن الجمالي هو ذروة التحضُّر لذلك فهو الأخير حضوراً في مسيرة التقدم الحضاري فنحن العرب مازلنا بعيدين كل البُعْد عن مستوى هذا الحضور المضيء الناعم إننا لا نعرف سوى جمال المرأة الجسدي وجمال اللغة وما هو مُنْتَج لغوي كالشَّعر مما جعل ذائقتنا الجمالية شديدة الضيق والتقزُّم والجدب أما عن التعصب فإن ثقافتنا في الماضي والحاضر قد اعتادت على التطرف في التقدير أو التطرف في التحقير والإمعان في التعصب الأعمى فنحن كائنات عاطفية بالمعنى السلبي للعاطفة لقد تَحَوَّلنا فجأة من متطرفين قوميين أو ماركسيين أو ناصريين إلى متطرفين على الطرف المضاد تماماً من دون أية أسباب تبرر التطرف السابق أو اللاحق فالإنتماء لأي اتجاه هو في نظرنا ليس مشاركة عقلانية فاحصة بل هو ذوبانٌ واندماجٌ وضياعٌ وفقدانٌ تام للفردية واندفاعٌ مع التيار الجارف وليست هذه صفات طارئة علينا وإنما هكذا كنا منذ أعماق التاريخ : فما أنا إلا من غزية إن غوت...
* ثمة عودة للالتفات لظاهرة عبد الله القصيمي الآن بماذا تفسر هذا الالتفات وكيف تقرأ مشروع القصيمي؟
= الاهتمام بفكر القصيمي كان ومازال اهتماماً فردياً فالمثقفون كانوا يتابعون ما يكتب هذا الناقد الحاد الساخط الجارح منذ ظهوره سواء من يوافقه أو من يخالفه لأن المثقف ليس هشَّ التكوين المعرفي فهو لا يخشى على نفسه من أن يُختَطَف عقله!!!فيقرأ لكاتبٍ من أقصى اليمين ولكاتب من أقصى اليسار وهو مطمئنٌّ بأنه ليس ريشةً في مهب الريح وإنما هو قادرٌ على الفرز والتقييم والاستبعاد والأخذ ومن هنا كان المثقفون السعوديون يقرؤون مؤلفات القصيمي ليس بالضرورة إعجاباً به ولا تأييداً له وإنما بقصد معرفة ماذا قال وماذا يريد فهو كاتبٌ متدفَّق وتعجبك قدراته حتى لو كنت ترفض أفكاره أو بعضها لكن لم يكن الحديث عنه في السابق مسموحاً به عَلَناً إلا لتبخيسه ونفيه وتسفيهه والهجوم عليه أما الآن فهامش الحرية المتاح قد أتاح الكتابة حوله مدحاً وقدحاً فالاهتمام به ليس التفاتاً طارئاً وإنما الشيء الطارئ هو الحديث عنه علناً وقراءته جهراً أما في السابق فقد كان الراغبون في الإطلاع يقرأونه في الخفاء ويتحدثون عنه همساً فلا جديد في الموضوع سوى الجهر بما كان يجري في الخفاء...
