تعهد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله بمواصلة القتال في سوريا إلى جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد، وطالب بعدم تحويل النزاع في سوريا إلى صراع طائفي، مؤكدا أن استهداف الحزب بسبب مواقفه بسوريا سيزيده قناعة بتلك المواقف. وقال نصر الله في كلمة وجهها عبر التلفزيون بمناسبة يوم الجريح المقاوم "ما بعد القصير مثل ما قبل القصير. بالنسبة لنا، لا يتغير شيء"، في إشارة إلى استكمال القتال بسوريا عقب السيطرة على مدينة القصير واستعادتها من مسلحي المعارضة في الخامس من يونيو/حزيران الجاري. وأكد نصر الله أن حزبه مستمر في القتال بسوريا لأن "المشروع الكوني" الذي يستهدف المنطقة لم يتغير، "بل بالعكس هناك اتجاه للإصرار أكثر على المواجهة وتطوير هذه المواجهة" من خلال تصاعد الحديث في الفترة الأخيرة عن تسليح المعارضة السورية. وقال الأمين العام لحزب الله "حيث يجب أن نكون سنكون، وما بدأنا بتحمل مسؤولياته سنواصل تحمل مسؤولياته، ولا حاجة للتفصيل"، وقال إن "التفصيل متروك لحاجات الميدان"، معتبرا أن الدعم الذي قدمه الحزب إلى القوات النظامية السورية محاولة للقيام بجزء من المسؤولية ضد "المشروع الكوني" و"مساهمة مجدية ولو كانت متواضعة". وأشار إلى أن المعركة في سوريا لم تعد بين الشعب والنظام، وقال إن حزبه يصطف إلى جانب جزء كبير من السوريين الذين يساندون النظام. ولفت نصر الله الى أن حزبه أخذ متأخراً قراره بالدخول الميداني في مواجهة المشروع "الأميركي الصهيوني التكفيري" في سوريا، وأشار إلى أنهم كانوا آخر المتدخلين هناك بعد "عشرات الآلاف من القادمين من مختلف أنحاء العالم للقتال في سوريا". ورداً على إعلان دول مجلس التعاون الخليجي ملاحقة أفراد حزب الله ومصالحهم في دولهم، قال نصر الله إنه لا يوجد منتسبون للحزب في دول الخليج، وإن الحزب "لا يملك مشاريع في الخليج ولا في غيره". واعتبر أن الخطوة التي أقدمت عليها الدول الخليجية جاءت بسبب "أن هناك مشروعا (في سوريا) هم غامروا فيه ومولوه ودفعوا فيه الكثير والآن يشعرون أن مشروعهم على خط أن يهزم، وبدؤوا يشعرون أن هناك موازين قوى تتغير". وأكد أن استهداف الحزب بسبب مواقفه من سوريا سيزيده قناعة بتلك المواقف، واعتبر أن المعركة الحالية استمرار للصراع الذي شهدته المنطقة، وأن استهداف الحزب "استهداف لكل الإنجازات والتضحيات في الماضي القريب". وطالب نصر الله بعدم تحويل الصراع في سوريا إلى صراع مذهبي، واستدل بوجود سنة وشيعة في طرفي النزاع، واعتبر أن اللجوء للخطاب المذهبي ضعفٌ، ودعا لبذل كل الجهود من أجل تجنب الدخول في هذا الصراع. ووصف حادثة رفع راية "يا حسين" فوق مسجد عمر بن الخطاب بالقصير بالكاذبة، وتعهد بنشر صور تبرز أن الراية رفعت فوق مسجد الحسن المجتبى التابع لسكان القصير من الشيعة. من جانب آخر دعا نصر الله في كلمته إلى تأريخ المقاومة وبطولاتها "حتى لا يصبح المقاوم مجرد قاطع طريق ويصبح العميل مدافعا عن الوطنية والسيادة". وأشار إلى أن المقاومة "دفعت ثمنا غاليا من أجل شموخ لبنان وستستمر في دفع الأثمان من أجل هذا الهدف"، وأكد أن أي قوة في العالم "لن تستطيع أن تقتلع المقاومة من أرضها ووطنها". وطالب بضبط النفس للمحافظة على الاستقرار الأمني في لبنان، وتجنب أي شكل من أشكال التوتر والصدام، محذرا من شائعات تهدف إلى الفتنة، وذكر من بين تلك الشائعات اتهام أهالي بلدة عرسال السنية بإطلاق الصواريخ على بلدة الهرمل الشيعية في شهب البقاع. وأكد أن هناك "مؤامرات مخابراتية" تعمل للفتنة وللإيقاع بين أتباع المذهبين السني والشيعي، مشيرا إلى أن مصدر الصواريخ هو من داخل الأراضي السورية، ومتعهدا بالعمل لوضع حد لها. وندد نصر الله بحادث السفارة الإيرانية في بيروت، واعتبر أن القتيل الذي سقط في ذلك الحادث "قُتل مظلوما".