بعد ساعاتٍ من اشتباكات عنيفة بين الحرس الرئاسي في اليمن والحوثيين خلَّفت 9 قتلى و67 جريحاً، أُعلِنَ مساء أمس في صنعاء عن اتفاقٍ لوقف إطلاق النار بين الطرفين.وقال مسؤول أمني إن «وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ» وإن «هذه الهدنة تقرَّرت خلال اجتماع حضره الرئيس عبدربه منصور هادي ووزيري الداخلية والدفاع وممثل عن الحوثيين».وأكد شهود عيان وسكان في المنطقة الجنوبية للعاصمة حيث يقع القصر الرئاسي؛ توقف المعارك. وكان الحوثيون الذين يسمّون أنفسهم «أنصار الله» فاجأوا اليمنيين أمس بالدخول في اشتباك مع الحرس الرئاسي وإطلاق النار على موكب رئيس الوزراء وإعلان السيطرة على تلة مطلة على قصر الرئيس. وكتب القيادي الحوثي، علي البخيتي، على صفحته في موقع «فيسبوك» صباح أمس: «في هذا الوقت، نحن نسيطر على جبل النهدين المطل على القصر الرئاسي ونسمح لحرس الرئاسة بمغادرة مواقعهم مع سلاح شخصي».بدورها، تحدثت وزيرة الإعلام، نادية السقاف، عن «محاولة انقلاب» على المؤسسات الشرعية في البلاد. وذكرت في تصريحات صحفية سبقت إعلان وقف إطلاق النار أن التليفزيون الرسمي ووكالة الأنباء اليمنية (سبأ) خرجا عن سيطرة الدولة، وأن الحوثيين يرفضون نشر أي بيانٍ للحكومة.وأشارت أيضاً إلى تعرض موكب رئيس الوزراء، خالد بحاح، لإطلاق نار من بعد مشاركته في اجتماع مع الرئيس حول وسائل التوصل إلى وقف الاشتباكات، داعيةً المواطنين إلى ملازمة منازلهم لأن الوضع متوتر.واعتُبِرَت هذه التحركات محاولةً من «أنصار الله» لتعزيز سلطتهم في صنعاء التي دخلوها في 21 سبتمبر الماضي، وهم يسيطرون حالياً على القطاعات الرئيسة والمباني الرسمية. ولدى اندلاع المواجهات أمس، فرَّ سكان الأحياء القريبة من القصر الرئاسي، ومنع الانتشار الكثيف لعناصر الميليشيات الموظفين والتلامذة من التوجه إلى مكاتبهم أو مدارسهم، كما ذكر شاهد عيان. وسبق المواجهات وصول تعزيزات إلى عناصر الميليشيات. وكان الرئيس اليمني ترأس خلال ليل الأحد اجتماعاً استثنائياً لمجلس الدفاع الوطني شدد خلاله على «مسؤولية الجيش وقوات الأمن في بسط الأمن». بدوره، اتهم أحد قادة «أنصار الله» الحرس الجمهوري بأنه «بدأ المناوشات»، لكن مسؤولين في الأجهزة الأمنية أكدوا العكس، مشيرين إلى أن المعارك اندلعت عندما أقام الحوثيون نقاط تفتيش قرب القصر. وتصاعد التوتر فجأة في العاصمة بعدما اختطف الحوثيون مدير مكتب الرئيس اليمني وقائد عملية الحوار الوطني ووضع الدستور، أحمد عوض بن مبارك. ويعارض خاطفوه مشروع الدستور الذي ينص على قيام يمن اتحادي يتألف من 6 أقاليم ويحرمهم في الواقع من منفذ على البحر.و»تضامناً مع بن مبارك؛ أوقفت محافظة شبوة الجنوبية التي يتحدر المخطوف منها إنتاجها النفطي أمس»، بحسب المحافظ أحمد علي بلحاج. وذكر بلحاج، الذي يمثل الجنوب في الحوار الوطني، أن هذا القرار يهدف إلى التعبير عن التضامن مع بن مبارك الذي يتحدر من شبوة. وفي محافظة حضرموت المجاورة، أوقف موظفو حقل المسيلة النفطي الإنتاج أيضاً تضامناً مع مدير مكتب الرئيس، كما ذكر مسؤول في القطاع النفطي. وتؤدي هذه التطورات إلى تعقيد مهمة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يواجه حتى الآن صعوبةً في إرساء سلطته منذ دخل «أنصار الله» إلى العاصمة. في غضون ذلك، دعت الجامعة العربية كافة القوى السياسية في اليمن إلى الوقف الفوري والشامل للعنف واحترام السلطة الشرعية في البلاد.وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية، السفير أحمد بن حلي، للصحفيين أمس إن «الأمانة العامة للجامعة تدعو كافة التيارات والقوى السياسية اليمنية إلى العمل من أجل الوقف الفوري والشامل لكل أشكال العنف واحترام السلطة الشرعية للبلاد، ومساعدة الرئيس عبدربه منصور هادي في جهوده الرامية إلى رأب الصدع».وأعرب بن حلي عن «قلق الجامعة البالغ إزاء التطورات المؤسفة في اليمن».