شن الدكتور محمد بن يحيى بن حسن النجيمي الأستاذ بكلية الملك فهد الأمنية والمعهد العالي للقضاء وعضو مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا وعضو الملتقى الإسلامي للعلماء والمفكرين في العالم الإسلامي هجوما عنيفا على الكاتب محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ ووصفه بأنه منهزم نفسيا ,ودافع د. النجيمي عن الدكتور زغلول النجار وحديثه عن الاعجاز العلمي في القرآن الكريم , وقال النجيمي : قرأت في صحيفة (الجزيرة) مقالاً لمحمد بن عبداللطيف بن إبراهيم آل الشيخ بعنوان: ((خراط (زغلول) باشا))، ملخص المقال أن الصحويين ومنهم الأستاذ زغلول النجار هم الذين اخترعوا الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وقال إن كل ما يتعلق بالإعجاز العلمي في القرآن كله غير صحيح لأن القضايا التي تعتمد على الرصد والمشاهدة قضايا احتمالية، وهاجم بشدة الدكتور النجار، وقال إنه يعيش كالطحلب على اختراعات الغربيين. واضاف النجيمي قائلا: لقد نصبت نفسك يا ابن الشيخ عالماً في كل شيء مثل ما يقول إخواننا المصريون يا بتاع كله، مثلما فعلت حين هاجمت الطبيبة التي قالت إن بول الإبل يشفي من بعض الأمراض، ونسيت أو تناسيت وفد العرنيين الذين جاؤوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة فمرضوا فأمرهم أن يشربوا ألبان الإبل وأبوالها فشفوا، إلا أنك منهزم نفسياً أمام التقدم والحضارة الغربية، والهزيمة النفسية أشد وأنكى من الهزيمة العسكرية والثقافية، لأن المنهزم ثقافياً أو عسكرياً يعلم أنه منهزم فيحاول أن يصلح حاله، أما المنهزم نفسياً كأمثالك فيعتقد بأنه مصيب فيبقى على هزيمته ويرسخها. الإعجاز العلمي من القرآن الكريم لا يخلو من حالتين إما أن يكون الاختراع العلمي قد وصل إلى درجة اليقين، فهذه حقيقة علمية لا تتعارض مع القرآن أصلاً، وإما أن تكون نظرية فهذه تبقى كذلك، ومن أدخلها في الإعجاز العلمي فقد أخطأ وجانب الصواب كما فعل طنطاوي جوهري في كتابه الجواهر في تفسير القرآن الكريم، وقد أنكر عليه العلماء هذا الأسلوب ومنهم العلامة الأستاذ الدكتور محمد حسين الذهبي في كتابه (التفسير والمفسرون)، وأنكر على الذين يبالغون في الإعجاز العلمي، وختم كلامه قائلاً: (وحسبهم أن لا يكون في القرآن نصٌّ صريح يصادم حقيقة علمية ثابتة، وحسب القرآن أنه يمكن التوفيق بينه وبين ما جدّ ويجدّ من نظريات وقوانين علمية، تقوم على أساس من الحق، وتستند إلى أصل من الصحة. أما قولك بأنه يعيش كالطحلب على اختراعات الغربيين، فإذا كان طحلباً كما تقول فلِمَ أعطوه أرفع الجوائز ودرس في أعرق الجامعات الغربية؟.. فهل أنت يا ابن الشيخ أعلم من الغربيين بمصالحهم؟.. أجزم بأنك لست كذلك، ولكن انهزاميتك على كل ما له علاقة بمجد المسلمين ومحاولتهم أن يتعلموا ويتثقفوا من الآخرين قد دفعك إلى هذا الكلام. ولقد شهد الغربيون على عظمة المجد العلمي والحضاري الذي أحرزه المسلمون في فترات طويلة من التاريخ. يقول (شريستي) في حديثه عن الفن الإسلامي: (ظلت أوروبا نحو ألف سنة تنظر إلى الفن الإسلامي كأنه أعجوبة من الأعاجيب). ويقول (دوزي) المستشرق الهولندي: (إن في كل الأندلس لم يكن يوجد رجل أمي بينما لم يكن يعرف القراءة والكتابة في أوروبا معرفة أولية إلا الطبقة العليا من القسس. ويقول (لين بول) في كتابه (العرب وإسبانيا): فكانت أوروبا الأمية تزخر بالجهل والحرمان بينما كانت الأندلس تحمل إمامة العلم وراية الثقافة). ويقول (بر يفولت) في كتابه (تكوين الإنسانية): (العلم هو أعظم ما قدمت الحضارة العربية إلى العالم الحديث، ومع أنه لا توجد ناحية واحدة من نواحي النمو الأوروبي إلا ويلحظ فيها أثر الثقافة الإسلامية النافذ، إلا أن أعظم أثر وأخطره هو ذلك الذي أوجد القوة التي تؤلف العامل البارز الدائمة في العالم الحديث، والمصدر الأعلى لانتصاره أعني العلم الطبيعي والروح العلمية.. وهذه الحقائق مؤداها أن الإسلام دين بناء حضاري). إذن كان الغربيون طحالب عند المسلمين في فترة من الفترات، فليس عيباً يا هذا أن تستفيد الأمم من بعضها في العلوم، ولكن العيب هو الهزيمة النفسية يا مثقف. وواضاف د. النجيمي قائلا: أما فتوى الشيخ ابن عثيمين فنحن معها وقد احتججت بها في غير موضعها فهي تتحدث عن أولئك الذين يبالغون في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وكان الأولى أن يكون حديثك في هذا الجانب، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه.