قضت محكمة "العين" الإماراتية ببراءة الشيخ عيسى بن زايد آل نهيان، أحد أشقاء رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم إمارة أبوظبي، من تهمة تعذيب تاجر أفغاني . ونقلت صحيفة "القدس" الفلسطينية عن المحامي حبيب الملا قوله: "إن المحكمة برأت الشيخ عيسى بعد رأت انتفاء مسؤولية المتهم ، وأنه وقع تحت تأثير عقاقير جرى منحها له لإفقاده اتزانه وإخراجه عن وعيه، للقيام بأفعال يتم تصويرها بهدف ابتزاه لاحقا". وقضت المحكمة بتعويض الأفغاني بمبلغ عشرة الاف درهم "2700 دولار"، الا انه يمكن ان يرفع دعوى للمطالبة بتعويض كامل بحسب الملا. ويُعد مثول الشيخ عيسى أمام القضاء سابقة في تاريخ دولة الإمارات العربية، إذ أن هذه هي المرة الأولى التي يمثل فيها أحد أفراد الأسرة الحاكمة أمام المحكمة. أسباب الدفاع وكان حبيب الملا، محامي الشيخ عيسى قال إن دفاعه في جلسات المحاكمة تركز على طبيعة شريط الفيديو ، قائلا"لقد قلنا أمام المحكمة أنه من المستحيل تأكيد مصداقية الشريط وصحته، خاصة وأننا لا نعرف مصدره ولا صحة الوقائع الموجودة فيه، ولا يوجد ما يؤكد عدم إمكانية التلاعب بمشاهده بواسطة التكنولوجيا الحديثة". ولفت الملا إلى أن المجني عليه المفترض، "أدلى أمام القضاء بأنه عاجز عن تذكر أي شيء حول الواقعة التي حركت النيابة العامة الدعوى فيها بشكل مستقل، باعتبار أن الرجل الذي يظهر في الشريط لم يتقدم بشكوى". وأشار محامي الشيخ عيسى إلى أنه لم ينف وجود خلاف بين موكله مع الضحية المفترضة، مما "أدى إلى نوع من المشادة،" لكن شدد على أن القضية انتهت ب"الصلح والتراضي". وتابع المحامي الملا : "لدينا تقارير طبية وشهود سيثبتون أن الشيخ عيسى كان مخدراً" عندما ظهر في ذلك الشريط، مؤكداً أن الشخص الذي قام بتصوير الشريط "فعل ذلك بهدف الابتزاز." وظهر الشيخ عيسى في الشريط وهو يمارس تعذيباً جسدياً ضد تاجر أفغاني، في مسعى للحصول على اعتراف منه حول خداعه في إحدى الصفقات. ووقام الشيخ عيسى في الفيديو بحشو الرمل في فم الرجل الأفغاني، ويضربه بعصا تحوي مسامير حديدية، ثم يحرق أعضاءه التناسلية بصاعق كهربائي، ويجلده بسوط، ويطلق النار باتجاهه دون أن يصيبه، ثم في النهاية، يصب الملح على جراح الرجل. وفي جزء آخر من الشريط، يسمع أنين الرجل بينما تدوسه عجلات سيارة الشيخ عيسى ذات الدفع الرباعي مراراً، لاتهام الشيخ له بأنه احتال عليه بمبلغ من المال. وأدانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" شريط الفيديو، وقالت إن التاجر الأفغاني، والذي سمته باسم محمد شاه بور، "تعرض لتعذيب على يد أحد أعضاء الأسرة الحاكمة بمعاونة الشرطة الإماراتية." وقالت المنظمة، في رسالة بعثت بها لرئيس الإمارات، إن "الشيخ عيسى قام بتعذيب بور، بمساعدة الشرطة وآخرين، كعقاب له، لاعتقاد الشيخ أن تاجر الحبوب الأفغاني هذا قد غشه في صفقة".