يتناقل سكان مدينة جدة السعودية قصصا إنسانية مؤلمة لأعنف موجة سيول اجتاحت المدينة الأربعاء الماضي وخلفت أكثر من مائة قتيل وآلاف المشردين الذين فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم. ويروي موقع قناة "العربية" السعودية على شبكة إنترنت قصة نبيل السلمي وهو موظف سعودي في أمن المنشآت، انطلق بسيارته من رابغ إلى جدة يريد اللحاق بأسرته التي تسكن في قويزة شرق جدة ليقوم بإنجاز بعض الأعمال والترتيبات الأخيرة لاستقبال فرحة عيد الأضحى المبارك. وبينما والداه وإخوته على أحر من الجمر ينتظرون وصوله.. انطلق بسيارته لكن قوة المطر جعلته يتوقف لأن الرؤية باتت منعدمة، وفجأة بدأت قدماه تبتل بالماء ليجد أن السيول تداهمه ويرتفع منسوب الماء داخل مركبته. لم يجد نبيل بد من الصعود إلى سطح المركبة في انتظار من يسعفه لكن سرعة اندفاع السيول كانت أسرع من أي عملية إنقاذ وهنا أدرك أنه غارق لا محالة. اتصل بأهله وودعهم وهو في حالة يأس وواصل اتصالاته بأقربائه وأصدقائه وزملاءه طالبا منهم السماح وتوديعهم في آخر اتصال له في هذه الحياة، وفجأة انقطعت وسيلة الاتصال، ليعتلي بكاء الأهل وكل من عرف بقصة نبيل. وتسببت أعنف موجة أمطار صاحبها سيول جارفة في مقتل 106 أشخاص حتى ساعة إعداد التقرير، بينهم عائلات بأكملها، ويتوقع أن يرتفع العدد مع اكتشاف مزيد من الجثث الغارقة.