"عرض علي بصفة شخصية ما دار عبر بعض وسائل الإعلام المقروءة وذلك بالمجلس العلمي الخاص عما كان من قضية الأستاذ سعيد السريحي، وتولى غالب أمر هذا الأمر "جريدة الوطن"، وأعدها نقلة جيدة من باب تحريك المياه الراكدة، و"الوطن" لها سبق جيد في مجال ارتفاع سقف الحرية لأنها في هذه القضية بالذات طرحت طرحا عاليا موضوعيا حيويا فنشرت ما للسريحي وما عليه. وحاولت استقصاء الحدث من طرف وطرف ومن حيثية وحيثية. ولست هنا بصدد شيء من حكم معين لا على هذا ولا على ذاك لكن كل همي في مثل هذه الحال أن يقدم العقل على العاطفة في المعالجة بعيدا عن اتهام هذا أو اتهام ذاك بروح عالية وطرح متأن سالم من المعارض. ذلك أن تناول مثل هذا إعلاميا له سلبيات بعيدة المدى لولا أن "الوطن" طرحته بروح سباقة جيدة، كنت دائما ولم أزل أوصي العلماء والباحثين بحسن التصور ثم بحسن التصرف وترك العجلة، مما تم طرحه لمست ما يلي: نوع تشنج، عجلة في النقد، القطع في الحكم، تقديم رؤية العاطفة دون العقل المتأني، هناك تهم موجهة لم تحرر وتبسط، هناك لمست فيما جرى نشره على "ألسنة الكل" الذهاب إلى نصرة الرأي المجرد، هناك أطراف أخرى في مجلس الجامعة لم تتبين بعض الحاصل لتتم المعالجة من وجهة نقدية متوازنة، هناك فقرات غائبة لم تتبين لي بعد لعلها بيت القصيد في عدم المنح، هناك حالات متداخلة عند "السريحي" لعل العجلة ألقت بركابها عليه لو كان قد تأنى، وبين العلة والسبب كان أجدر، وهناك حسب التحليل القضائي الجنائي، والقضائي العلمي الوظيفي، هناك فرق بين العلة والسبب، يترتب على هذا ما لا يترتب على ذاك، وكنت أريد من السريحي لو فعل أن يرفع قضية من دون هذا الحاصل. فقضية السريحي نظرتُ كثيرا من أشباهها شخصيا وتم حلها. كنت أتمنى وكنت أود هذا على حال لازمة أن تكون من أجل أن تأخذ القضية طريقها الصحيح مع رد الاعتبار له أو رد الاعتبار لهم سواء بسواء. وفي مقدمة كتابي (حال المتهم في مجلس القضاء) ط2 (المرشح لجائزة الملك فيصل العالمية) ذكرت شيئا عاما عن مثل هذا يمكن للدكتور مصطفى بن عبدالواحد العودة إليه. كما يمكن للسريحي فعل ذلك لو أراد. ولعل "الوطن" في سبقها هذا أجادت على نحو من طراز حميد لو أنها أشارت بضرورة حل القضية بعيداً عن إثارة ما أو اتهام ما. ورسالة السريحي ولا جرم يمكن أن تعرض الآن مجدداً على هيئة مستقلة ذات منطلق علمي يؤصل ويقعد لا على سبيل منح السريحي الدكتوراه لكن على سبيل نظر السبب والعلة والنتيجة وما ترتب على هذا كله. كم آمل الأمل كله لا بعضه أن يتم هذا مع تقديري ل"الوطن" لاسيما وقد نشرت نشرا غالبه إيجابي." د. صالح سعد اللحيدان المستشار القضائي الخاص عضو اتحاد المؤرخين العرب