* النخب عندما تختلف نجدها أكثر شراسة وتمارس بدائية الاختلاف وكأن تلك النخب عندما تخوض صراع الاختلاف ترتد إلى ذهنية الإنسان العربي في كسب المعركة كيف تنظر إلى صراع النخب؟
= أفراد النخبة المتمرسون على الحديث والكتابة هم الأشد قدرة على الهجاء المقذع والتسفيه الصاعق لأنهم يملكون مهارات لغوية وقدرات أدبية ومنابر للتعبير لايملكها عامة الناس ومن هنا تأتي الشراسة التي تشير إليها لكن الفظيع في الأمر أنه حين يتهاجى المثقفون ويُسَفَّه بعضهم بعضاً وينتقص بعضهم من بعض فإن هذه ظاهرةٌ بالغةُ السوء أخلاقيا وفظيعةُ الدلالة معرفيًّا وكبيرةُ الضرر اجتماعيًّا وعائقٌ شديدٌ تنويريًّا فالمثقفون عددٌ قليلٌ في المجتمع وهم في الأصل غير مرحَّبٍ بهم ولا بأفكارهم وتتوقف استنارة المجتمع على نشاطهم المتآزر النزيه فإذا اختلفوا فيما بينهم وتبادلوا التحقير واختلقوا النقائص لكل منهم فإن هذا يُسَهَّل رفْضَهم ورفض الاستنارة التي يكافحون من أجلها فليس منطقيا أن يقتدي الناس بمن هم عاجزون عن التفاهم فيما بينهم رغم قلة عددهم واتحاد هدفهم إن الاستنارة تنهض على احترام الرأي الآخر وإن كان شديد البُعْد فكيف بمن يعملون لهدف واحد !!! إن المثقفين يجب أن يكونوا قُدوة في عدالة التقييم وإنصاف المغاير والالتزام بالمعايير الأخلاقية الرفيعة فأهم صفة للمثقف الحقيقي هو التقييم الموضوعي المنصف واللغة المهذَّبة وتجنُّب الأسلوب المهين الجارح والحرص على الاعتراف للآخر بحقه في التميُّز مهما كان الاختلاف في المواقف والآراء أما الشراسة اللفظية والقدح الصارخ وتحقير المختلف فلا تليق أبداً بالمثقف بل هي مناقضة تماماً للوظيفة الفكرية التي احتشدوا لها...
- هناك من يشكك في وجود تيار ليبرالي في مجتمعنا وهناك من ينسف وجوده وينكره بل أن بعضهم يرى بأنه لايوجد ليبرالي سعودي هل مرد هذا التشكك ونفي وجود هذا التيار هو عدم قدرته عل طرح مشروعه أم أن التكوين الثقافي وإرث الإنسان السعودي لايسمح بالكائن الليبرالي في مجتمعنا؟
= من حق كل ناقد مهتم ومتابع ولديه رؤية أن يعلن رأيه وهذا لا يغيَّر شيئاً من الحقيقة القائمة فهو رأيٌ من الآراء وليس حقيقة لا تقبل الجدل ولا حُكْما لا يقبل النقض فالتيارات والاتجاهات والمحاولات والنشاطات ليست بحاجة إلى شهادة اعتراف من هذا أو ذاك إذا كانت موجودة ثم إنه يوجد فرقٌ جوهري بين نفي وجود تيار ليبرالي ووجود أفراد ذوي تفكير ليبرالي فالتيار الليبرالي غير موجود أما وجود أفراد ليبراليين فهو حقيقة مشهودة لكن عددهم قليل وتأثيرهم محدود أما عن الذين ينفون وجود مشروعات فكرية فإنهم لم يقوموا بأية دراسة لما حكموا عليه وبذلك تكون أحكامهم انطباعية ونافية وضارة ومتسرعة وغير موضوعية وجائرة وتُغلق الأبواب بدلاً من أن تساهم في فتحها إنها غير مؤسَّسة على أرضية قابلة للمراجعة وإنما هي أحكامٌ مسبقة وتقييمات ارتجالية إنها امتدادٌ لثقافة الارتجال ذات العمق التاريخي في ثقافتنا...
