إن أفضل ما يمكنك فعله من أجل شركتك، هو العمل جاهداً على بناء شبكة عملاء مخلصين، وذلك من خلال استقطاب كل عميل على نحو منفصل. وبحسب تقرير مجلة "فوربس" لهذ ا الشهر، فلتحقيق ذلك، عليك أولاً التوقف عن التلاعب بالأسعار، ومحاولات تحديث التكنولوجيا المستخدمة من غير داعٍ لذلك. كذلك الكف عن السعي الدائم للحصول على إعجاب المتابعين في فيسبوك. ويجب عليك أيضاً البدء بالتواصل مع عملائك واحداً تلو الآخر، كأن تتفقد أحوالهم دائماً، وتستمع إلى اقتراحاتهم وآرائهم، وتشعرهم بأنك تهتم لأمرهم على صعيد الأعمال من ناحية، وبشكل شخصي من ناحية أخرى. فإذا فعلت ذلك، سيفضل العميل بقاءه معك، ولن يهتم بالعلامات التجارية الأخرى أو الشركات المنافسة والعاملة في المجال نفسه. علاوة على ذلك، يتطلب إنشاء شبكة من العملاء المخلصين وقتاً طويلاً نسبياً، وبالتالي أنت مضطر إلى أن تحول عملك إلى أكثر من مجرد عرض للبضائع، فضلاً عن تأسيس علاقات شخصية مع العملاء. لكن يكمن الخطر الأكبر على الأعمال اليوم، في إدراك العملاء بأن البضاعة التي تعرضها عليهم، يمكن استبدالها أو تبادلها. وسيشكل هذا الخطر هاجساً مقلقاً لك، إذ لا يهم مدى نجاح شركتك ونوعية المزايا التي تقدمها، حين يتراجع نمط عملك بسبب ذلك. وسيحدث هذا الأمر في وقت أقرب مما تعتقد في ظل المتغيرات المتسارعة من حولنا. لذلك، يمكنك التخلص من هذا الخطر المحتمل، بتوثيق علاقات إنسانية طويلة الأمد، ومبنية على أساس قوي من الإخلاص والمصداقية مع العملاء. وعلى هذا النحو تضمن استمرارك في السوق بعائدات ضخمة. في الواقع، يمكننا القول، إن أي شركة مهما كان حجمها صغيراً، يمكنها تحقيق الاستقرار والثروة من خلال إخلاص العملاء وحده. وهذا يجعل الأعمال تنمو بشكل أسرع عندما يكون وضع السوق جيداً. كما يتيح لها مجالاً أكبر للمناورة عندما يكون وضع السوق سيئاً، مما يحدث فارقاً ملموساً على صعيد النتائج. ولا تقتصر الفائدة من إخلاص العملاء على الأمور المالية وحسب، فأثناء سعيك لتحقيق ذلك، ستشعر بالفخر بسبب قدرتك على بناء علاقات إيجابية في عملك، وفي حياتك الخاصة أيضاً.