نفى مدير عام المرور، اللواء عبدالرحمن المقبل، أن تكون مهمة مشروع نظام "ساهر" مقتصرة على المخالفات المرورية فقط. وذكر أن عملية الرصد للمخالفات المرورية إحدى المهام التي تقوم بها كاميرات "ساهر"، مشيراً إلى إسهام المشروع في جوانب عدة، ومنها الجانب الأمني في كشف جرائم سرقة لسيارات ارتادت طرقاً يغطيها النظام، والتعرف إلى سيارات مسروقة تم ضبطها والقبض على الجناة من جانب الأجهزة الأمنية، وذلك بعد التجربة التي طُبقت في مدينة الرياض، والتي ستعمم على كافة إدارات المرور في المملكة في الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن الكاميرات لا تقتصر في التقاطها للصور على الثابتة فقط، بل على المتحركة من خلال تسجيل حي "فيديو" من المواقع المشمولة بالنظام، وذلك للتصدي للسلبيات المخلة بأمن المجتمع. وأوضح المقبل عقب المحاضرة التي قدمها الثلاثاء ضمن فعاليات أسبوع المرور الخليجي 29 في "سايتك" بمحافظة الخبر، استهدافهم لتغطية عدد من المواقع بكاميرات "ساهر" لنحو 2000 موقع في المملكة، وذلك بعد انتهاء المرحلة الخامسة من مشروع "ساهر"، والذي انطلق قبل عامين، وتوقع أن يزيد هذا العدد بحسب الحاجة خلال المرحلة المتبقية من المشروع والمقدرة بثلاثة أعوام، وأشار إلى أن عدداً من المواقع، سواء القائمة أو المخطط لها، تتفاوت حاجتها لأعداد الكاميرات ما بين ست وأربع كاميرات في الموقع الواحد، مضيفاً " باكتمال المشروع ستكون التغطية بين 60 و80 في المئة داخل المدن، ونستهدف حالياً مداخل ومخارج المدن والخطوط السريعة التي تشهد وللأسف حوادث معظمها قاتلة"، مشيراً إلى أن المشروع قام بتوظيف المهارات والخبرات المحلية في مراحل التأسيس والتشغيل، إذ تم توظيف عدد من الشباب السعودي بنسبة تتجاوز 92 في المئة، كما تم الانتهاء من مراكز القيادة والمعالجة. واعتبر المقبل الخدمة الإلكترونية التي تم تدشينها في المنطقة الشرقية إحدى الخدمات التي ستقدم للجميع بلا استثناء، إذ ستقلص هذه الخدمة حضور 2.5 مليون مراجع لأقسام المرور سنوياً، وسيتمكن مالك المركبة من إنهاء إجراءاته إلكترونياً، بعد تسجيل بياناته في موقع الوزارة وحصوله على اسم مستخدم ورقم سري تمكنه من الدخول والاستفادة من الخدمات من أي مكان في العالم كما هو معمول به في المصارف، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستمكنهم من تقليص أفراد المرور المخصصين لهذه الأعمال المصنفة ضمن المهام الإدارية وتحويلهم للأعمال الميدانية. ووعد مدير عام المرور في المملكة، اللواء عبدالرحمن بن عبدالله المقبل عقب محاضرته التي ألقاها، عدداً من ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة الصم والبكم الذين حضروا المحاضرة لحل سريع لمشكلة صعوبة التواصل بينهم ومع غرفة العمليات للإبلاغ عن حادث مروري أو غيره بمتابعة شخصية من جانبه، وتكليف أحد أعضاء نادي الصم في المنطقة الشرقية بوضع الآلية المناسبة لهذه الفئة لتسهيل عملية التواصل بين الجانبين، لحين الانتهاء من تطوير غرف العمليات في إدارات المرور وربطها آلياً لتنقل مباشرة عملية التواصل إلكترونياً موقع الحادث، مشدداً على احترام حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في مواقف السيارات المخصصة لهم وعدم استغلالها من قائدي المركبات، سواء في المراكز التجارية أو المستشفيات أو الدوائر الحكومية والأهلية والوزارات التي خصصت جميعها مواقف لهم، ويجب على الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة إبلاغ غرفة علميات المرور 993، للانتقال للموقع واتخاذ المخالفة بحق مرتكبها، وفي حال تأخر رجل المرور في الحضور فإنه سيضع نفسه أمام المساءلة. واعتبر المقبل خلال محاضرته السلامة المرورية مطلباً ضرورياً للحد من الحوادث المرورية والتي كلفت المملكة خسائر اقتصادية بلغت أكثر من 13 مليار ريال، ما خلف آثاراً اجتماعية ونفسية، وكل ذلك يتطلب تضافر الجهود من قبل الجهات المعنية بسلامة المركبات والطرق لوضع خارطة تضمن خططاً وبرامج وطنية شاملة ناجحة، والاهتمام بدراسة أسباب ونتائج الحوادث ضمن استراتيجية السلامة التي يسعى الجميع لتحقيقها، مشيداً بدور لجنة السلامة المرورية في أنحاء المملكة، ومتابعة ووضع الحلول المناسبة لبعض التقاطعات والطرق التي تشكل خطراً على قائد المركبة بالتنسيق مع الجهات الحكومية والحد من الحوادث.