ان كنت تخش الإصابة بالسكري، فإنه يجدر بك أن تتناول اللبن. هذا ما خلصت إليه دراسة حديثة من جامعة كامبردج، إذ وجدت أن نسبة الإصابة بمرض السكري عند المشاركين ممن تناولوا اللبن 4 مرات على الأقل أسبوعيا، قد انخفضت كثيرا مقارنة بغيرهم، وذلك وفقا لتقرير مجلة فوربس"، واليكم التفاصيل: استنادا إلى البيانات المستخلصة من دراسة طويلة الأمد ، حول طبيعة الغذاء والمستوى الصحي عند 30 ألف شخص، قارن الباحثون بين النظام الغذائي لدى 753 مشاركا أصيبوا بمرض السكري "من النوع الثاني" خلال فترة 11 عاما، والنظام الغذائي عند 3500 شخص اختيروا عشوائيا من العينة ذاتها، وظلوا بصحة جيدة. وقد بحثت الدراسة، التي صدرت مؤخرا في مجلة الجمعية الأوروبية لبحوث السكري (ديابتولوجيا- Diabetologia)، في استهلاك المشاركين لمنتجات الألبان، بالإضافة إلى أطعمة معينة. وكما هو الحال في الدراسات المشابهة جميعها، فقد نبهت كبيرة الباحثين الدكتورة نيتا فوروهي، المدير العام لعلم الأوبئة في مجلس البحوث الطبية في جامعة كامبردج، إلى أن وثائق الدراسة تشير إلى وجود رابط فقط، ولا تثبت وجود مسببات أو تأثيرات أخرى. وعلى الرغم من ذلك، أكدت الدكتورة فوروهي على أهمية الفوائد الصحية لما يحتويه اللبن من عناصر: كالكالسيوم والمغنيسيوم و"فيتامين د" والأحماض الدهنية. كما أن عملية التخمر التي تحول الحليب إلى لبن تنتج بكتيريا نافعة للجسم، ونوعا معينا من "فيتامين ك" المفيد أيضا. وفيما عجزت فوروهي وفريقها عن تحديد آلية واضحة لطبيعة التأثيرات الوقائية للبن، إلا أنه من المحتمل أن يكون للبكتيريا النافعة في هذا السياق دور مهم. فقد أشارت بحوث حديثة إلى دور البكتيريا المعوية في الشعور بالحرقة، وبالتالي زيادة أو تقليل خطر أمراض عديدة مثل: سرطان القولون وداء كرون، إلى جانب السكري. وفي السنوات القليلة الماضية، أفادت الدراسات أيضا بأن تناول اللبن الخالي أو قليل الدسم، يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن وتعزيز المناعة. لكن، كم هي الكمية المطلوبة لتحقيق ذلك؟ على المرء تناول 4 إلى 5 أنصاف الكوب أسبوعيا. ووفقا للدراسة فإن الفائدة الوقائية كانت من نصيب أولئك الذين تناولوا 4.5 أكواب (سعة 125 غرام) من اللبن أسبوعيا. كما لم تجد فوروهي وفريقها أي صلة تربط بين خطر الإصابة بالسكري، وتناول الحليب أو الجبنة العادية. لكن عندما تعلق البحث بفئة منتجات الألبان المتخمرة وقليلة الدسم، التي تشمل: جبنة الحلوم والجبن القشدي بالإضافة إلى اللبن، انخفض خطر السكري بنسبة 24%. وعندما عزل الباحثون اللبن قليل الدسم عن الأنواع الأخرى، انخفض الخطر بنسبة أكبر بلغت 28%. لكن ينبغي الانتباه إلى مقدار السكر في العديد من منتجات الألبان التي تباع في المتاجر؛ فاللبن ذو النكهات المتنوعة يمكن أن يحوي على نحو 27 غرام من السكر (ما يعادل 2 ملعقة كبيرة)، وحينما تضاف إليه مكونات أخرى مثل: طبقة الزينة العلوية، فإن كمية السكر تزيد حتما. لقد أثمر الالتفات إلى فوائد اللبن الصحية ثمارا جيدة في السوق الأمريكية مثلا، إذ تشير الإحصاءات الجديدة من مؤسسة (منتل- Mintel ) إلى أن مبيعات اللبن وملحقاته ازدادت بنسبة 40% منذ عام 2008. ومن المتوقع أن تصل إلى 9 مليار دولار بحلول عام 2017، بزيادة مقدارها بين 5 إلى 7% سنويا. كما أعلنت شركة الألبان اليونانية الرائدة (تشوباني- Chobani) عن قفزة في المبيعات بمقدار 21.3% في عام 2013، فيما يسلط خبراء الصناعة أنظارهم على الشركة الفرنسية (دانون- Danone)، التي تتقدم بقوة في السوق الأمريكية، محققة نموا في الحصة السوقية من 18 إلى 29% في العام الماضي. كما أن مبيعات اللبن المثلج تنمو بوتيرة أسرع، إذ ازدادت بنسبة 74%، ووصلت قيمتها إلى 486 مليون دولار في عام 2013، في حين لم تشهد مبيعات الحليب المثلج أي زيادة تذكر عموما.