حذرت باحثة ومحاضرة سعودية مهتمة بالوعي المجتمعي من تعرض طالبات (50) مدرسة أهلية للبنات منذ عام 1430هجري في جدة لخطر الموت وتكرار مأساة طالبة الابتدائية ربى الشريف التي فارقت الحياة قبل يومين متأثرة بإصابتها بنزيف في المخ جراء تعرضها لحادث دهس أثناء عبورها الشارع المقابل لمدرستها، فيما أصيبت مربية بالعمى نتيجة الحادث نفسه. وقالت الجوهرة أحمد ناصر زبيدي التي حصلت على الماجستير من جامعة الملك عبد العزيز مؤخراً وكان بحثها بعنوان (التحليل المكاني لمواقع مدارس البنات الأهلية في مدينة جدة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية): إن 29% من مجموع مدارس البنات الأهلية في جدة تقع في منطقة الخطر أو قريبة منه نتيجة ملاصقتها للطرق السريعة، وافتقادها لكثير من المعايير والضوابط التي حددتها هيئة المساحة العسكرية بالابتعاد بمسافة تزيد عن (150م) من الطرق السريعة و(75م) من الطرق المتقاطعة. وطالبت بضرورة تشديد الرقابة ووضع الاشتراطات بعد مصرع الطالبة ربى الشريف، وشددت على المسؤولين في الجهات الحكومية تفادي هذا الوضع الخطير حماية للطلاب والطالبات وتطبيق معايير السلامة الأولوية في قراراتهم المستقبلية. ورأت " زبيدي" أنه بالرغم من أهمية الطرق إلا أنها تتضمن خطورة كذلك على صغار السن وذلك عند قربها من المدارس ونظراً لما تشكله المدارس في أوقات الذروة من زحام وإرباك لحركة المرور بشكل كبير وملفت للنظر، فقد وضع المهتمون بعض المعايير التي تحمي الطلاب من الأخطار التي يمكن أن تحيط بهم، ومن تلك المعايير ما جاء في دليل أنظمة واشتراطات البناء قسم المدارس الأهلية في وزارة الشؤون البلدية والقروية . وأضافت الجوهرة أنه من الأهمية بمكان أن تبعد المدرسة عن الطرق السريعة والشوارع الرئيسية كما جاء في دليل أنظمة واشتراطات البناء قسم المدارس الأهلية في وزارة الشؤون البلدية والقروية, من أن تبعد المدرسة عن الطرق السريعة والشوارع الرئيسية بما لا يقل عن (50م) وهذه المسافة قد لا تحقق المرجو منها. وأما هيئة المساحة العسكرية فقد اشترطت أن تبعد المدارس(150م) من الطرق السريعة و(75م) عن الطرق المتقاطعة، مؤكدة أنه تبين في هذه الدراسة أن هناك عدداً من المدارس قد أنشئت بدون ضوابط أو معايير ودون اهتمام بما يترتب على ذلك من مخاطر وعواقب لا تحمد عقباها. بالرغم أن الدارسة ترى أن هذه الضوابط والمعايير تحتاج إلى إعادة نظر وتعديلات لتحقيق الفائدة المرجوة وهي الموقع الأنسب لسلامة أبنائنا الطلاب والطالبات. وشددت الباحثة السعودية على أن البعض لا يكترث بهذه الضوابط والمعايير اللازمة للمدارس الأهلية التي يشكل البعض منها خطورة كبيرة لا تحمد عقباها ناهيك عن قربها من منطقة الخطر حتى وإن كانت قد التزمت بالمعايير والضوابط، ولكن هذه المدارس تقع بالقرب من شوارع رئيسية حيوية للمدينة ممكن أن تؤثر على المدرسة وتشكل خطراً على الطالبات وحياتهن وأيضاً يمكن أن تؤثر المدرسة على تلك الشوارع في أوقات الذروة.