قدر المتحدث الرسمي باسم المديرية العامة لحرس الحدود اللواء محمد الغامدي مسافة موقع سقوط قذائف الهاون الثلاث في منطقة جديدة عرعر عن الأماكن المسكونة ب500 متر، معتبرا أن سقوط القذائف لا يستهدف شيئا بعينه بقدر إحداث الإزعاج والإخلال بالأمن السعودي، بحسب تحقيق أجرته "مكة أون لاين". وأوضح المتحدث الرسمي ل»مكة» أنه تم تبليغ الجهات المختصة لمباشرة التحقيق في قضية قذائف الهاون الثلاث التي سقطت بجديدة عرعر، إذ إنها المرة الثانية التي تسقط فيها قذائف من هذا النوع وبنفس الطريقة. وأكد أن الحدود الشمالية مغلقة تماما بنظام أسلاك شائكة، «السياج الأمني» الالكتروني الذي لا يتيح لأي متسلل أو مهرب تخطيها. وأفصح عن صدور توجيهات بتعميم نظام المصدات الأمنية على كل المناطق الحدودية في المملكة، إذ إنه بدأ بالفعل وضع البنى التحتية له في الحدود الجنوبية، وهي عبارة عن أسلاك شائكة الكترونية بالغة الحساسية، بحيث ترسل إشارة إلى كاميرات المراقبة عند اقتراب أي جسم منها، وتسلط الكاميرات عليه وتباشر دورية الموقع الأمر. وأضاف أن الحدود السعودية - العراقية تمتد لأكثر من 800 كيلو متر، وهي مؤمنة بالكامل حتى قبل حدوث الواقعة، وأشار إلى أن الإجراءات لم تتغير على الحدود بعد سقوط القذائف. وكانت قوات حرس الحدود بمنطقة الحدود الشمالية رصدت أمس الأول سقوط ثلاث قذائف في جديدة عرعر دون وقوع إصابات. تجهيزات كافية ------------------ إلى ذلك، أكدت المديرية العامة لحرس الحدود أن طيران الأمن يشارك في عمليات ضبط الحدود من خلال التنسيق مع إدارة العمليات المشتركة التي تشترك فيها الأجهزة الأمنية. وأوضح المتحدث الرسمي لحرس الحدود اللواء محمد الغامدي ل»مكة»، أن لديهم أفضل ما وصلت إليه التقنية الحديثة من أجهزة مراقبة متنوعة كالكاميرات الحرارية الليلية، وهي نوعان «ثابتة ومتحركة»، وأيضا الدرابيل النهارية والليلية، والرادارات المتطورة في الزوارق البحرية، لافتا إلى أن هذه الوسائل حدت من عمليات التسلل والتهريب بشكل كبير. وقال إن السعودية مستهدفة بشبابها ومجتمعها، إذ منذ دخول شهر رمضان وحتى أمس الأول جرى ضبط أكثر من 350 كيلو من الحشيش المخدر، إضافة إلى أن هناك بعض ضعاف النفوس يسهلون مرور هؤلاء المهربين أو المتسللين، كما أن مراقبة المنافذ لا تقع على عاتق حرس الحدود وحده، فهناك جهات عدة مشتركة في مراقبة المنافذ. ضبط 350 كيلو حشيش ----------------------- وأضاف أنهم كثفوا الدوريات البرية والبحرية في شهر رمضان بدليل إحباط تهريب أكثر من 350 كيلو من الحشيش منذ دخول رمضان وحتى الساعة. وبين أن رجال حرس الحدود يقومون بواجبهم على مدار 24 ساعة، سواء في رمضان أو في بقية الشهور، وأن الذي حدث قبل أيام في الجنوب ماهو إلا محاولات من الخوارج تصدى لها رجال الأمن البواسل. وذكر أن حرس الحدود وقطاعات وزارة الداخلية كلها مترابطة مع بعض، وهناك اتصالات مستمرة واجتماعات لإعداد الخطط، مؤكدا أن حرس الحدود هو خط الدفاع الأول، ويأتي بعده دور دوريات المجاهدين ثم دور أمن الطرق والدوريات الأمنية المتواجدة داخل البلد. وعن إمكان تدعيم المنافذ الحدودية بمعدات ورجال أكثر، أوضح أن من مهام حرس الحدود حماية الحدود البرية والبحرية، أما المنافذ ففيها عدة جهات مشتركة كالجوازات والمباحث والصحة وغيرها من الجهات، والمنافذ لا تقع على عاتق حرس الحدود وحده، ولكن الوضع الآن آمن، وهناك ترتيبات مع الجهات الأمنية لتقييم الوضع الأمني في المنافذ. وإن حاول البعض المرور عبر المنافذ لأي سبب غير نظامي أو نحوه فسيجدون رجال الأمن لهم بالمرصاد في أي وقت من الأوقات حتى إن كان في رمضان ليلا أو نهارا، إذ إن دورياتهم تتناوب في كل الأوقات ومنها أوقات الصلاة والإفطار والسحور ونحوها في بقية الأوقات لعدم إيجاد ثغرة يستطيع من خلالها هؤلاء المهربون أو المتسللون المرور عبرها. الرشودي يهوى التفحيط ------------------------ كشف مصدر ل»مكة» أن الإرهابي عبدالعزيز الرشودي أحد منفذي هجوم الوديعة كان متزنا في بداية نشأته وحياته ببريدة بعيدا عن أي أفكار متطرفة، ومن هواة التفحيط والدوران ومشاهدة القنوات الرياضية الفضائية بشغف، بعيدا عن أي سلوكيات خاطئة، وقد قبض عليه مع عدة شباب في عمليات تفحيط، وقد تغيرت أفكاره فجأة دون أي مقدمات، مما جعله يخرج لمناطق الاضطرابات، واستمر فيها لسنوات، ومن ثم جرت استعادته، وأطلق سراحه بتاريخ 23 / 7 / 1433. وأضاف المصدر، أن الرشودي غادر لليمن بعد ذلك، حتى ظهر اسمه من ضمن منفذي الهجوم على منفذ الوديعة ومحافظة شرورة. سكان جديدة عرعر: الوضع مطمئن ---------------------- ذكر عدد من أهالي إسكان حرس الحدود في جديدة عرعرل»مكة» أنهم سمعوا أصوات القذائف أمس الأول، حيث سقطت القذائف على سياج الإسكان الذي يبعد عن المباني السكنية نحو 500 متر. وأشاروا إلى أنهم شاهدوا دوريات حرس الحدود في الموقع بعد سقوطها، وأبانوا أنه ليس هناك أي شيء يدعو للقلق. وقال سعود العنزي أحد سكان جديدة عرعر:»نثق في الله ثم في حرس الحدود، والوضع الأمني هنا يبعث على الاطمئنان، ورجال حرس الحدود يقومون بواجباتهم على أكمل وجه».