تركت التصريحات النارية التي أطلقها رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي عقب نهاية مباراة فريقه مع الرائد 2 /2 في دوري عبداللطيف جميل أول من أمس صداها في الوسط الرياضي، وتوسعت دوائرها بعدما بدت أشبه بإلقاء حجر في ماء راكد حرك الدوائر حوله. وفي وقت رأى فيه المحامي، القانوني الدكتور عمر الخولي أن تصريحات الأمير فيصل تندرج تحت إطار التهديد، ويمكن أن تطالها عقوبات لجنة الانضباط في اتحاد القدم، لكنه اتفق معه في أن ناديه تعرض إلى ظلم تحكيمي، وقال: "أعتقد أن الظلم الذي تعرض له النصر ربما يكون متعمدا، وللأمير فيصل الحق في أن يغضب على الرغم من مخالفته ل"اللوائح الانضباطية". وأضاف الخولي في تصريحات إلى "الوطن"، "ما أدلى به الأمير فيصل بن تركي يندرج تحت بند التهديد، ويحق للجنة الانضباط معاقبته عليه حسب اللائحة"، لكنه استبعد أن يكون في حديث الأمير إساءة إلى شخص رئيس اتحاد القدم أحمد عيد، لأن مضمون الكلام في العرف العام هو تهديد واضح بإسقاط الاتحاد عبر التكتل الذي أوصل "عيد" إلى مقعد الرئاسة قبل سنوات". وحول إمكانية وقدرة هذا التكتل الذي يقوده النصر لإسقاط اتحاد عيد قانونيا، قال "بلا شك التكتل أمر متاح، فمن يستطع إيصال أي شخص إلى مقعد الرئاسة عبر الانتخابات بتكتلات أو تحزبات، يمكنه إسقاط الشخص نفسه أو غيره، أو حجب الثقة عنه، ولكن الأهم أن نعرف ما ثقل هذا التكتل لنجزم بالإمكانية من عدمها، وهذا أمر موجود في جميع الانتخابات الرياضية والسياسية وغيرها". من جانبه، عد المحامي خالد أبو راشد حديث الأمير فيصل بن تركي قابلا للتأويل والاجتهاد، ولا يمكن الجزم بأنه تهديد أو إساءة إلى شخصية رياضية، لأن البعض يرى أن الأمير تحدث في حق مشروع له، وهو نزع الثقة من الرئيس الذي وصل إلى مقعد الرئاسة بدعم من التكتل النصراوي، وبالتالي فإن معاقبة الرئيس النصراوي على حديثه تخضع لرؤية وتكييف لجنة الانضباط ورؤيتها لكلمات التصريح. كما استبعد أبو راشد أن يكون إسقاط الاتحاد الحالي أمرا سهلا أو متاحا لأي كتلة، لأن الأمر مرتبط بنظام الاتحاد الأساس الذي يشير إلى أن مثل هذا الأمر مرتبط بصلاحيات الجمعيات العمومية التي تحتاج إلى عقد عدة اجتماعات في هذا الشأن لحجب الثقة، وبالتالي فإن التصريحات والتهديدات الفضائية ليست هي التي تحسم الأمور". وكان رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي قد شن هجوما على الحكام السعوديين، معلنا أنه على استعداد لجلب حكام أجانب لجميع مباريات النصر في الدوري، مبديا كذلك جاهزيته لدفع مكافآت الحكام السعوديين شريطة أن يجلسوا في منازلهم، وألا يأتوا لقيادة مباريات النصر بهذا المستوى غير المرضي، حسب رأيه. وانتقل الرئيس النصراوي بعد ذلك إلى الحديث عن اتحاد القدم ورئيسه أحمد عيد، وطالبه بأن يكون أكثر سيطرة على لجان الاتحاد مثل الحكام والانضباط، متهما رئيس لجنة الانضباط إبراهيم الربيش بأنه لا يظهر في الإعلام إلا للحديث ضد نادي النصر، وقال: "أحذر اتحاد القدم، وهذا آخر إنذار من نادي النصر الذي يعرفونه جيدا، ويعرفون من وقف معهم في الانتخابات، وأقولها بصراحة من كسّب أحمد عيد؟!، نحن نستطيع غير ذلك بالجمعية العمومية".