بعد تأكيد مقتل إبراهيم الربيش في اليمن، أمس، مقصوفاً بطائرة دون طيّار؛ أصبح ما يُعرف ب «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» بلا مُنظّر يفتي ويبرّر العمليات التي وضعت التنظيم على رأس قوائم المنظمات الإرهابية في العالم. لكنّ المتوقع نظرياً على الأقل أن يُطلّ خليفة للربيش الذي تسلّم بدوره موقع التنظير والفُتيا منذ 2013، ضمن سلسلة المُفتين المبرّرين للإرهاب العالمي. أسامة بن لادن، أيمن الظواهري، تولّيا منصب الفُتيا ضمن أدوارهما التنظيمية، ووضعا نفسيهما ضمن مصادر التبرير الشرعيّ في العمليات. لكن المرجعية في الشرق الأوسط؛ كانت من نصيب شخصيات محليّة لاحقتهم الجهات الأمنية السعودية، حتى أوقعت بهم قتلاً أو إيقاعاً. ومن أبرزهم السعودي عيسى بن سعد العوشان الذي تسلّم منصب المنظر الشرعي عام 2003، واستمرّ حتى مقتله في الرياض في يوليو 2004، وخلفه عبدالله الرشود الذي لقي مصيراً مماثلاً في يونيو 2005، ثم فارس شويل الزهراني المعروف ب «أبو جندل الأزدي» الذي قبضت عليه الجهات الأمنية السعودية في أغسطس 2004. وكان الربيش في الركب ذاته، لكنّ حظه تعثّر بعد القبض عليه في أفغانستان وإيداعه سجن غوانتنامو، ليحظى بفرصة تصحيح مسارٍ هيأتها الحكومة السعودية، بعد استعادته ضمن 16 عائداً من غوانتنامو عام 2006، وإخضاعه لبرنامج المناصحة الذي خرج منه متظاهراً بحياة طبيعية. ثم انقلب على الفرصة، وتسلل إلى اليمن مستأنفاً نشاطه الإرهابي ويُورط نفسه في تبرير عمليات إرهابية منها محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف، حين كان مساعداً لوزير الداخلية. وظهر اسم الربيش ضمن قائمة ال 85 مطلوباً عام 2009. ومن الأراضي اليمنية راح الربيش يبني صورته الجديدة منظراً لتنظيم القاعدة، وصعد نجمه اليوتيوبيّ. وما إن أطلّ عام 2013 حتى برز كأهمّ المتحدثين باسم التنظيم، ومُفتياً لعناصره، وناشراً لثقافة العنف والإرهاب في المملكة واليمن.