أكد إبراهيم العابد، مدير عام المجلس الوطني للإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن المجلس لم يكن الجهة التي اتخذت قرار حظر توزيع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية الأحد، بل إن الخطوة اتخذتها شركة التوزيع المحلية التي رفضت توزيع نسخ ذلك اليوم لوجود رسم "مهين" لحاكم إمارة دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. ونفى العابد، في حديث لCNN بالعربية، أن يكون المجلس قد ضغط على الموزع لحظر الصحيفة، وقال "ما جرى يتمثل في اعتراض الموزع على الرسم الكاريكاتوري الذي حملته الصحيفة، والذي يُظهر الشيخ محمد بن راشد وهو يغرق في بحر من الديون، ونحن لم نتدخل لدى طرح الأمر علينا وقلنا إن القرار يعود لشركة التوزيع، والتقارير الإعلامية التي نقلت عن مسؤولين أن المجلس هو اتخذ قرار الحظر غير صحيحة." ولدى سؤاله عمّا إذا كان المجلس الوطني للإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة، قد ضغط على شركة التوزيع لمنع نسخة الأحد من صحيفة "صنداي تايمز" أقر العابد بأنه كان ليتخذ بنفسه قراراً مشابهاً لو طرح الأمر عليه، وأوضح قائلاً: "نحن لم نتدخل مطلقاً، ولكن لو أن القضية طرحت أمامي لاتخذت قرار المنع بنفسي." وتابع بالقول: "يمكن في الولاياتالمتحدة انتقاد (الرئيس باراك) أوباما أو انتقاد (رئيس الوزراء غوردون) براون في بريطانيا برسوم كاريكاتورية، لكن تقاليد منطقتنا لا تسمح بذلك." ونفى العابد وجود "ضيق صدر" لدى الجهات الرسمية الإماراتية بالتغطية الإعلامية الأجنبية لأزمة الديون في شركات مملوكة لحكومة دبي قائلاً: "كل الصحف توزعت بشكل عادي، والاعتراض لم يكن على المقال الوارد في صحيفة صنداي تايمز، رغم شدة انتقاداته، وإنما اقتصر الاعتراض على الصورة المرافقة له." وتابع: "كل الصحف ووسائل الإعلام تعمل في الإمارات بشكل طبيعي، وبعضها أورد تقارير أشد نقداً للأوضاع في دبي مما ورد في صنداي تايمز، لكن المشكلة كانت في استخدام الصحيفة لصورة نجد أن فيها سخرية على الحكام." وأكد العابد أن قرار حظر "صنداي تايمز" اقتصر على عدد الأحد، وأن الصحيفة عادت إلى التوزيع الاثنين بشكل طبيعي. وكانت أكشاك الصحف قد خلت الأحد من نسخة "صنداي تايمز" البريطانية التي توزع في الإمارات، وذلك بسبب وجود رسم كاريكاتوري يظهر حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، وهو يغرق في بحر الديون، وبدت خلفه معالم معمارية من إمارة دبي وهي تطفو فوق الموج. وجاءت الصورة لترافق مقال انتقادي تناول تعثر شركات مملوكة لحكومة دبي وإعلانها رغبتها بتأخير سداد ديونها، وذلك تحت عنوان "كيف غرق حلم دبي في بحر من الديون." ورغم أن دولة الإمارات فيها أكثر من مدينة للإعلام تستضيف العديد من المؤسسات الصحفية العربية والأجنبية التي تعمل بحرية، إلا أن البعض يرى أن إعلام البلاد المحلي يتجنب الجانب النقدي.