رغم ما واكب حادثة تعنيف طالب بمحافظة صبيا من ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي، نجحت "الوطن" بعد بحث مضن من العثور على مدرسة الفيصل الابتدائية بالهيجة بمحافظة صبيا التي شهدت فصول القصة، وذلك بعد استعانتها بأهالي القرية للعثور على مقر المدرسة، وكانت أول المفاجآت لفريق "الوطن" هي عدم وجود لوحة تعريفية خارجية للمدرسة أما الثانية فكانت منع مدير المدرسة "الوطن" من الدخول مشترطا الحصول على خطاب رسمي من إدارة التربية والتعليم بصبيا أولاً. كان ذلك جزءا من تحقيق نشرته "الوطن" اليوم على موقعها. تحقيق ------- وقالت الصحيفة أن مدير التربية والتعليم بمحافظة صبيا أحمد بن علي ربيع أكد أنه وجه بسرعة التحقيق مع معلم مدرسة الهيجة الابتدائية الذي قام بتصوير أحد طلابه موضحاً أن إدارته لن ترضى بمثل هذه التصرفات غير المسؤولة، مشدداً على معاقبة المعلم على تصرفه وفق ما تراه لجنة التحقيق التي تم تشكيلها أمس برئاسة المساعد للشؤون التعليمية وباشرت المدرسة للتحقيق، وستتم موافاة وسائل الإعلام بالنتائج. وأشار ربيع باعتزاز إدارته بمعلميها ومعلماتها وتذكرهم بعظم رسالتهم التربوية النبيلة التي تقتضي تعاملا تربويا إنسانيا رفيعا مع جميع الطلاب والطالبات والبعد عن كل تصرف أو تعامل لا يليق بالمعلم ورسالة. "الوطن" زارت الطفل اليتيم المعنف محمد النجعي الذي فقد والده قبل نحو عامين في قرية المقبص فكان أول المرحبين بفريقها وعبر عن سعادته بالزيارة، وعند سؤاله عن سبب تغيبه عن المدرسة خلال اليومين الماضيين أجاب بالصمت وبدت عليه مشاعر الخجل إلا أنه قاطع ذلك الصمت بقوله "أنا أحب المدرسة وسأعود لزملائي بها قريبا. مفاجأة مزعجة ----------------- كما التقت "الوطن" في منزل الطفل شقيقه الأكبر أمان النجعي وهو معلم بإحدى مدارس تعليم صبيا، موضحا أنه فوجئ أمس باستلام مقطع الفيديو عبر "واتس أب" من أحد أصدقائه الذي أظهر شقيقه الأصغر محمد في ذلك المشهد غير الإنساني، مضيفا أن ذلك أثار مشاعره وأصابه بصدمة كبير ليتصل بأحد معلمي المدرسة لسؤاله عما حدث فبين له عدم علمه بالمقطع المتداول. وأشار النجعي إلى أنه اجتهد في منع انتشار المقطع لتأكده من تأثيره السلبي على نفسية شقيقه، وقد تسبب له في إحباط بالفعل وردة فعل نفسية أدت إلى رغبته في عدم الذهاب إلى المدرسة مما سيؤثر على مستواه الدراسي. وقالت "الوطن" أن النجعي أكد أنه توجه أمس لمدير تعليم صبيا وتقدم بشكوى ضد ذلك المعلم طالب فيها بالتحقيق معه ومحاسبته حسب الأنظمة كون ذلك التصرف لا يقوم به تربوي واع - حسب قوله -. وبين النجعي أن المعلم الذي صور أخاه أبدى اعتذاره واعترف بخطئه محتجا بأنه كان يهدف إلى معالجة مشكلة مع الطالب لكنه أخطأ في اختيار الأسلوب. بيئة تعليمية ------------- وقال فارس خليل أحد أهالي قرية الهيجة: إن الكثير من الطلاب تأثروا من تداول ذلك المقطع المؤلم لأحد زملائهم مما جعلهم يتغيبون عن المدرسة خلال اليومين الماضيين. وبين خليل أن مدرسة القرية مهملة إلى حد كبير من حيث مبناها المستأجر وغياب البيئة التعليمية عنها أسوة ببقية المدارس في القرى الأخرى، ودعا إدارة تعليم صبيا لضرورة الوقوف على الوضع ومعالجة جوانب القصور في المدرسة بهدف توفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب. صدمة نفسية --------------- وأضافت "الوطن": بين استشاري الطب النفسي ومدير مركز أبحاث المؤثرات العقلية بجامعة جازان الدكتور رشاد السنوسي ل"الوطن" أمس، أنه لابد من معرفة الدافع الذي جعل المعلم يتصرف هذا التصرف العجيب متسائلا هل هو بدافع الجهل أم الانتقام من موقف سابق أو غضب، وتساءل السنوسي هل يظن ذلك المعلم أن ذلك الأسلوب تربوي؟ وهل فكر في أن سلوكه ذلك هو نوع من التشهير والفضيحة للطالب بما يتضمنه ذلك من ألم نفسي له. وأوضح السنوسي أن الطلاب لهم مشاعر ويجب احترامها وتقديرها لنشعرهم بقيمتهم، مضيفا أن الشعور بالإهانة سيؤثر على نفسية الطفل وسيشعره بنوع من الغيظ تجاه المعلم وربما يتبنى موقفا ضد التعليم كله، وطالب السنوسي كل التربويين وزملاء الطالب بالوقوف معه في هذه الفترة وتعزيز ثقته بنفسه وبقدراته ليتجاوز التبعات والأثر النفسي لذلك الموقف.