كشف مسؤول بهيئة السياحة والآثار أن الهيئة ستطلق خلال الأيام القليلة المقبلة شركة متخصصة للتدقيق على الخدمات الفندقية بهدف تقييم مستوى الخدمات المقدمة جميع الفنادق بالمملكة. واستعرض مسؤولو القطاعات في الهيئة خلال جلسات ملتقى السفر والسياحة عدد من التجارب العالمية الناجحة في مجالات المتاحف والفنادق والحرف والصناعات اليدوية، وذلك في إطار التعرف على الطرق والمناهج والآليات الحديثة المتبعة في هذه القطاعات والاستفادة منها ونقل الخبرات العالمية لتطوير القطاع السياحي بالمملكة. وأكد الدكتور عوض الزهراني، مدير المتاحف بالهيئة على ضرورة أن يتجه أصحاب المتاحف الخاصة والمختصين بالمملكة إلى المتاحف النوعية والمتخصصة بشكل كبير، خاصة وأن هذه المتاحف تكون أكثر نوعية وتميزا وجذبا للزوار، لافتا إلى أهمية التطوير في نوعية العرض وأسلوبه والتركيز على الكيف وليس الكم. حسبما تناولته "الجزيرة". واستعرض الزهراني، خلال الجلسة التي عقدت، أمس الأول، بعنوان» الدروس المستفادة من برنامج استطلاع التجارب العالمية في مجالات السياحة والتراث الثقافي»، ضمن ملتقى السفر والاستثمار السياحي المقام حاليا بفندق انتركونتننتال بالرياض، خلاصة الزيارة التي قام بها مجموعة من أصحاب المتاحف الخاصة والمتخصصين إلى دولة الأمارات، والتي نظمتها الهيئة للتعرف على تجربة الإمارات في مجال المتاحف والاستفادة منها في تطوير متاحف المملكة. وأشار الزهراني الى أنه تمت زيارة أكثر من عشرة متاحف متنوعة. وأوضح أن الزيارة خلصت إلى أهمية الاتجاه نحو إنشاء المتاحف النوعية والمتخصصة بشكل كبير، والاهتمام بطرق عرض القطع الأثرية والتراثية بالطرق التقنية الحديثة، وتشجيع أصحاب المتاحف الخاصة لخوض تجارب مختلفة من شأنها أن تثري القطاع المتحفي بشكل عام. وفي سياق آخر، استعرض سعد القحطاني، رئيس قسم الإيواء السياحي بالهيئة، خلال الجلسة التجربة ذاتها في قطاع الفناق، حيث نظمت الهيئة زيار إلى دولة ألمانيا الاتحادية للتعرف على أحدث الخدمات والتجهيزات والأسس والمعاير الدولية التي يعتمد عليها القطاع الفندقي بالخارج. وأكد القحطاني أن هناك أسس دقيقة لقياس معايير الخدمات بالفنادق إذا توفرت هذه الشروط يتم منح الفندق رخصة الممارسة، وهي الأمن والسلامة والصحة العامة، لافتا إلى أن أسس ومعاير الجودة للفنادق تعطي بعد ذلك على حسب الخدمات المقدمة ونوعيتها وجودتها، مشيراً إلى أن أغلب شكاوى النزلاء بالفنادق تتعلق بالنظافة والخدمات. وأوضح القحطاني أن الهيئة ستطلق خلال الأيام القليلة القادمة شركة متخصصة للتدقيق على الخدمات المقدمة في الفنادق، حتى يتم تقييم مستوى الخدمات المقدمة جميع الفنادق بالمملكة ومن ثم تصنيف درجة كل فندق. فيما استعرض الدكتور علي العنبر، مستشار التراث والثقافة بالهيئة تجربة الهيئة في نقل خبرات دولة المغرب الشقية في مجال الحرف والصناعات التقليدية باعتبارها أحد أهم التجارب العربية والدولية في هذا المجال نظراً لاشتغال أكثر من 20% من السكان بالحرف والصناعات اليدوية. وأشار العنبر إلى أن برنامج الزيارة شمل عدة مدن ومواقع تهتم بقطاع الحرف والصناعات اليدوية منها، الدار البيضاء، وتارودنت، وأغادير، ومراكش، وأنديكان، وتيزنيت، وذلك للتعرف على أهم الحرف والصناعات اليدوية الموجودة في هذه المدن ونقل صورة حية عن هذه الصناعات وطرق تطورها. ولفت مستشار التراث إلى جهود دولة المغرب في تطوير الحرف والصناعات اليدوية من تحفيز الحرفيين ودعمهم فنياً واقتصادياً من خلال الأكاديميات المتخصصة والمسابقات والمنح والحوافز الاستثمارية التي تساعدهم على الاستمرار والتطوير من إمكانياتهم الفنية ومن ثم إيجاد فرص عمل جديدة لغيرهم من الحرفيين، مشيراً إلى أن الحكومة تولي اهتماماً بالغا بأصحاب الحرف والصناعات اليدوية وتسهل لهم كافة الإجراءات اللازمة لمزاولة مهنتهم. وتطرق العنبر، إلى مجموعة من التوصيات الهامة التي يجب أن تأخذها المملكة في الحسبان لتطوير الحرف والصناعات اليدوية، تضمنت الاستعانة بخبراء ومتخصصين في هذا المجال، والقيام بالدراسات الجديدة، وتعزيز التعاون مع الدول الأخري، وتدوين وتوثيق التراث الحرفي في المملكة، ودعم سلعة الإنتاج الحرفي والتنشيط الاقتصادي والتسوق. وتضمنت التوصيات أيضا، تشجييع الشركات والهيئات الحرفية وإعداد برامج للصناعات الحرفية، وإنشاء أكاديمية للفنون التقليدية بالتعاون مع القطاع الخاص والعام، وكذلك إنشاء مركز للتأهيل المهني.