نقلا عن أربييان بزنس : تدرس وزارة العمل في السعودية إيقاف تأشيرات الخياطين، بهدف إتاحة الفرصة للنساء السعوديات للعمل في هذا القطاع، فضلا عن دعم الاستثمار النسائي في الخياطة، في الوقت الذي لا يوجد فيه تنظيم واضح يصحح الوضع الراهن للسوق التي يسيطر عليها الرجل بشكل شبه تام. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة العمل حطاب الحطاب، إن الوزارة تدرس إيقاف تأشيرات الخياطين، لإتاحة الفرصة للنساء السعوديات، فيما أكدت أخصائية دعم المشاريع الصغيرة في برنامج "باب رزق جميل" وفاء الهاجري، أن نسبة توجه توظيف السعوديات كعاملات خياطة في مشاريع المشاغل النسائية هي الأكبر، وفقا لصحيفة "الوطن" المحلية. وأرجعت الهاجري ذلك لعدة أسباب، أهمها رغبة المستثمرة صاحبة المشروع في التعامل مع سيدة مثلها، فضلا عن منح الموارد البشرية في "باب رزق جميل" وهو مشروع يدعم توقير فرص عمل للسعوديين من الجنسين، نصف راتب كل موظفة سعودية للمؤسسة المستثمرة، بسقف أعلى 1500 ريال، لتحفيز المستثمرين على السعودة. وتخرج المعاهد التقنية إلى سوق العمل بشكل سنوي نحو 3600 متدربة سعودية، لا يجدن مكانا لأغلبهن في سوق العمل المحلي، حيث يدير الرجال غالبية مشاغل الخياطة النسائية في المملكة والتي يصل عددها إلى نحو 11 ألف مشغل. ورغم شح فرص العمل، إلا أن عميدة المعهد العالي لتقنية البنات، فاطمة باعبدالله، ترى أن الخياطات السعوديات، يمتزن بحس وذوق رفيعين، ويتفوقن على الرجال فنا وصبرا، إضافة لتناسب عملهن من طبيعتهن، وتعاملهن السهل والمباشر مع بنات جنسهن. وطالبت باعبدالله الغرف التجارية بتحديد نسبة السعودة لدى المشاغل، مقترحة إضافة بنود محددة في عقود العمل الثابتة، وحد أدنى للأجور، يتناسب والمهارة التي تمتلكها الخريجة، والتي تدربت على مدى عامين، على أجهزة حديثة، وبأساليب فنية متطورة. وتقول عائشة الشهري، وسهى إبراهيم، اللتان درستا في معهد تدريب للخياطة، وتخرجتا فيه، أن السوق غارق بالخياطين الوافدين، والذين يتجه لهم المستثمر لرغبته في الأيدي العاملة الرخيصة. وأشارتا إلى أن ثقة المستثمر في إتقان الخياطة السعودية كبير، لكنه لا يحبذها لارتفاع سعر اليد السعودية العاملة، رغم الإنجاز العالي المستوى، والترتيب في الأداء، فالخياطة تحدد متوسط تكلفة عملها، بناء على جهدها المبذول، في الوقت الذي تتلاءم فيه تكلفة الخياط الوافد مع أدائه المتواضع. وتشير الإحصاءات إلى أن وزارة العمل أصدرت 25 ألف تأشيرة "خياط"، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، ليصل إجمالي العاملين في هذا المجال 75 ألف وافد على مستوى المملكة، يحتكرون السوق. ويبلغ متوسط راتب الفرد منهم، 1000 ريال شهريا، أي ما مجموعه 75 مليون ريال شهريا، إجمالي رواتب الخياطين الوافدين. ويواجه عمل المرأة في السعودية بشكل عام وجهات نظر متباينة بين مؤيد ومعارض، واتخذت السعودية مؤخرا عدة خطوات تشير إلى أنها مع عمل السعوديات وإن بشكل تدريجي. وتقول الأرقام الرسمية أن نسبة 86.5 في المائة من الطاقة النسائية السعودية معطلة، حيث لايتعدى عدد العاملات السعوديات 565 ألف سعودية من إجمالي 7.4 مليون سعودية.