قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه يجب على مصر أن تفرج عن الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي وأن تلغي أحكام الإعدام الصادرة على مؤيديه قبل أن يمكن النظر في تحسين العلاقات مع القاهرة. وتوترت العلاقات بين الدولتين الحليفتين السابقتين منذ أن أطاح قائد الجيش المصري عبد الفتاح السيسي الذي أصبح رئيسا للبلاد فيما بعد بالرئيس مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في عام 2013 بعد احتجاجات حاشدة ضد حكمه. ونقلت صحف تركية عن إردوغان قوله للصحفيين الذين كانوا يرافقونه على متن طائرته لدى عودته من زيارة رسمية إلى إيران "السيد مرسي رئيس منتخب بنسبة 52 في المئة من الأصوات. يجب أن يطلقوا سراحه". وأكد مسؤول من مكتب إردوغان إدلاءه بتلك التصريحات. وعلق مراقبون أن أردوغان المتشبث بالرابط الاخواني يمارس العناد السياسي في جهل تام بطبيعة المتغيرات الاقليمية الرافضة لمشروع الاسلام السياسي. وأكد هؤلاء أن اقحام العفو عن مرسي في شروط تحسين العلاقات مع مصر هو ضرب من ضروب الهذيان السياسي لأردوغان الذي لم يفهم بعد ان صفحة الاخوان طويت واغلقت تماما في العالم العربي. وقال اردوغان "يقولون يتعين على تركيا عدم التدخل في شؤوننا الداخلية. نحن لا نتدخل الا إذا حدث شيء ما في بلد ما ضد الحريات ينبغي لنا أن نرفع صوتنا". واشتكت مصر من تصريحات سابقة أدلى بها إردوغان ضد السيسي ورفضت الانتقادات التركية للحكومة. وقال مراقبون إن الحريات في تركيا تكاد تكون منعدمة وفي الحضيض على خلفية الطريقة الاستبدادية في الحكم التي يمارسها أردوغان ضد خصومه السياسيين والنقاد الذين يشككون في مشروع حزب العدالة والتنمية. ويوجه النقاد انتقادات كبيرة للرئيس التركي على خلفية تدني منسوب حرية التعبير وتفاقم الملاحقات القضائية ضد المعارضين والمجاميع غير المصطفة خلف اردوغان. ويواجه أكثر من 70 إعلاميا الملاحقة القضائية لتناولهم فضيحة الفساد التي تفجرت في ديسمبر/كانون الأول عام 2013 مع اعتقال رجال أعمال مقربين من أردوغان وأبناء عدد من الوزراء في حكومته. وللإخوان المسلمين علاقات وثيقة مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي شارك إردوغان في تأسيسه والذي برز كواحد من أشد المنتقدين الدوليين للإطاحة بمرسي واصفا إياها بأنها "انقلاب غير مقبول" من قبل الجيش. وأثارت زيارة إردوغان الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية ودعمه لعملية عسكرية تقودها ضد المتمردين الحوثيين في اليمن وشاركت فيها سفن حربية مصرية التكهنات بشأن احتمال ذوبان الجليد في العلاقات بين أنقرةوالقاهرة. لكنه ناقض نفسه عندما زار طهران وكشف النقاب عن المصالح الخفية بين البلدين بالرغم من التصريحات الاستعدائية المعلنة. وأخرج أردوغان نوازع الضغينة والحقد تجاه السلطة السياسية الحاكمة في مصر من على منبر الأممالمتحدة في سبتمبر/ايلول عندما شكك في مصداقية التغيير السياسي في مصر. وأمعن الرئيس التركي في هذيانه فيما يتعلق بانتقاده الدائم لمصر، حيث لم يعد الرئيس التركي يفوت أية مناسبة أو محفل دولي، إلا وذكر مصر. ويرى متابعون أن اردوغان يسعى في محاولة جديدة منه لترميم صورة الإسلام السياسي المترهلة والتي رفضتها الشعوب العربية وأبعدتها عن سدة الحكم. وكشفت تجارب الاخوان في الحكم في تونس ومصر فشلهم الذريع في قيادة دواليب الحكم بعد مزجهم للسياسة بالدين ومحاولة تمريرهم لمشاريع ظلامية لا تتماشى مع الواقع العصري وهو ما كلفهم الإفلاس السياسي التام، إلى جانب فضح ممارساهم الفوضوية وتغذيتهم للتطرف بافكار متشددة غريبة عن نمط العيش العربي. وظلت تركيا الدولة الوحيدة التي تقف في خندق الإخوان من خلال استضافتها لرموز اخوانية أو توفير الدعم لمنابر اعلامية تقود حملة تشكيك تجاه مصر، إلى جانب مواصلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التطاول على القيادة المصرية والمسارعة الى مفاضلة الاخوان المسلمين بالرغم من النفور الدولي تجاه الجماعة المصنفة ارهابية في اكثر من دولة.