قام مفتي مصر الشيخ علي جمعة اليوم الأربعاء بزيارة نادرة للمسجد الأقصى في القدسالمحتلة على الرغم من المعارضة الممتدة منذ عقود في مصر لمثل هذه الزيارة في ظل الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي أثار انتقادات لهذا الفعل في مصر من دعاة وعلماء دين. وأعلن مدير أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب أنه كان برفقة جمعة خلال هذه الزيارة الأميرُ غازي بن محمد ابن عم ملك الأردن عبد الله الثاني ومستشاره للشؤون الدينية، مضيفا أن زيارتهما "كانت دينية تعبدية بحتة ولم يجر خلالها التطرق إلى مواضيع سياسية محددة". ورحب الخطيب بزيارة المفتي والأمير الأردني، معتبرا أن هذه الزيارة "لدعم الأقصى ودعم سكان مدينة القدس"، مضيفا أنهما زارا المسجد المرواني والمتحف الإسلامي والباب الذهبي ووقفية الإمام الغزالي، و"افتتح الأمير مركز وقفية الإمام الغزالي للدراسات، وزار مقام الشريف حسين". كما زارا كنيسة القيامة وبطريركية الروم الأرثوذكس في مدينة القدس. علي جمعة يؤكد أن زيارته للقدس غير رسمية (الجزيرة-أرشيف)تبرير ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن جمعة قوله إن هذه الزيارة "تمت تحت الإشراف الكامل للسلطات الأردنية ومن دون الحصول على أي تأشيرات أو أختام دخول باعتبار أن الديوان الملكي الأردني هو المشرف على المزارات المقدسة للقدس الشريف". كما أكد جمعة أن زيارته كانت غير رسمية ولافتتاح كرسي الإمام الغزالي التابع لوقفيات الكراسي العلمية التي افتتحها مؤخرا ملك الأردن. وأضاف جمعة للوكالة أن جميع المقدسيين، الذين التقى بهم خلال الزيارة وأحاطوه "بالحفاوة الشديدة"، أكدوا له أن القدس أمانة في أعناق المسلمين وأنه ينبغي القيام بواجب نصرتها بجميع السبل المتاحة والممكنة. وأشار إلى أنه أكد للمقدسيين خلال لقائه بهم رفضه أي إجراء يصبّ في مصلحة تطبيع علاقات المسلمين مع الاحتلال الإسرائيلي، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة دعم القدس وإحياء القضية الفلسطينية في نفوس المسلمين جميعا خاصة الشباب. وشدد مفتي مصر على أن "أي شخص يذهب إلى القدس يزداد رفضا للظلم والاحتلال مما تراه عينه بل ويرجع وقد استيقظت القضية في قلبه من جديد". تنديد وفي إطار الردود الأولية على زيارة المفتي للقدس، انتقدها الداعية الإسلامي الشيخ صفوت حجازي والمفتي السابق الشيخ نصر فريد واصل باعتبارها "لم تكن أن تتم من دون إذن من سلطات الاحتلال الإسرائيلي"، لكن مجدي عاشور مستشار المفتي قال في اتصال بالجزيرة إنها جرت تحت غطاء الديوان الملكي الأردني ومن دون أختام بما يعني أنها ليست تطبيعا. يذكر أنه منذ بداية الشهر الحالي سجلت زيارات عدة للمسجد الأقصى، فقد قام الأمير هاشم بن الحسين في الخامس من أبريل/نيسان الماضي بزيارة المكان مع الداعية اليمني الحبيب الجفري، كما زار وزير الداخلية الأردني محمد الرعود الأقصى قبل ثلاثة أيام. وكثف يهود متشددون من اليمين المتطرف زياراتهم للمسجد الأقصى خلال الفترة الأخيرة، ويحاول البعض منهم إقامة شعائر تلمودية فيه، ومن بينهم مجموعات تدعو إلى إعادة بناء هيكل سليمان مكان المسجد.