تحجم عيادات أسنان عن تعقيم بعض أدواتها بالطريقة السليمة نتيجة لارتفاع تكلفة التعقيم، ما يمكن أن يتسبب في نقل أمراض خطيرة ووفق ما أكده مصدر مطلع في وزارة الصحة ل"مكة" فإن أخطر الأدوات التي لا تخضع لتعقيم مناسب هي مقبض حفار الأسنان الذي يقلل تعقيمه السليم وفق المعايير العالمية في جهاز الأوتكليف من عمره الافتراضي، ليصل إلى أربعة أشهر. وأشار إلى أن الوزارة تفرض على كل عيادة أسنان أن توفر خمسة مقابض للحفار الواحد، ويتكلف المقبض الواحد نحو ألفي ريال، وهذا يعني أن يتكلف الكرسي الواحد 10 آلاف ريال كل أربعة أشهر، لتصل التكلفة السنوية الإجمالية لهذه العملية 150 ألف ريال للعيادة الواحدة التي تضم خمسة حفارات، مشيرا إلى أن بعض العيادات تكتفي بتعقيم المقابض فقط دون استبدالها كل أربعة أشهر لتوفر نحو 100 ألف ريال سنويا. وأبان أن الاكتفاء بتعقيم المقبض بالكحول لا يكفي لدرء احتمال وصول العدوى إلى داخله؛ نتيجة لدوران الهواء داخل فم المريض وما ينتج عنه من حركة للعاب والدم يمكن أن تنتقل معها العدوى إلى مرضى آخرين. وفي سياق متصل، أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لطب الأسنان الدكتور محمد العبيداء أن الأدوات غير المعقمة تعد المخالفة الأكثر خطرا في عيادات الأسنان، والتي تستدعي أن يكون لها الأولوية في المعالجة من قبل الجهات الرقابية في وزارة الصحة لما ينتج عنها من احتمالات نقل أمراض خطيرة كالإيدز وفيروس الكبد الوبائي في حال كان المريض السابق مصابا وكان لدى المريض اللاحق جرح أو قرحة في الفم. ولفت إلى أن بعض عيادات الأسنان تهمل اتباع الحد الأدنى من المعايير العالمية في تعقيم غرف عيادات الأسنان التي تعد بمثابة غرف عمليات مصغرة، مبينا أن الجولات الرقابية المفاجأة التي تنفذها الوزارة على العيادات لا تكفي لضبط جميع المخالفات؛ ما يستدعي رفع مستوى وعي مرضى الأسنان بحقوقهم في أن تكون الأسطح والأدوات والمواد المستخدمة معقمة، لتأمين أنفسهم ضد العدوى. وكانت مديرية الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية أكدت أمس ضبط 18 مخالفة في عيادات الأسنان الخاصة خلال 70 جولة تفتيشية مفاجئة، بينها 8 مخالفات كوادر غير مرخصة، و5 لأطباء يعملون في عيادات مستقلة، و3 لكوادر منتهية الترخيص، ومخالفة واحدة لاستخدام أدوات غير معقمة، وأخرى لوجود نقص في الأدوية الإسعافية.