* أنت منشغل بالكليات حتى لتبدو الجزئيات غائبة في أطروحاتك ألست ترى أن تغييب التفاصيل الصغيرة والاتجاه إلى العموميات في خطابك تجعله خطاباً عائماً يقترب من الشمولية الرتيبة التي لا تقدم رؤية مختلفة وجديدة؟
= أعتقد أن الانشغال بالتفاصيل والغَرَقَ فيها هو الرتابة بعينها لأن ثقافتنا كانت ومازالت مستغرقة بالتفاصيل حتى إننا نتلقى العلم كمسائل ومعلومات وليس كأفكار محورية تتفرع عنها مسائل ولو كان الغَرَقُ في التفاصيل مجدياً لكنا حققنا ما نصبو إليه لكن تجربتنا العربية في الماضي والحاضر تؤكد أن الانشغال بالتفاصيل لا يُنتج فكراً خلاَّقا ولا علماً منهجيًّا ولا يضع للمجتمع خارطة طريق تقوده للازدهار وإنما هي تفاريق مبعثرة كحبَّات الرمل فالحاجة ماسة جدا للتأسيس المعرفي والتأصيل الفكري وتكوين الرؤى العامة التي تحدَّد الخلل وتكتشف البدائل وترسم خارطة المسار نحو الازدهار وهذا هو المجال الذي أحاول الإسهام به بقدر ما أستطيع فالمهمة الأولى التي يتطلبها الوضع العربي البائس هو إعادة تأسيس وتكوين الثقافة العربية وما لم يتحقق هذا المطلب الأساسي فسوف نبقى ندور في مسارات التخلف فالثقافة العربية تشتد حاجتها إلى إعادة التكوين وهذه المهمة تتطلب التركيز على الكليات أما التفاصيل فقد انشغل بها كثيرون فلم يتحقق بها التغيير المنشود...
* قبل عدة عقود كانت هناك البعثات التعليمية إلى الخارج ومنذ سنوات قصيرة عاد حضور تلك البعثات والآن يوجد الكثير من الطلاب والطالبات في الخارج للدراسة سؤالي : هل لعب العائدون من البعثات دورا تنويريا في المجتمع أم أن الأمر كان محصوراً في أثره الأكاديمي؟
= الاستنارة لا تتكوَّن إلا بالأفكار الخَّلاقة والانفتاح الواثق والتنافس الحر بين الاتجاهات فبصراع الأفكار تنجلي الحقائق ونحن العرب قد استبعدنا هذا المحور الأساسي فنحن ندرس العلم كمسائل ومعلومات ثابتة وليس كمسيرة متغيرة وأفكار متفجرة ورؤى نامية ونشاطات متنافسة وتجدُّد دائم وبسبب ذلك فإن البعثات لا تؤدي إلى إحداث أي تغيير في البنى الذهنية والقيمية والعادات بل لقد لوحظ أن بعض العائدين خلال العقود الماضية بل الكثير منهم بعد حصولهم على شهاداتهم العليا قد صاروا أشد انغلاقاً لأنهم ذهبوا وقد امتلأتْ نفوسهم بالتوجُّس من الآخر فانكمشوا على ذواتهم وأغلقوا أذهانهم وحَصَروها في النطاق الدراسي الضيق فلم يستفيدوا من صخب الأفكار الذي كان يجلجل من حولهم فهم يركزون اهتمامهم على دراسة مواد وموضوعات ويُنجزون هذه الواجبات المدرسية والأكاديمية ويحصلون على شهادات ويعودون بمعلومات تخصصية تتيح لهم التدريس في الجامعة أو البحث في مراكز البحث أو ممارسة مهن أخرى لكن طريقة تفكيرهم ورؤاهم عن الحقيقة والعقل والإنسان والفرد والمجتمع والثقافة والعلم والفكر بقيتْ كما هي بل ربما صارت أضيق بسبب الاستعداد المسبق للرفض والتوجُّس من الفكر المغاير فالإنسان يتبرمج تلقائيا في مرحلة الطفولة ولا يمكن أن تُنقَض هذه البرمجة بالتعليم الرتيب مهما كان مجاله ومكانه وطول مدته وتنوع مواده وإنما لابد أن تتعرَّض البرمجة المستحكمة لهزات فكرية تخلخل التسليم الأعمى التلقائي وتعيد فتح العقل لاستقبال الجديد من الأفكار والرؤى فيتدرب على المقارنة والتحليل واستنفار طاقته لبلوغ الحقائق الموضوعية بنفسه...
