يقبع الشاعر والفنان التشكيلي الفلسطيني أشرف فياض خلف القضبان للأسبوع الثاني موقوفاً في هيئة التحقيق والادعاء العام فرع أبها في المملكة العربية السعودية دون أسباب قضائية واضحة سوى أنه متهم بالتعدّي على الذات الإلهية وحمل أفكار منحرفة لا تتناسب مع المجتمع السعودي بسبب تأويل أحد القراء لبعض العبارات الشعرية التي جاءت في مجموعته "التعليمات بالداخل" الصادرة عن دار الفارابي سنة 2008. جاء ذلك بحسب تقرير نشرته "العرب" اللندنية أمس الخميس، وفي ما يلي نص التقرير: قضية أشرف فياض ليست وليدة اليوم، وإنما فتحت ملفاتها قبل خمسة أشهر حين تقدّم أحد المواطنين بدعوى لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تفيد بأن فياض يحمل أفكاراً ضالة مضللّة. وما كان من الهيئة إلا أن أسرعت في القبض عليه والتحقيق معه وإطلاق سراحه بكفالة. الآن، تعود قضيته من جديد دون تحديد لأي معالم فضائية يمكن الاتّكاء عليها، حيث منع – حسب مصادر مقربة من فياض- من الزيارة ومن توكيل محامٍ يقوم بالدفاع عنه إزاء الاتهامات التي تجاوزت الخمس عشرة قضية – حسب المصدر نفسه - سيوجهها له الادّعاء العام في المحكمة بدءاً من التجديف على الذات الإلهية وانتهاءً بتطويل شعره. ويبدو أن قضية فياض أشعلت المشهد الثقافي السعودي منذ أن تمّ استدعاؤه قبل خمسة أشهر، حيث كتب الشاعر محمد زايد الألمي في صفحته بتويتر موجهاً سؤاله للرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد اللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ "أشرف فياض بعد عدة أشهر يبعثون قضيّته من جديد ويوقفونه اليوم، يا معالي الرئيس العام اسأل هيئة أبها لماذا؟ ودافع عنهم إن استطعت" ومن جهتها عبّرت الشاعرة حليمة مظفر عن توقيفه قائلة "هل شققتم عمّا في قلبه؟ أمر مؤسف ومحزن أن يساء للدين العظيم بهكذا تصرفات.. اتقوا الله في خلقه". الأمر نفسه قاله الشاعر محمد خضر بطريقته "أشرف فياض شاعر وفنان رائع وما يحدث بحقه الآن مؤسف وحزين". أما القاص حسين الجفال فذهب في عتابه إلى أبعد من ذلك حين عاب الصمت الإعلامي الكبير الذي أحاط بقضية فياض قائلاً "أشرف فياض، فنانٌ تشكيلي وشاعرٌ جميل، يُحرم من التنفس والحرية، ويُسأل عن عنوان ديوانه وما يعنيه، مر أسبوعان والجرائد والأقسام الثقافية وكتاب الأعمدة والزوايا لم يحركوا ساكنا، مُغيّباً في السجن، هذا الفلسطيني الذي سرقت بلاده (فلسطينالمحتلة) ها هو بين قضبان تسرق حريته" وأضاف الجفال متهكماً بألم "هل عليه أن يجعل العنوان مشفوعاً بتعريف من خمس صفحات مثلاً؟ !ثمّ من هي الجهة المسؤولة في مثل هذه الحالة: الهيئة أم وزارة الإعلام؟". يذكر أنّ الشاعر أشرف فيّاض، الذي توجّه إليه تهمة التحرّش بالذات الإلهية، كان قد مثّل السعودية في بينالي فينيسيا، بوصفه الأمين المساعد للجناح السعودي بالمعرض الذي حمل اسم "ريزوما" (أي جيل في الانتظار). كما أنّ معرضه التشكيلي الأخير تمّ افتتاحه من قبل جهات رسمية بالمملكة. وقد تساءلت الكاتبة خلود صالح الفهد في موقعها على تويتر قائلة: "كيف عرفوا أنه ملحد؟ هل وجدوه في خلوة مع عقله؟ أو مع قلبه؟ أو في خلوة مع الشيطان؟". وقد تتالت ردود أفعال المثقّفين العرب المتضامنة مع الشاعر أشرف فياض على مواقع التواصل الاجتماعي، وضمّت أسماء أدبية معروفة على غرار صلاح فائق ونوري الجراح وسامر خير وأشرف أبو اليزيد وأحمد الملا وشرف الدين ماجدولين وعمار ديوب ومحمود الريماوي وصالح حبيب وحنا ورد وباسم فرات وعمر شبانة وزاهر الغافري وجبران سعد وحسين الموزاني وزهير أبو شايب، وآخرين...