تعهد بالحضور في أي وقت، يوقع عليه أولياء أمور مجندات حرس الحدود قبل استلامهن العمل، فخصوصية المجتمع السعودي انعكست على خصوصية عملهن، فلهن واجب يؤدينه بكل سرية وحزم، بعيدا عن صخب الحياة اليومية والأضواء، واليكم التحقيق التالي من صحيفة "مكة" أمس: أوجبت الشروط أن تتوفر في طالبة التعيين لحرس الحدود، لخصوصية عملهن ، ومنها بحسب المتحدث الرسمي باسم حرس الحدود العميد محمد الغامدي أن لا يقل عمرها عن ثلاثين عاما، كما أن عليهن التعهد بالقيام بالأعمال الموكلة لهن على أكمل وجه، سواء كان تفتيش نساء أو مرافقة سجينات أو مريضات دون تحديد للوقت. غير أن مستقبلهن الوظيفي بحسب العقيد الغامدي لا يتعدى الترقية «وكيل رقيب»، قائلا: «يكون التعيين على رتبة جندي وحتى رتبة وكيل رقيب أعلى مستوى تصل إليه، وبحسب المؤهل الدراسي، كما أن منسوبات حرس الحدود يعفين من التدريب والتأهيل العسكري». ويضيف كما تعفى المجندات من اختبارات الترقية ومن الدورات الحتمية، ومقابل ذلك تضاف سنة خدمة في كل رتبة مقابل الإعفاء، كما يعفين من إرفاق الصورة الشمسية من ضمن المسوغات، وفيما تعطى الأفضلية لمن كان زوجها أو محرمها يعمل في حرس الحدود ليمكنه مرافقتها، خصوصا وأن عمل حرس الحدود طابعه خارج المدن. تخضع المجندة لجميع ما ينطبق بحق الأفراد من حيث الالتزام بأداء الواجب والمحظورات وخضوعها لفترة الاختبار، وتتقاضى المجندة جميع المميزات والعلاوات المالية التي يحصل عليها من يشغل مثل رتبتها من الذكور، وأن تكون لائقة صحيا. نزيهة نجمان الأحمدي جندي أول بحرس الحدود، كان وجود زوجها في الحرس دافع لها لأن تلتحق بذات المجال، فهي لم تجد أي إشكالية من المجتمع المحيط بها، غير أنها ترى أن من الأشياء التي أهلتها لتكون مجندة هي قوة الشخصية والدقة والحرص الأمني، مشيرة إلى أنها تشعر بالفخر أمام أبنائها كونها تعمل في مجال يتعلق بحماية أمن الوطن. وعن أطرف المواقف التي تعرضت لها تقول: سألتني مسافرة عن شيء، فانتظرتها حتى تنتهي لأجيبها، إلا أنها من باب العجلة ظنت أني لا أتكلم العربية، وقالت لمرافقتها «هذي لا تعرف تتكلم عربي، خلينا نروح للمفتشة الثانية يمكن تعرف». وتداخلت زميلتها الجندي بديعة المطيري التي التحقت بالعمل في الحرس من خلال إعلان في الصحيفة، قائلة: «كان بحوزة مسافرة مبلغ من المال قدره مليونا جنيه سوداني، وجعلتها تنتظر حتى استفسر عن المبلغ بالريال السعودي، فأوضحت لي أنه لا يساوي ألف ريال، وأنها لو عندها مبلغ وقدره لسافرت بالطائرة». حال نزيهة وبديعة لا يختلف عن 95 مجندة سعودية، فبحسب العميد الغامدي فإن حرس الحدود حرصا منه على اتباع آداب ديننا الحنيف في الاهتمام بخصوصية المرأة والحفاظ عليها، ولوجود قضايا حدودية يكون ضمن أطرافها نساء، تم توظيف عدد من المفتشات في العديد من المناطق الحدودية بلغ عددهن حتى وقتنا الحاضر 95 موظفة، يتم الاستعانة بهن في تلك القضايا، الأمر الذي تطلب إعداد خطة تدريبية لتأهيلهن لأداء مهامهن بكفاءة وفاعلية، حيث تم عقد ورش عمل وعدد من الدورات التدريبية لهن، وجار استكمال تنفيذ باقي الخطة. وأضاف: «ونظرا لعدم توفر معاهد أو مراكز تدريب عسكرية لهذه الفئة فإنها تعفى من التدريب والتأهيل العسكري، ولكن هناك تعليمات وأنظمة ولوائح يتم الاطلاع عليها توضح المهام المناطة بها، بالإضافة إلى إمكانية تدريبهن في جهات تدريبية مناسبة سواء حكومية أو أهلية بحسب الحاجة». ويتمثل دور المرأة في حرس الحدود في المفتشات اللواتي يشاركن زملاءهن في العمل بالموانئ البحرية والقطاعات والمراكز الحدودية من خلال تفتيش النساء اللاتي يصلن للمملكة عن طريق الموانئ، إضافة لتفتيش النساء اللاتي يقبض عليهن في حالات التهريب والتسلل، وكذلك دور المفتشات في مرافقة الرحلات الجوية لمراكز ومهابط الربع الخالي. الجندي أول إشراق سالم علوي، تعتبر أن نظرة أبنائها أكبر حافز لها في العمل وتقول: «أبنائي فرحون بعملي، وزوجي أكبر داعم لي في عملي». في حين لا يزال بكاء مسافرة بسبب خوفها من صوت جهاز التفتيش عالقا في ذهن مريم ناصر الحربي وهي برتبة جندي أول، وتقول: «أصدر جهاز التفتيش صوتا عندما كنت افتش إحدى المسافرات فأجهشت في البكاء خوفا من الصوت»، مشيرة إلى أن على أي مجندة في حرس الحدود أن تتمتع بالدقة وسرعة البديهة. ويبدو أن فخر الأبناء شيء تشترك فيه كثير من مجندات حرس الحدود، فبحسب العريف سلوى جمعة الأنباوي، فإن أبناءها يشعرون بالفخر من طبيعة عملها، في حين كان وجود أخيها في ذات المجال أكبر دافع لها للالتحاق بصفوف حرس الحدود، مؤكدة أن عملها لم يؤثر على حياتها الأسرية أو نظرة المجتمع لها. في الوقت الذي يشير العميد محمد الغامدي إلى أنه يفضل أن يكون للموظفة محرم حيث إنها تعمل بعيدا عن النطاق العمراني ولذا كان للمحرم أهمية في إيصالها لمواقع حرس الحدود حفاظا عليها مما قد تتعرض له من أعطال في وسائل المواصلات على سبيل المثال. مهام مجندات حرس الحدود ------------------------- 1 - تقوم المفتشة بعملية التفتيش على النساء، والتأكد من هوياتهن، وعدم حملهن أو إخفائهن لأي محتويات أو مهربات، وإعداد التقرير اللازم بذلك. تشارك مع لجان التفتيش. 2 - تشارك في أي حالات أخرى تختص بالنواحي الأمنية. 3 - تقوم بمرافقة السجينات أو المريضات وفي أي وقت من الأوقات.