حذر فضيلة الشيخ الدكتور سليمان العودة، من ثقافة الخطافين والذين يخطفون المعلومة دون التأكد منها بسبب التسرع وقلة الصبر وعدم الفهم، فضلاً عن الانخداع بالعناوين والتي لا تكون في كثير من الأحيان معبرة عن المضمون. وأضاف د. العودة أثناء محاضرته بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة ضمن برنامج تجاربهم مع القراءة، أن العالم العربي يعيش أزمات كثيرة منها أزمة القراءة، حيث تؤكد الإحصائيات أن اهتمام العرب بالقراءة ضعيف جداً مقارنة بالدول الأخرى، بالإضافة إلى ضآلة النشر بالنسبة للكتب أو الصحف أو غيرها من وسائل المعرفة. وتحدث الدكتور العودة عن مفهوم القراءة من حيث كونها عملية لفك الرموز سواء كانت حروفاً أو صوراً، مشيراً إلى سيطرة ثقافة الصورة في العصر الحالي من خلال التليفزيون والانترنت. وطالب الدكتور العودة بضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة في نشر المعرفة والتشجيع على القراءة منذ سن مبكر وذلك انطلاقاً من حقيقة مفادها أن المعرفة والثقافة هي ثمرة لتراكم المعلومات عبر قراءات تتمتع بمواصفات جودة حقيقية، بحيث تتواكب المعلومات المقروءة مع احتياجات الإنسان وتضيف إلى قدراته وخبراته وتثير لديه التساؤلات والدوافع للتفكير حول صحة أو خطأ ما يقرأ. وأوضح الدكتور العودة أن الإنسان يختزن كل ما يقرأ في الذاكرة ويحتفظ به ويستطيع استدعاؤه متى احتاج لذلك، مؤكداً أهمية أن يتمتع القارئ بقدر من الاستقلالية أثناء عملية القراءة وأن يمتلك القدرة على الفهم الصحيح، وألا يسقط أسيراً مستسلماً لما يطرحه المؤلف أو الكاتب ولاسيما فيما يروج على الانترنت وبعض الفضائيات، لأنه قد يكون كلاماً غير مسلماً به للترويج عن شيء معين أو فكر معين وامتلاك هذا الوعي وهذه الاستقلالية يضاعف أهمية القراءة لتعزيز الثقافة وتوظيفها . وقال الدكتور العودة.. ان أهمية القراءة وضرورة التشجيع عليها، هي تشجيع للتواصل والحوار والتفكير مع الأبناء والزوجين والآخرين عموماً مؤكداً على أهمية تعويد الناشئين على القراءة منذ الصغر وأن يكون الكتاب متاحاً للأبناء ورفيقاً في السفر وأوقات الانتظار في أي مكان، لتصبح عائداً ينتفع بها في جميع ميادين الحياة.