أعلن الجيش السوري النظامي، أمس الأحد، سيطرته على الجامع الأموي في حلب، عقب أيام من الاشتباكات العنيفة مع عناصر الجيش السوري الحر التي حاولت التمركز بداخله، وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين حول المسؤولية عن تدميره وإحراقه. وقال الجيش السوري في بيان له "إن وحدة عسكرية قامت بالسيطرة على الجامع الأموي الكبير في حلب"، مضيفا "إن وحداته سيطرت على الجامع الأموي في حلب بعد اشتباكات عنيفة مع الجماعات المسلحة التي حاولت التمركز بداخله". وفي حلب، طهرت الجهات المختصة حرم الجامع الأموي الكبير من المجموعات المسلحة الذين دمروا مدخله الجنوبي المطل على أسواق المدينة القديمة. وفي المقابل أكد لواء التوحيد، إحدى أكبر تشكيلات الجيش الحر في حلب وريفها، في وقت سابق سيطرته على الجامع الأموي في مدينة حلب والمناطق المحيطة به بعد انسحاب القوات النظامية. ووفقا لوكالة أنباء موسكو بث ناشطون على الإنترنت لقطات مصورة تظهر عناصر الجيش السوري الحر يتجولون داخل المسجد بعد احكام السيطرة عليه، فيما قالت وكالة الأناضول للأنباء أن الجيش الحر انسحب من داخل المسجد ليعيد تمركز قواته في محيط الجامع . وشهد محيط الجامع الأموي في حلب اشتباكات عنيفة بين عناصر الجيش السوري الحر والجيش السوري النظامي، وأسفرت المواجهات عن تخريب ودمار داخل المسجد. واتهم مصدر في قوات الأمن السورية "لواء التوحيد التابع للجيش الحر بتعمد إحراق الجامع لتأليب الرأي العام"، قائلاً في تصريحات صحافية، إن "لواء التوحيد أضرم حريقاً مقصوداً في الجامع يوم السبت بعد اقتحامهم له واستهدافه بالقذائف الصاروخية". وتابع "إنه الهجوم الرابع الذي تقوم به العصابات المسلحة على الجامع، والأضرار تلحق به كل مرة، وقاموا بإحراقه لتأليب الرأي العام". من جانبه، رد لواء التوحيد على الاتهام من خلال بيان نفى فيه مسؤوليته، واتهم جيش النظام بإحراق الجامع قبل الانسحاب منه. وقال البيان: "نكشف لأبناء سورية أن قيادة لواء التوحيد أوعزت للكتائب المرابطة على مقربة من المسجد الكبير بعدم التقدم كي لا يمتلك النظام مبررا لتدمير المسجد، إلا أنه قرر الانسحاب منه الساعة الرابعة عصر يوم السبت، تاركا وراءه ما يدل على بربريته وهمجيته، إذ أضرم النيران في جنبات المسجد". وتعهد اللواء بمتابعة القتال، قائلا "إننا في لواء التوحيد نؤكد للأمة الإسلامية عامة وللشعب السوري خاصة أن التدمير والحرق الذي طال المسجد الأموي الكبير أمر لن نسكت عنه مهما كلفنا ذلك".