وسط صخب ميدان طلعت حرب الذي لا يهدأ، اخترع «أحمد مزيكا»، البائع المتجول، وسيلة لخطف أنظار المارة إلى بضاعته.. يمزق أكياس الملابس الرجالي لينشرها على فرشته في تناسق، وما إن ينتهي من مهمته يبدأ في النداء بأعلى صوته: «يا جدعان أنا حرامي»! بحسب صحيفة الشروق المصرية. وجد «مزيكا» طريقه لرصيف طلعت حرب منذ ثلاث سنوات، ومنذ ذلك الوقت بدأ يفكر في طريقته لجذب الزبائن، إلى أن اهتدى مؤقتًا لهتاف حقق هدفه: «يا جماعة قناة الجزيرة بتصور.. أول حرامي وطني يا ناس.. بسرق وآدى للغلابة». «أنا حرامي.. أنا بسرق علشان الغلابة».. هكذا بدأ أحمد حديثه ضاحكًا، قبل أن يضيف: «هنعمل إيه طيب؟! ما هو لولا كده مش هنلفت نظر الناس ومش هنبيع». يتحدث مزيكا بينما يعيد ترتيب الملابس على طاولته الخشبية: «بقالي 3 سنين بشتغل الشغلانة دي، وأهي ووووهى لقمة عيش بقدر أعيش بيها، بدل ما أبقى حرامي فعلا، عندي 30 سنة و مش متجوز، وبساعد أمي وأخواتي على أد ما أقدر». ينتهي أحمد من ترتيب بضاعته، قبل أن يجلس على كرسيه وبيده كوب من الشاي وسيجارة، ليتحدث بفخر عن «شطارته في اصطياد الزبون»، يقول: «بيقولوا عليا روبن هود»؛ ذلك الإنجليزي الأسطورة، الذي قام بسرقة الأغنياء لإطعام الفقراء. «الملابس دي مش مسروقة ولا حاجة، دي مستوردة من الصين وكلها جديدة، بس الكلام في سرك بقى».. يتحدث أحمد هامسا، قبل أن يضيف بخوف واضح: «"بصي أنا مش عايز أتصور.. صوري اليافطة بس، بلاش أنا علشان الحكومة، وكمان علشان قناة الجزيرة متزعلش مني». طاولة أحمد الخشبية لا تبتعد كثيرًا عن ميدان التحرير، لكنه لا يلقي بالا لما يردده المتظاهرون على اختلاف انتماءاتهم.. «ماليش دعوة بالسياسة، أنا خدام لقمة عيشي، بس ده ميمنعش إني أتمنى الأحسن لبلدي دايما»، والحديث لأحمد، الذي واصل: «ربنا بس يهدي الأحوال؛ علشان نعرف نسترزق ونعيش كويس».