* لدينا مبدعات في الشعر وفي السرد ولدينا كاتبات في شأن المرأة وحقوقها لكن المرأة المفكرة غائبة هذا الغياب للمرأة في الشأن الفلسفي والفكري بماذا تفسره؟
= المرأة دخلتْ المجالات المعرفية متأخرة جدا فقد أُرغمتْ خلال القرون على الاختفاء والاكتفاء والانكفاء ثم إن عَدَد المفكرين في أي مجتمع هو عددٌ محدود جدا في كل العصور وعند جميع الأمم فالقليل منهم يكفي فليس مهمًّا كثرتهم بل المهم أن يُستجاب للناضج منهم ثم إن بعض المبدعات في السرد قد تأسَّس لديهن الإبداع على رؤى فكرية عميقة فأنت مثلاً حين تقرأ روايات رجاء عالم أو أميمة الخميس على سبيل المثال لا الحصر ستجد أنك تقرأ روايات ممتعة لكنها أيضا مؤسَّسة على رؤى فكرية عميقة ثم لا تنسى أن المرأة في مجتمعنا إلى وقت قريب كانت ممنوعة من التعليم ولا يتاح لها الإطلاع عل ما يموج في العالم من الأفكار ومع ذلك فإن المرأة السعودية حاليًّا أثبتت أنها لا تقلُّ عن الرجل في تحصيل العلم وعشق المعرفة بل إنها أظهرت تفوقاً ملحوظاً ليس فقط في التعليم وإنما في الوثوب خارج الأطواق الثقافية وعلى سبيل المثال أجد أن فاطمة الوهيبي تُجَسَّد في كتاباتها وعياً فكريًّا ناضجاً ونادراً وقد تجلى ذلك في كتابها ( المواجهة وتجليات الذات ) وفي كتابها الآخر ( نظرية المعنى ) وكذلك في المقالات التي تشع فكراً ونضجاً وفصاحة وقد أدهشتني وأن استمع إليها مرة وهي تتحدث في الإذاعة فأحسستُ بالفخر أنْ يكون في بلدي امرأة بهذا المستوى الفكري المتألق ليس هذا فحسب بل كان أداؤها وهي تتحدث فصيحاً متدفقاً آسراً وهذا مثالٌ على أن المرأة عندنا قادرة على التحليق المنفرد ومثل ذلك يمكن أن يقال عن أخريات مثل أميرة الزهراني في كتابها ( الذات في مواجهة العالم ) ومثل ثريا الشهري وبصيرة الداود وحسناء القنيعير في بعض مقالاتها المتميزة وأنا هنا أُورد أمثلة وليس على سبيل الحصر...
* ليست لدينا سينما وليس لدينا مسرح بشكله الحقيقي لكن لدينا أغنية سعودية استطاعت أن تشكل ملامح خاصة بها وأن تجتاز محيطها إلى المحيط العربي بل هناك أغان تجاوزت المحيط العربي أيضا بين غياب المسرح والسينما وحضور الأغنية كيف يمكنك أن تقرأ هذه المفارقة؟
= هذه ليست مفارقة فالأغنية ليست من منجزات هذا العصر وإنما هي قديمة قدم الإنسان فظهورها ليس مشروطاً حضاريًّا إنها عملٌ فردي ومن السهل انتشارها ومن الشائع أيضا الاختفاء بها واستقبالها وهي تقوم على خصائص ومهارات ومواهب فردية محضة ولا تتطلب علماً ولا تأصيلاً فالمغني قد يكون أُميًّا كما أن الناس تطربهم الأغنية مهما كان مستواهم الحضاري وليس ذلك ممكناً في المسرح أو السينما إن الأغنية مختلفة كليًّا عن الفن المسرحي أو السينمائي فكلاهما غريبٌ عن ثقافتنا إن الأغنية ليست فنًّا طارئاً وإنما عَرَفَ التاريخُ العربي الأغاني منذ أقدم العصور فأشهر كتب الأدب العربي وأضخمها هو كتاب ( الأغاني ) لأبي الفرج الأصفهاني أما المسرح فهو فنٌ حديث وعظيم ومركَّب إنه فنُّ المجتمعات المزدهرة ثقافيًّا إنه نتاج الازدهار الثقافي كما أنه خالق هذا الازدهار فهو فنُّ أساسي في مسيرة التنمية الثقافية والاجتماعية والحضارية كما أنه فنٌ جماعي أي أن توطينه يتطلب تأهيلاً عاليًّا ومجتمعاً متحضراً وذوقاً راقياً واهتماماً رسميًّا وشعبياً وكل هذا لم يتوفر بَعْدُ...
