وصف مسؤول سعودي اتهامات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للمملكة العربية السعودية على فرانس 24 برعاية الإرهاب في بلاده هي تصريحات "عدوانية وغير مسؤولة"، وذلك بحسب ما نشرته "فرانس 24" أمس الاثنين، مشيرا إلى أن هدفها التغطية على "اخفاقات" المالكي في الداخل. وأضاف المصدر أن "السعودية تعبر عن استهجانها واستغرابها للتصريحات العدوانية وغير المسؤولة الصادرة عن رئيس الوزراء العراقي، واتهم فيها المملكة جزافا وافتراء بدعم الإرهاب في العراق". ونقلت "فرانس 24" عن المصدر السعودي إن "الغاية من التصريحات محاولة قلب الحقائق وإلقاء اللوم على الآخرين لتغطية إخفاقات رئيس الحكومة العراقية في الداخل". ورأى أن "الاخفاقات وضعت العراق تحت خدمة أطراف إقليمية أسهمت في إذكاء نار الفتنة الطائفية بشكل لم يعهده العراق في تاريخه" في إشارة الى ايران. وتابع إن سياسات المالكي "تعرض العراق لمخاطر تهدد وحدته الوطنية والترابية". وأضاف أن "نوري المالكي يعلم جيدا قبل غيره موقف المملكة الواضح والقاطع ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره وأيا كان مصدره". وختم مؤكدا أنه "كان حرياً" بالمالكي أن يتخذ السياسات "الكفيلة بوضع حد لحالة الفوضى والعنف التي يغرق فيها العراق على صعيد يومي، وبمباركة ودعم واضح للنهج الطائفي والإقصائي لحكومته ضد مكونات الشعب". وأفادت "فرانس 24" أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي -في حوار حصري مع الشبكة- كان قد اتهم السعودية وقطر بالوقوف وراء الأزمة التي تمر بها بلاده، وقال المالكي "يهاجمون العراق عبر سوريا وبشكل مباشر بل هم أعلنوا الحرب على العراق كما أعلنوها على سوريا، ومع الأسف الخلفيات طائفية وسياسية". وأضاف "أزمة العراق الطائفية والإرهابية والأمنية مسؤولة عنها هاتان الدولتان بالدرجة الأولى". واتهم رئيس الوزراء العراقي بحفز ودعم المنظمات الإرهابية وبينها القاعدة و"دعمها سياسيا وإعلاميا وماليا"، ووصف هذا الدعم بال"غير محدود"". وتابع المالكي أن هاتين الدولتين الخليجيتين تدعمان الإرهاب أيضا بإيواء "زعماء الإرهاب والقاعدة الطائفيين والتكفيريين، وتجندان الجهاديين هؤلاء الذين يأتون من دول أوروبية كالذين جاؤوا من بلجيكا وفرنسا ودول أخرى". وأضاف "من الذي جاء بهم؟ جاءت بهم لجان مشكلة من السعودية لكسب هؤلاء الجهاديين للقتال في العراق، وفي الوقت الذي أصدرت فيه السعودية قرارا "يمنع السعوديين من القتال في الخارج" فإنهم "يذهبون إلى تجنيد ناس من المغرب العربي ودول أخرى". ونفى المالكي نيته بالتحرك ضد قطر أو السعودية فقال "لا نريد أن نوسع من دائرة المواجهة إنما نقول لهم بضرورة الوعي بأن دعمهم للإرهاب سيعود عليهم لأن تركبيتهم الاجتماعية أيضا قابلة أن تجتمع فيها نار وطائفية". وتابع "نستطيع أن نتخذ مواقف مقابلة لكننا لا نريد ذلك، وإلى الآن لم نتخذ أي إجراء مضاد".