وقعت شركة موزيلا المطورة لمتصفح فايرفوكس، الأربعاء، اتفاقا للشراكة مع ياهو يجعل منه محرك البحث الافتراضي بدلا من غوغل. وسيصبح ياهو محرك البحث التلقائي المستخدم في متصفح "فايرفوكس" في الولاياتالمتحدة في الاجهزة المكتبية والأجهزة المحمولة، وذلك بموجب اتفاق شراكة استراتيجي بين المجموعتين. وستتعاون المجموعتان في إطار هذه الشراكة الاستراتيجية على تطوير منتجات جديدة وتوزيعها. وتؤكد "ياهو" أن هذا الاتفاق هو أكبر اتفاق شراكة أبرمته خلال السنوات الخمس الأخيرة. ولفتت مجموعة "موزيلا" من جهتها إلى أن محرك "غوغل" كان محرك البحث المعتمد تلقائيا منذ العام 2004، لكن صلاحية العقد المبرم بين الشركيتن على وشك أن تنتهي، "لذا انتهزت هذه الفرصة لإعادة النظر في الاستراتيجية ذات الصلة ومناقشة خيارات أخرى واختيار ياهو كبديل". وأوضح كريس بيرد، المدير التنفيذي ل"موتزيلا"، أن محركات بحث أخرى ستظل تقدم ضمن متصفح "فايرفوكس". وستعتمد "موتزيلا" تلقائيا محرك بحث "يانديكس سيرش" في روسيا و"بايدو" في الصين. أما بالنسبة إلى البلدان الأخرى، فسيتسنى للمستخدمين اختيار محرك البحث، إذ لم تجدد المجموعة عقدها مع "غوغل". وصرح كريس بيرد "في وسعنا القيام بخيارات مختلفة تحافظ على انفتاح الإنترنت واستقلالية الشبكة، فنحن منظمة لا تبغى الربح"، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق الجديد هو "خطوة كبيرة في هذا الاتجاه". وتتحد شركات التكنولوجيا الكبيرة لتعزيز دفاعاتها ضد التدخل الحكومي والتسلل الإلكتروني لا سيما بعد أن سنودن عن برامج المراقبة التابعة للوكالة الاميركية. وفي ذات السياق قالت شركة ياهو أنه عندما طلبت الحكومة في 2007 من ياهو كشف معلومات عن المستخدمين لخدماتها على الإنترنت "رفضنا الامتثال لما اعتبرناه غير دستوري ومراقبة غير قانونية". وذكرت وكالة بلومبرغ الإخبارية أن "ياهو" كانت الشركة الوحيدة التي رفضت الامتثال للمطالب. وقالت ياهو إنها ستبدأ في الكشف عن نحو 1500 وثيقة سرية للصراع الطويل مع الحكومة. وتريد شركات الإنترنت الأميركية جزئيا أن تكشف بقدر ما تستطيع عن الإجراءات التي تقوم بها وكالات الاستخبارات خلف الكواليس من أجل الحصول على بيانات عن المستخدمين، وذلك بسبب مخاوف حول تأثير ذلك على أعمالهم. وطلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من الكونغرس في يناير/كانون الثاني تقييد الجمع والتخزين على نطاق واسع لسجلات ملايين الاتصالات الهاتفية المحلية، بعد أن كشف إدوارد سنودن، المتعاقد السابق في وكالة الأمن الوطني عن عمليات مراقبة. وطالب كثير من شركات التكنولوجيا الأميركية بتغييرات، بعد أن تأثرت أعمالها الدولية مع قلق الحكومات الأجنبية من أنها ستجمع بيانات وتسلمها لأجهزة المخابرات الأميركية. وقالت شركة ياهو إنها ستتعاون مع شركة غوغل في إنشاء نظام بريد إلكتروني آمن بحلول العام 2015 قد يجعل من المستحيل تقريبا على المتسللين أو المسؤولين الحكوميين قراءة رسائل مستخدمين. وكانت شركات فيسبوك ومايكروسوفت وياهو وغوغل نشرت تفاصيل عن طلبات الحكومة السرية للبيانات التي يتلقونها، على أمل أن تُظهر محدودية تورطهم في جهود المراقبة المثيرة للجدل في الولاياتالمتحدة.