* خطاب الظل الذي يطرح في المنتديات الالكترونية هل له صدى في الواقع هل يحدث تغييراً ما في الحراك الاجتماعي أم أنه مازال يمثل مكاناً للتنفيس ولردود الأفعال الوقتية؟ هل أوجدت هذه الحرية الافتراضية مكانًا لها في الواقع؟
= حرية التعبير فضاءٌ جديد علينا وقد جاءت المنتديات الالكترونية لتمنحنا فرصة التدرُّب على ممارسة الحرية والنقد والتحاور ولا بد أن تكون الممارسات والتجارب الأولى ساذجة ومضطربة ومؤذية فالمهارة والنضج والاعتدال والتفتح هي مكاسب لا تتحقق إلا بالمران الطويل والمرور بالأخطاء والتجاوزات...
* ما عادت تهمة العلمانية حاضرة كما كانت في السابق صار الكائن العلماني متواريا بينما تقدم عليه الكائن الليبرالي في المشهد هذا التواري هل هو بسبب أن الطرح العلماني لم يكن فاعلاً وحقيقاً أم بسبب افتقاره إلى مشروعه الخاص ؟ أم أن ما يسمى بالتيار الليبرالي سحب البساط أم أن القضية هي مجرد تصنيفات ومسميات تقتضيها شروط اللعبة الجدلية بين التيارات؟
= الليبرالية تختلف عن العلمانية اختلافا جوهريا فالدولة العلمانية تحارب أي مظهر من مظاهر الدين والتدين بسلطة قاهرة وقامعة كما كان يحصل في المعسكر الشيوعي في السابق وفي الحكومات البعثية والقومية في البلدان العربية فصدام حسين كان علمانيا لكنه كان أعنف أعداء الليبرالية وهتلر كان علمانيا وهو الذي كاد أن يقوَّض البناء الليبرالي البهيج وأتاتورك كان علمانيًّا غير أنه ليس ليبراليًّا بل إن المبالغة في تعظيمه والمحافظة على رؤاه ومواقفه كانت من أقوى أسباب تعثر الديمقراطية في تركيا لأن علمانيته المفْرطة جعلته يندفع في محاربة أي مظهر للدين أو للتديُّن ومن هنا يتبين أن الليبرالية هي المطلب الحقيقي للإنسان الحر أما العلمانية فهي قد تخرج بالمجتمع من استبداد إلى استبداد أعنف فالليبرالية تضمن الحريات للجميع وتلتزم بالحرية الثقافية وبالتعددية الحزبية وتدعم الدين لكنها تتيح حريات مماثلة لكل الاتجاهات...
* لاحظت أن الكثير من الأسماء التي تدخل في قضايا الجدل ولعبة صراع التيارات تحقق لنفسها شهرة ونجومية وتصبح لها جماهيرية مفتونة بها وما أن تتحقق لها تلك النجومية والشهرة يصبح خطابها رهين المزاج الجماهيري وفي حالات كثيرة تخلت بعض من تلك الأسماء عن مشروعها واكتفت بلذة المجد الإعلامي كيف تنظر إلى هذه الظاهرة؟
= في مثل هذه الحالات يجب أن نضع باعتبارنا أن الشخص الصادق تتطور أفكاره وتنضج رؤاه فتتغير مواقفه ويجب أن لا نستنكر مثل هذا التطور بل العكس يجب أن نشجع عليه وأن نرفض الجمود فالذي لا يتغير هو إنسانٌ مبرمَج ولا يملك قدرة على التفكير المستقل ومن ثم لا يصلح أن يقود غيره لأنه هو نفسه عاجز عن تنمية معارفه وتطوير أفكاره وتحسين رؤاه فإذا قلَّده الآخرون بهذا التحجُّر امتدَّ ضرره إلى المجتمع...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.