شهدت وقائع الجلسة الثالثة من اللقاء الفكري بالأحساء مساء أول من أمس تحت عنوان «قضايا في الخطاب الثقافي السعودي»، مداخلة لعضو هيئة التدريس في كلية المعلمين بجامعة الملك سعود الشيخ الدكتور وليد بن عثمان الرشودي، رفع خلالها صحيفة الوطن منتقداً صورة المشهد في صفحتها الأولى لعدد الاثنين المنصرم، والتي حملت عنوان «اليوم الأخير للفصل الأول في جامعة تصنع مستقبلاً»، وبدت خلالها ربيكا آلان من كندا وهي تتوسط السعودية نور شهاب وفرناندو فيجارو من المكسيك، وجميعهم يدرسون الهندسة البيئية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. وحاولت «الوطن»، استقصاء وجهة نظر الدكتور الرشودي ومحاورته حولها، إلاّ أنه اعتذر عن الحديث، بحجة أنه «لا يتحدث للصحف». الداعية الإسلامي الدكتور عبدالله بن محمد فدعق أشار إلى أنه فوجئ بما فعله الرشودي، بأن حاول أن يجعل «الوطن» علامة من علامات الدلالة على شيء معين، وقال تعليقاً على ذلك: «الحماس مطلوب ولكن زيادته مشكلة كبيرة». وفي السياق ذاته قال الدكتور علي سعد الموسى: من حيث الأساس كانت صحيفة الوطن هي الصحيفة الحاضرة ولوحدها فقط خلال أيام اللقاء الوطني الذي ناقش مستقبل الخطاب الثقافي السعودي. وكم أنا فخور بأن هذه المؤسسة الإعلامية كانت سيدة الحدث، وأنها لوحدها أيضاً كانت بإقرار كل التيارات هي من يقود خطابنا المستقبلي السعودي. وأحترم تماماً وجهة نظر الدكتور وليد الرشودي ولكن في ذات اللحظة أحترم أن هذه الصحيفة هي وجهة نظر الخطاب الإصلاحي السعودي الجديد، ولهذا فأنا أظن أن صحيفة الوطن بحضورها المدهش ولوحدها تماما تماماً خلال اللقاء كانت شهادة استقراء لمستقبل الخطاب السعودي الذي نريده. وحين رفع الدكتور وليد الرشودي صحيفة الوطن ولوحدها أيضاً في قلب اللقاء الوطني فإننا لا يجب أن نغفل اعترافه بأن القصد من رفعه للصحيفة كان «الصحيفة والصورة»، وأن رفعه لهذه الصحيفة في قلب الحوار الوطني كان أكبر مساهمة في الاعتراف بأن هذه الصحيفة هي من يجسد مسيرة الإصلاح الوطني التي نريدها وتريدها قيادة هذا البلد. وأقول ختاماً: إنني لم أشعر بالفخر بالانتماء لمؤسسة إعلامية في حياتي بقدر فخري بالأثر والتأثير الذي أحدثه تأثير هذه الصحيفة في قلب الحوار الوطني. وأبدت الأديبة حليمة مظفر دهشتها لما حدث من الدكتور الرشودي، وقالت: لقد فوجئت بتصرفه الذي لم يكن منطقياً، خاصة أن لغته كانت تحريضية ضد «الوطن» من خلال ما يزعمه في صورة المشهد، وهي في الأساس تحمل معنى وطنياً ومشروعاً حضارياً يقوده خادم الحرمين الشريفين، وتتمثل في صورة لفتاة في جامعة الملك عبدالله وكانت ملتزمة بحجابها، والأكثر من ذلك تلك اللغة التحريضية ضد هذا المشروع الرائد، الحلم للوطن. يذكر أن جلسات اللقاء قد شهدت مشاركة 8 مثقفين ومثقفات من كتاب «الوطن» من أصل 62 مشاركاً ومشاركة في اللقاء، وهم: حمزة المزيني، علي سعد الموسى، أميمة الجلاهمة، أميرة كشغري، حليمة مظفر، هدى الدغفق، عبدالعزيز قاسم، عبدالله فدعق.