كشفت مصادر عن أبرز ملامح الوصية الأخيرة لأكاديمي مكة ناصر الحارثي، والتي جاءت في 16 صفحة فند فيها من خلال 43 خطوة كل ما يخص أفراد عائلته بالتفصيل الدقيق . وعدد الحارثي في وصيته التفصيلية ممتلكاته من منازل سواء في مكة أو قريته الحنشة الواقعة في بلدة ميسان «جنوبالطائف» . وطلب الراحل في وصيته السماح من زوجته الأولى إن وقع تقصير منه تجاهها : «يا أم باسم سامحيني إن قصرت معك والعجوز أمانة في عنقك أسألك عنها يوم البعث والنشور». وترك الحارثي الخيار لزوجتيه في البقاء في منزله الكائن في حي العوالي أو الانتقال منه وبيعه على أن يشترى بقيمته شقق سكنية لكل زوجة، ويؤمن سكن لأبنائه، مرشدهم للاستعانة بخبرات صديقه سعد الحارثي في تقدير قيمة المنزل وبيعه. وعهد في وصيته إلى زوجته الثانية تربية ابنته من زوجته الأولى ورعايتها وتربية الأبناء تربية صالحة، داعيا أسرته الاهتمام والرعاية بجدته التي تولت تربيته منذ الصغر ، والبر بها ورعايتها رعاية خاصة. وأوصى أكاديمي مكة أبناءه بيع المكتبة التي قدر قيمتها ما بين 120 إلى 130 ألف ريال، موضحا أن سعر كتابه الأخير «الآثار الإسلامية في مكةالمكرمة» تتراوح قيمته ما بين 240 ريالا إلى 270 ريالا، وعدم التمسك بأسعار مرتفعة حتى تعم الفائدة من يرغب في اقتناء محتوياتها. وخصص ناصر الحارثي في وصيته سيارة خاصة لكل زوجة، وأخرى لابنه الأكبر باسم، مع سداد القسط الأخير من إحدى سياراته لشركة ونقل الاستمارة والملكية باسم ابنه. وكشف في الوصية عن أسماء الدائنين، بينهم رجل في اليمن سبق أن باعه كميات من التمور بمبلغ ألفي ريال. ووجه الراحل وصية إلى زملائه في قسم التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة أم القرى محددا إياهم بالأسماء في وصيته، ويطالبهم بمساعدة زوجته الثانية التي حصلت على الدكتوراه أخيرا في التعيين في القسم. واختتم الدكتور وصيته بعبارة «استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ثم كلمة الشهادة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله». من جهته، أبدى شقيق الزوجة الثانية لأكاديمي مكة عصام الحارثي عتبه على كثير من الكتاب الذين اتهموا نسيبه في دينه وخلقه، موضحا أن الراحل كان تحت تأثير المرض. ووفقا لما نشرته صحيفة" عكاظ" اليوم فأن الجهات المعنية بتداعيات حادثة انتحار أكاديمي مكة ناصر الحارثي، الذي وجد مشنوقا في منزله الجمعة قبل الماضي، ستعلن كافة النتائج الخاصة بتشريح الجثمان في معرض الأسبوع الحالي، بعد أن باشرت الأربعاء الماضي نزولا عند رغبة أسرته. من جهته دعا الأخ غير الشقيق لأكاديمي مكة ثامر الحارثي الجهات المختصة إلى استجواب خادمة الأسرة، التي قد تدلي بمعلومات تسهم في فك لغز القضية من خلال الاستدلال بخيوط تكشف تفاصيل جديدة عن أسباب الوفاة. واستغرب الحارثي من عدم استجواب خادمة المنزل والتحقيق معها رغم أنها تعتبر قريبة من سكان المنزل وتعمل بينهم لفترة طويلة، متوقعا أن التحقيق معها سيفك بعض ألغاز الحادثة «وأتمنى أن لا يسمح لها بمغادرة البلاد حتى يتم التحقيق معها. وأضاف «كافة أفراد الأسرة يرفضون فرضية الانتحار كونه رجلا عاقلا أكاديميا يعرف نتيجة الانتحار، كما أنه رجل هادئ لم يلاحظوا عليه شيئا من عدم الاتزان طيلة الفترة الماضية، كما استبعد أن يكون تعرض لعمل سحري دفعه للإقدام على الانتحار». من جهة أخرى، أوضح لصحيفة «عكاظ» المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالمحسن العبيكان أن على أسرة أكاديمي مكة تلقي واجب العزاء في فقيدهم في الوقت الحالي، وليس الانتظار إلى بعد مراسم الدفن، مستشهدا في ذلك بتأخر حالات لأسبوع أو شهر أو أكثر، وداعيا إلى تجنب مخالفة للأصل الشرعي القائم في تلقي العزاء بعد الوفاة مباشرة وليس الدفن».