قالت مصادر بالمعارضة السورية يوم أمس الأحد إن كتلة كبيرة تدعمها قطر كانت قد انسحبت من الائتلاف الوطني السوري المعارض عدلت عن قرارها وتريد العودة للائتلاف وهو ما يمهد الساحة لمواجهة مع رئيس الائتلاف المدعوم من السعودية، وذلك طبقا لما نشرته وكالة أنباء "رويترز" أمس، والتفاصيل في ما يلي: كان هؤلاء الأعضاء وعددهم 40 عضوا انسحبوا من الائتلاف الذي يضم 120 عضوا قبل بدء محادثات السلام السورية في جنيف في يناير كانون الثاني. وقالوا إنهم يعودون للتصدي لما يعتبرونه إقصاء غير عادل من عملية صنع القرار. وأدت الانقسامات داخل صفوف الائتلاف المعارض إلى تقويض جهود قوى المعارضة في مواجهتها مع القوات الموالية للرئيس بشار الأسد وجاءت أيضا في مصلحة الجماعات المسلحة الاكثر تشددا التي تضم بين صفوفها بعض الأجانب. وتوقفت المحادثات التي رعتها الولاياتالمتحدة وروسيا في جنيف بهدف انهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاثة أعوام بعد جولتين لم يتمكن خلالهما ممثلو الائتلاف وحكومة الأسد من احراز تقدم في القضايا السياسية الجوهرية. ويعكس التشاحن داخل الائتلاف الوطني السوري التنافس الاقليمي الاوسع نطاقا بين قطر من جهة والسعودية وحلفائها من جهة اخرى حيث تدعم كل جهة الوية مختلفة ومتنافسة من المعارضة المسلحة. وتصاعدت حدة التوتر الاسبوع الماضي عندما سحبت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين سفرائها من قطر في خلاف علني لم يسبق له مثيل بين دول الخليج العربية التي اختلفت فيما بينها بشأن دور الإسلاميين في منطقة تسودها الاضطرابات. وكان رياض حجاب رئيس الوزراء السوري الاسبق ومرشح قطر لرئاسة الائتلاف الوطني خسر بفارق ضئيل في يناير كانون الثاني أمام أحمد الجربا الذي يحظى بدعم السعودية. ويسعى الجربا للفوز مجددا برئاسة الائتلاف في يوليو تموز وقالت مصادر الائتلاف إن قرار الكتلة الانضمام مجددا للمعارضة يهدف على ما يبدو إلى الحد من صلاحياته. وأوضح المنسحبون في بيان انهم اتخذوا هذا القرار نتيجة "الظروف والمتغيرات الخطيرة التي تمر بها الثورة السورية" في إشارة على ما يبدو إلى الانقسامات بين جماعات المعارضة المختلفة التي تقاتل الأسد. وقالت الكتلة إنها تتوقع فشل محادثات جنيف وانتقدت قرار الجربا إقصاء اللواء سليم أدريس وهو أحد قادة الجيش السوري الحر وقالت مصادر بالمعارضة انه فتح قنوات اتصال مع قطر. وامتنع المتحدث باسم الائتلاف منذر اقبيق عن التعليق على قرار الاعضاء الاربعين العودة إلى الائتلاف. وقال هيثم المالح داعية حقوق الإنسان المخضرم الذي يرأس اللجنة القانونية بالائتلاف إن من حق المنسحبين حضور الاجتماع القادم للائتلاف بكامل اعضائه والذي تأجل ولكن قد يعقد خلال بضعة اسابيع في القاهرة. وعبر المالح عن أمله في أن يشاركوا في الاجتماع القادم. وقال انه في خضم ثورة والعمل على منع وقوع سوريا في كارثة ليس هذا وقت التنافس على المناصب. لكن مسؤولا بالائتلاف طلب عدم نشر اسمه حذر من ان عودة الكتلة يمكن ان تؤجج التوترات من جديد. وقال المسؤول "من المتوقع الآن ان يغير الجربا تشكيلة أعضاء الجيش السوري الحر لصالحه وأن يعزز سيطرته على الائتلاف. عاد الأربعون ليحاولوا منع اعادة انتخابه حين يحل الموعد في الرابع من يوليو." وأضاف مصدر معارض مؤيد للجربا "أعتقد ان الجربا سيرتكب خطأ اذا سمح للاربعين بمعاودة الانضمام. حلفاؤه يحثونه على عدم السماح بعودتهم." ومن بين الاعضاء الأكثر تأثيرا ضمن كتلة الأربعين مصطفى الصباغ وهو رجل اعمال يعتبر رجل قطر في الائتلاف وحجاب وهو أكبر شخصية تنشق عن حكومة الاسد منذ بدء الانتفاضة.