قال جون ألترمن، مدير شؤون برامج الشرق الأوسط في مركز الاستراتيجيا والدراسات الدولية ويشغل كرسي زبيغنيو بريجنسكي لشؤون الأمن والجيوستراتيجيا، إن اعتذار العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن حضور قمة يعني المزيد من التحدي لسياسات البيت الأبيض الذي فشل بقراءة مواقف حلفائه على الوجه الصحيح. وأضاف ألترمن، في مقال لCNN إنه من الصعب عدم اعتبار قرار الملك سلمان "رسالة" للإدارة الأمريكية، معتبرا أن هناك ما يشبه التوافق بين المراقبين على أن الرياض وجهت بذلك "رسالة توبيخ" إلى الإدارة الأمريكية، خاصة وأن رهان واشنطن على القمة في كامب ديفيد يقوم على مجرد عملية إضفاء لمسة شخصية على العلاقات مع الخليج والسماح للرئيس أوباما بتعميق علاقاته الشخصية مع القادة في الخليج بعد "البرودة" التي ظهرت مؤخرا. ولفت ألترمن إلى أن التصرف السعودي ليس معزولا، إذ يجد أوباما نفسه أكثر فأكثر بمواجهة حالة من التجاهل أو الصد سواء في الكونغرس، حيث تتعرقل مساعيه لتعيين عدد من الموظفين، أو على المسرح السياسي الخارجي، حيث واجه تحديا مباشرا من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المعترض على الموقف من إيران والمصر على مواصلة عمليات بناء المستوطنات. ورأى ألترمن أن هذه التطورات تمثل "تهديدا حقيقيا للأمن القومي الأمريكي" في منطقة حساسة مثل الخليج، كما أنها تعكس حالة من "عدم فهم" الإدارة الأمريكية للإشارات السعودية وعدم القدرة على إدراك حقيقة مواقف المملكة، بدليل أن البيت الأبيض كان قد أكد قبل أيام حضور الملك سلمان إلى القمة، بل وذهب إلى حد الكشف عن لقاء منفرد له مع أوباما قبل الاجتماع مع سائر زعماء الخليج. وكان أوباما قد أجرى اتصالا بالعاهل السعودي ليل الاثنين، بعد اعتذار الملك سلمان عن حضور قمة كامب ديفيد بسبب "الانشغال بالهدنة الإنسانية في اليمن وافتتاحه لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" وقد تمنى أوباما للملك "نجاح جهود المملكة في إيصال المساعدات للشعب اليمني." وأكد القائدان على "تطلعهما لتحقيق نتائج إيجابية في قمة كامب ديفيد وأن تؤدي إلى نقلة نوعية في العلاقات بين دول مجلس التعاون وأمريكا" كما أعربا عن "أملهما في أن تؤدي مباحثات 5+1 مع إيران إلى منعها من الحصول على السلاح النووي" وجدد أوباما "التأكيد على التزام الولاياتالمتحدةالأمريكية بالدفاع عن أمن المملكة من أي اعتداء خارجي."