أعلنت السعودية في وقت مبكر من صباح اليوم حزمة قرارات تهدف إلى ضمان سلاسة انتقال السلطة داخل الأسرة المالكة من جهة، وتحديث الجهاز الحكومي ومناصبه الوزارية من جهة أخرى، إذ أعفى الملك سلمان ولي عهده، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وتمت ترقية الأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان في ولاية العهد وولاية ولاية العهد. وكان الخبر اللافت قبيل هذا التعيين بساعات هو تهنئة أعلنها * مساء الأمس على غير العادة رئيس هيئة البيعة الأمير مشعل بن عبد العزيز لوزير الدفاع محمد بن سلمان والإشادة بدوره الإداري والسياسي في وزارة الدفاع، الأمر الذي جعل المراقبين والمهتمين بشؤون السعودية يتوقعون قرارات جديدة، وتغييرات عليا في بيت الحكم. كيف تمت هذه القرارات؟ حسب البيان الرسمي طلب ولي العهد الأمير مقرن إعفاءه من منصبه، بعدها أمر الملك بتعيين الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، ثم رشح الأمير محمد بن نايف أبن عمه الشاب الأمير محمد بن سلمان في منصب ولي لولي العهد، وتم استمزاج أفراد الأسرة المالكة حيث وافقت "الأغلبية الساحقة" كما ذكر البيان الرسمي الذي أعلن عبر التلفزيون الحكومي. وبهذه القرارات يكون خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان هو آخر ملك من أبناء المؤسس الراحل، وبعده يفتح الباب لأحفاد المؤسس الذين سيكون أول ملك منهم الأمير محمد بن نايف، المعروف بنجاحاته الأمنية اللافتة، ودوره المحوري في مكافحة الإرهاب، الأمر الذي أكسبه احتراماً دولياً وداخلياً لا حدود له، وأثار غضب التنظيمات المتطرفة التي حاولت اغتياله قبل سنوات بعملية انتحارية في جدة. أما الرجل رقم ثلاثة في هيكلة الحكومة الجديدة الأمير محمد بن سلمان فهو شاب اكتشف السعوديون حيويته، وظهرت مواهبه الحقيقية على صعيدين، ففي الداخل كان دوره الإيجابي في إدارة مجلس الشؤون التنموية والاقتصادية، وعلى الصعيد الخارجي ظهر دوره في عملية عاصفة الحزم التي أثبتت مقدرته على إدارة وزارة ضخمة بحجم وزارة الدفاع في المملكة. وشهدت القرارات الاستجابة لطلب الوزير السعودي الأشهر في العالم، وهو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، الذي تسببت ظروفه الصحية المزعجة في طلبه الإعفاء من منصبه، لكن الملك سلمان آثر تعيينه مستشاراً ومشرفاً على الشؤون الخارجية، وتسليم أعباء وزارة الخارجية للسفير النشط عادل الجبير. ولا يعرف حتى الآن من سيتولى سفارة واشنطن، وهي من أهم السفارات السعودية في واشنطن. وعلى الرغم من أن الملك سلمان لم يكمل بعد المئة يوم الأولى منذ توليه زمام الحكم، إلا أن التغييرات التي حدثت تشير إلى أن الملك الجديد أختار أن يكون شعار حكمه "الحزم والحسم"، وذلك من أجل إضفاء الاستقرار على مملكة تعتبر ركيزة دولية هامة. ---------------------------------------------------------------------- *في برقية وجهها له أمس «رئيس البيعة» لوزير الدفاع: أثبتم جدارتكم .. وقواتنا أبهرت العالم بإمكاناتها ومهاراتها «الاقتصادية» من الرياض وجَّه الأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة، برقية للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين قال فيها: لقد أثبتم جدارتكم والثقة الملكية الغالية لتوليكم منصب وزير الدفاع كانت في محلها وأكثر، وقلوبنا معكم قلباً وقالبا. وأضاف رئيس هيئة البيعة في برقيته: لقد أبهرت قواتنا الباسلة العالم بإمكانياتها وقدراتها ومهاراتها الفائقة التي أذهلت العالم، وتفانيها في خدمة الدين ثم الملك والوطن. وقد أجابه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ببرقية ورد فيها: تلقيت ببالغ التقدير والاعتزاز برقيتكم وما حملته في طياتها من مشاعر أبوية صادقة وشهادة نعتز ونفخر بها. كما أكد وزير الدفاع في البرقية أن قواتنا الباسلة ستبقى دائماً وأبداً إن شاء الله تعالى درعاً حصينة للدين ثم الوطن. وأضاف الأمير محمد بن سلمان في برقيته: أدعو الله عز وجل أن يعينني على حمل الأمانة بالشكل الذي يرضيه سبحانه وتعالى، وأن يحفظ وطننا الغالي من كل مكروه. واختتم وزير الدفاع برقيته بقوله: تقبلوا خالص شكري وتقديري ودعواتي الدائمة لكم بأن يحفظكم ويوفقكم لكل ما فيه صالح ديننا ووطننا.